قالوا: “كان التصوف في صدر الإسلام مسمّى لا اسم له، ثم أصبح اليوم اسماً لا مسمّى له”.
وأقول هي كلمة صحيحة ودقيقة؛ فإن المسلمين في صدر الإسلام كان همّهم الأول تزكيةَ النفس الأمارة بالسوء، والسموَّ بها في مدارج التربية إلى مرتبة النفس الراضية والمطمئنة دون أن يبدعوا لذلك اسماً غير الاسم الذي سماه الله سبحانه وتعالى به، وهو الجهاد التأسيسي الذي يبدأ بتزكية النفس وتربيتها، وهو العمود الفقري في منهاج السلوك إلى مرضاة الله.
ثم إنه خلَف بعد ذلك الرعيلِ الأول خلف، أفردوا لهذا المنهج السلوكي اسماً جديداً لا عهد لمن قبلهم به، وما لبثوا أن أَولوه أهمية بالغة من حيث إنّ هذا المنهج التربوي هو المدخل الذي لا بدّ منه لسائر أنواع الصلاح الفردي والاجتماعي.
غير أن الاهتمام بالاسم الجديد تغلب شيئاً فشيئاً على الاهتمام بالمسمى القديم، فتولد من ذلك تيار من الانجذاب إلى كلمة التصوف. ولا ريب أن العامل الأول لهذا الانجذاب إنما كان اقتران الكلمة بأعمال التربية النفسية التي هي لباب السير على صراط الله سبحانه وتعالى، ومن ثم فهي لباب الإسلام. ولَعلَّ رجال “الرسالة القشيرية” من أبرز من يمثلون هذا العهد.
ثم جاء على أعقابهم خلف آخر غدت كلمة التصوف عندهم أشبه بقُبّة ليس في داخلها مزار، ولقد امتدّ عهد هذا الخلف إلى عصرنا الذي نحن فيه. إنك تتأمل فتجد أن التعامل اليوم إنما هو مع بريق هذه الكلمة وما يشعّ منها -بحكم الاقتران الطويل- من مظاهر الصلاح والتقوى وأصول الإرشاد ومناهج التربية والسلوك إلى مرضاة الله. وعندما تبحث عما تحت هذه الكلمة من هذه المضامين لا تجد شيئاً. وهكذا فقد غدا التصوف اليوم -كما قالوا- اسماً لا مسمى له.
النورسي الاستثناء
غير أن من المعلوم أنه ما من قاعدة إلا ويعتريها شذوذ، وما من عموم إلا ويلحقه استثناء، فلا يزال في المتصوفة من هم على سنن الرعيل الأول. وإني لأجد أن سيرة الأستاذ المرشد سعيد النورسي، كانت مظهراً لهذا الاستثناء. كانت مظهراً لحال الرعيل الأول من المسلمين؛ إذ كان التصوف عندهم مسمى لا اسم له. ولا ريب أن في عالمنا العربي والإسلامي من يَشرَكه في هذه الحال الاستثنائية. ولكنهم قلّة لا يتجاوزون عدد الشذوذ من القاعدة والاستثناء من العموم.
في أكثر من موضع في (اللمعات) يصرح الأستاذ النورسي رحمه الله بأنه ليس صوفياً. ولكنه في كل ما يخاطب به تلامذته من فنون النصح والتربية والإرشاد، لا يخرج عن ذلك اللباب الذي كان هو مسمى التصوف بل مسمى الإسلام في عصر السلف الصالح رضوان الله عليهم.
ولقد كان في مقدمة العوامل التي أكرمته بالصفاء الروحي وأيّدَته بالإلهام الصائب والفتوحات الربانية تلك الساعات الطويلة التي كان يأخذ نفسه فيها بالأذكار المأثورة والأوراد التي تنسب إلى كبار الأولياء والمرشدين، كالأوراد القدسية للشّاه نقشبند، وكالجوشن الكبير الذي كان يقرؤه ويوصي بقراءته؛ كما كان من أهم تلك العوامل خلواته الكثيرة والطويلة التي يمضيها في شواهق الجبال، وأحياناً على مقاعد في أعالي الأشجار، يحاسب فيها نفسه ويراقب فيها ربَّه، ويتأمل صفات الخالق في مرآة مخلوقاته الكونية. وهل كان ذلك كله إلا جزءً من المسمى الذي لم يكن له في صدر الإسلام هذا الاسم الذي شاع له من بعدُ “التصوف”. ولكنه كان-كما قلتُ لكم- لُباب الإسلام ومكنونه، وكانت علاقته بأحكامه السلوكية الظاهرة، كعلاقة الروح بالجسد.
