عزيزي عبد الله.. أنا “الكلية” عضو من الأعضاء الضرورية لحياتك، أعيش في منطقة الخصر من جسمك، مُحاطة بحماية جيدة، ومَرْبوطة...
كلما توسّعت دعوتك، وكثرتْ عليها القلوب، وحامتْ حولها الأرواح… امتحنتك الأقدار، لا بالأعداء فحسب، بل حتى بالأحباب والخلاّن، لتنظر أتصبر...
إذا ذهب الكسل مع الإنسان قال له الذلّ خذني معك، وإذا ألقى بنفسه في أحضان الراحة قال له الحرمان دعني أكن إلى جانبك… من أَلِفَ الراحة ذلَّ، ومن عاش مع الكسل ماتت همته وقلّ حياؤه، وللآخرين مدّ يده....
شُدَّ وَتَرَ قوسك، وألْقِمْهُ الورود، وانثر الزهر النضير، وعطِّر الجوَّ بالنفحات، وضمخ الأنسام بالعبير، لكي ينعم الزمان والمكان، بالبهجة والابتسام…...
إذا أرواحُنا جَفَّتْ، وقلوبنا أقفرت، وعقولنا أمحلت.. انعكس كل ذلك على حقولنا وبساتيننا وأشجارنا وأزهارنا، فيقفر السهل، ويذوي الشجر، وتتصحر...