أرتني صورة قطيع من الذئاب، ابتسمت وسألتها: مالك ولعالم الذئاب؟ أجابتني: هل ترين هذا القطيع يا صديقتي، إنه قطيع من الذئاب، يتقدمه من ليس قائد القطيع، بل ضعفاء هو مسنوه ومرضاه.
رحلتنا في عالم الحياة، وركضنا خلف المصالح، وهجرتنا إلى المشاغل، أي سير فيه نسير، هل فعلا القائد يبقى في المؤخرة يحمي ظهورنا؟ هل نبطئ الخطى على وتيرة ضعفائنا؟
الذئاب يا عزيزتي بفطرتها النقية علمت أن السير عليه أن يكون على وتيرة موحدة، لكنها اختارت السير على وتيرة أضعفها، فلا يسبقون أو يتأخرون، وقائدهم في الخلف، للحماية الكاملة لظهورهم. تساءلت من الذئب الحقيقي نحن أم هم، من سيد الغدر نحن بنو البشر أم هم بنو الوحش، بل تجاوزت ذلك وقلت: من الإنسان نحن أم هم؟
رحلتنا في عالم الحياة، وركضنا خلف المصالح، وهجرتنا إلى المشاغل، أي سير فيه نسير، هل فعلا القائد يبقى في المؤخرة يحمي ظهورنا؟ هل نبطئ الخطى على وتيرة ضعفائنا؟ لا؛ نحن لا نفعل نترك الضعفاء وراءنا ونتسابق إلى المجهول، لا عون، لا استراحة لا انتظار نفسي نفسي؛ وكأننا نجري فوق الصراط إلى جنان الخلد، يا حسرة على بني الإنسان، مات فيهم الإنسان وبقي شكله، صرنا مسخًا على هذه الأرض، صرنا عارًا على هذا الكون، الإنسان يا عزيزتي يأكل أخاه الإنسان.