سنوحات ربانية
ولقد كان من نتائج هذه العوامل سنوحات ربانية عُلوية، يفيض بها قلبه، تعلو به في سلّم المقامات، وترقى به إلى أعلى تلك الدرجات. من هذه المقامات أن يصل السالك من جهوده وجهاده إلى نكران الذات والفناء في المنعِم جل جلاله والرقي إلى أعلى درجات الإحسان، وهو عدم شعور العبد بإحسانه، وذهوله عن أحواله ومقاماته.
وإليكم بيانه لهذه الرتبة التي لا يتذوقها ولا يرقى إليها إلا من أخذت بمجامع نفسه نشوة العبودية لله، وناله منها ما يشبه السُّكْر، يقول: “قال لي أحد الأتقياء في قسطموني شاكياً: لقد ترديتُ وتقهقرتُ عن حالي السابق.. إذ فقدتُ ما كنت عليه من أحوال وأذواق وأنوار. فقلت له: بل ترقّيتَ، واستعليتَ على الأذواق والكشوف التي تلاطف النفس وتذيقها ثمراتها الأخروية في الدنيا، وتعطيها الشعور بالأنانية والغرور.. وقد طرتَ إلى مقام أعلى وأسمى، وذلك بنُكران الذات وترك الأنانية والغرور، وبعَدم التحري عن الأذواق الفانية.. نعم إن من الإحسان الإلهي للعبد أن يُنسيَه إحسانَه بفنائه عن نفسه التي لا حول لها ولا قوة ولا وجود إلا بالمحسِن الأوحد وهو الله سبحانه”.(1)
أليست هذه السنوحات من المسميات التي لم يكن لها في صدر الإسلام اسم مختصّ به؟ لقد كان لها حضور بارز في ذلك الصدر الأول، ولكن لم يعبَّر عنها إلا بما سماها الله تعالى به، وهو تزكية النفس والصعود الدائم في درجات الإحسان.
ولقد كان من آثار هذه العوامل أيضاً تنامي مشاعر الخشية من الله بين جوانحه، وهيمنةُ الرقابة الإلهية على قلبه، وتعاظم الخوف في نفسه مما هو مقبل عليه بعد الموت. وكلها مسمَّيات قدسية لهذا الذي يسمى اليوم تصوفاً، ولكن لم يكن لها وراء اسم العبودية الضارعة لله تعالى حينذاك أي اسم مصطنع آخر.
ولنتأمل ترجمة هذه الآثار لديه في هذا الدعاء الواجف الذي صاغه الأستاذ النورسي رحمه الله باللغة العربية، وكان يناجي به ربه عز وجل في أوقاته الخاصة. يقول رحمه الله:
“يا إلهي الرحيم يا إلهي الكريم! قد ضاع بسوء اختياري عمري وشبابي، وما بقي من ثمراتهما في يدي إلا آثام مؤلمة مذلة، وآلام مضرّة مضلّة، ووساوس مزعجة معجزة… وأنا بهذا الحمل الثقيل والقلب العليل والوجه الخَجِل، أدنو إلى باب قبري.. بيت الوحدة والانفراد في طريق أبد الآباد، مفارقاً هذه الدار الفانية الهالكة باليقين، والآفلة الراحلة، والغدارة المكّارة لا سيما لمثلي ذوي النفوس الأمارة.
فيا ربي الرحيم ويا ربي الكريم! أراني عن قريب وقد لبست أكفاني وركبت تابوتي، وودّعت أحبابي، وتوجهت إلى باب قبري. فأنادي وأنا على باب رحمتك: الأمان الأمان، يا حنان يا منان، نجني من خجل العصيان.
آه.. كفَني على عُنقي، وأنا قائم عند رأس قبري، أرفع رأسي إلى باب رحمتك، أنادي: الأمان الأمان، يا رحمن يا حنان، خلّصني من ثقل حمل العصيان.
آه.. أنا ملتفٌّ بكفني وساكن في قبري، وقد تركني المشيِّعون، وأنا منتظر عفوك ورحمتك مشاهد بأن لا ملجأ ولا منجى إلا إليك، وأنادي: الأمان الأمان من ضيق المكان ومن وحشة العصيان، ومن قبح وجه الآثام، يا رحمن يا حنان ويا ديّان، نجني من قيود الذنوب والعصيان.
إلهي! رحمتك ملجئي ووسيلتي، وإليك أرفع بثّي وحزني وشكايتي.
يا خالقي الكريم، ويا ربي الرحيم، ويا سيدي ومولاي! مخلوقك ومصنوعك وعبدك العاصي العاجز الغافل الجاهل العليل الذليل المسيء المسنّ الشقي الآبق، قد عاد بعد أربعين عاماً إلى بابك، ملتجئاً إلى رحمتك، معترفاً بالذنوب والخطيئات، مبتلى بالأسقام والأوهام، متضرعاً إليك.. فإن تقبل وتغفر وترحم فأنت لذلك أهل وأنت أرحم الراحمين، وإلا فأيّ باب يُقصد غير بابك، وأنت الرب المقصود والحق المعبود، ولا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك.
آخر كلامي في الدنيا وأول كلامي في الآخرة وفي القبر: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم”.(2)
تأمل في هذه المناجاة التي لا تنبثق إلا من قلب ملتاع بلوعة التعظيم والخشية والحب، فيّاض بمشاعر العبودية الواجفة لله عز وجل.. وتَساءلْ معي: مِن أين تفجّرت في قلبه هذه الأحاسيس العلوية المنصرفة بكليتها إلى الملأ الأعلى، والمعرضة عن ملكوت الأرض وزخارف الدنيا؟
أما إن هذه الأحاسيس لا تنبثق إلا من قلب مَن أخذ نفسه بأوراد الصباح والمساء، وغذّى فطرته الإيمانية بالكثير من ذكر الله ومراقبته، وألزم نفسه بمنهاج دائم من التنقل في مدارج السالكين. وهل كان هذا إلا دَيدن الرّعيل الأول من المسلمين، وهل كان هذا في حياتهم إلا عملاً بدون عنوان مثير، ومسمى بدون اسم مصطنع؟!
وما أظن أن الأستاذ النورسي نفى اسم التصوف عن نفسه في أكثر من مناسبة وقعتُ عليها، إلا ليجعل من نفسه أمام الله تعالى فعّالاً بتواضع وصمت، لا قوّالاً يتجمّل أمام الناس بالعناوين والألقاب، ولعله أراد بذلك أن يشد نفسه إلى عهد السلف الصالح فيسير على نهجهم وينهل من وِردهم، ويحقق بذلك في نفسه الشطر الأول من مقولة: “كان التصوف في صدر الإسلام مسمى لا اسم له..”.
موقف الأستاذ النورسي من البدع
في الناس من يظن أنّ مِن شأن الذين يكثرون الاهتمام بأسباب التزكية النفسية، وأحوال القلب ومقامات القرب من الله، أن يتساهلوا في البدع وأن يذهلوا عن خطورة الركون إليها وعن شدة تحذير رسول الله صلى الله عليه وسلم منها.
غير أن الواقع مخالف لهذا الظن تماماً؛ فما تتبعنا حال من سلكوا -بصدق- مسالك التزكية النفسية واهتمّوا بمراقبة أحوال القلب وسبل التقرب إلى الله، إلا ورأيناهم من أكثر الناس ابتعاداً عن البدع ومن أشدهم تحذيراً منها. وارجع إن شئت إلى الرسالة القشيرية وتأمل في تراجم رجالها، تجد الجامع المشترك بينهم تلاقيَهم على نبذ البدع ومحاربتها.
والأستاذ النورسي وإن كان متأخراً عن الرعيل الأول وسلف هذه الأمة في الوجود، إلا أنه ليس متأخراً عنهم في المكانة والرتبة فيما نحسب، ولا نتألّى على الله.
فقد أكثر الأستاذ في رسائله، وفي لمعه وفي إشعاعاته، من التحذير من ممارسة البدع باسم الدين، ومن التنبيه إلى ضرورة التمسك بأهداب السنة النبوية وعدم الخروج عليها. وهو إذ ينبّه إلى ذلك يلفت النظر إلى أن التمسك بالسنة النبوية والحرصَ الشديد عليها وعلى عدم الشرود عنها، هو دأب أولياء الله تعالى وشأن المرشدين الربانيين. يقول رحمه الله في اللمعة الحادية عشرة: “إنّ مَن يجعل اتباع السنة النبوية عادته، فقد حوّل عاداته إلى عبادات، ويمكن أن يجعل عمره كله مثمراً ومثاباً عليه”. ثم يقول: “لقد قال الإمام الرباني أحمد الفاروقي رحمه الله: بينما كنت أقطع المراتب في السير والسلوك الروحاني، رأيت أن أسطع ما في طبقات الأولياء وأرقاهم وألطفهم وآمنهم وأسلمهم، هم أولئك الذين اتخذوا اتباع السنة الشريفة أساساً للطريقة”. ويعلّق الأستاذ النورسي على كلام الإمام الرباني هذا قائلاً: “نعم إن الإمام الرباني مجدد الألف الثاني ينطق بالحق. فالذي يتمسك بالسنة الشريفة ويتخذها أساساً له، لهو أهل لمقام المحبوبية في ظل حبيب الله صلى الله عليه وسلم”.(3)
ومن هذا المنطلق ينكر الأستاذ النورسي رحمه الله على الشيخ محي الدين بن عربي فكرة وحدة الوجود، ولكنه لا يرميه بسببها بكفر أو زندقة أو فسوق، ولا يتجاهل سعة علومه وعمق أفكاره وعلوّ مقامه. يقول جواباً عن سؤال يتعلق بابن عربي رحمه الله: “إنك يا أخي بسؤالك هذا تضطرني إلى أن أناقش -وأنا الضعيف العاجز- خارقة الحقيقة وداهية علم الأسرار محي الدين بن عربي، ولكن لما كنتُ سأخوض في البحث معتمداً على نصوص القرآن الكريم، فسوف أستطيع أن أحلّق إلى أعلى من ذلك الصقر وأسمى منه، وإن كنتُ ذبابة.” ثم يقول: “اعلم أن محي الدين بن عربي لا يَخْدع ولكنه ينخدع، فهو مهتدٍ ولكنه لا يكون هادياً لغيره في كل ما كتبه، فما رآه صِدق وصَواب ولكن ليس هو الحقيقة..”
وقد أطال الأستاذ النورسي في مناقشة أفكار ابن عربي رحمه الله، ملتزماً ضوابط اللياقة والأدب دون تجريح ولا اتهام له، وأتى بكلام دقيق مقنع يضيق هذا المقام عن نقله. وبوسعنا أن نوجز ذلك كله في قوله عنه: “ولما كان الشيخ قد انتهج مسلكاً مستقلاً، وكان صاحب مشرب مهم وله كشفيات ومشاهدات خارقة، فإنه يلجأ باضطرار إلى تأويلات ضعيفة وتكلف وتمحّل ليطبق بعض الآيات الكريمة حسب مشربه ومشهوداته، مما يخدش صراحة الآية الكريمة ويجرحها.. فالشيخ ابن عربي له مقام خاص لذاته، وهو من المقبولين، إلا أنه بكشفياته التي لا ضوابط لها، خرق الحدود وتجاوزها وخالف جمهور المحققين العلماء في كثير من المسائل”(4)
أقول: ولم أجد في شيء من أحاديثه عن ابن عربي رحمه الله، ما يذكره جل المترجمين له من أن الباطنيّين دسّوا في كتابه “الفتوحات” كثيراً من الأفكار الباطنية والعقائد الكفرية التي يتبنَّونها، منهم ابن العماد في كتابه “شذرات الذهب”، وابن المقري في “نفح الطيب”، والإمام الشعراني في “اليواقيت والجواهر”، وحاجي خليفه في “كشف الظنون”. وأعتقد أن هذه حقيقة تعلو على الريب والظن. لا أدلّ على ذلك من أنك لا تجد في فتوحاته فكرة تناقض العقائد الإسلامية إلا وتجد في مكان آخر فيه ردّاً عليها وتحذيراً من الأخذ بها. تأمل في هاتين البيتين من تائيّته تجد أنهما ينطويان على نقيض وحدة الوجود ويقرران العقيدة الإسلامية المأخوذة من كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم:
وجدتُ وجوداً لم أجد ثانياً له
وشاهدتُ ذاك الحق في كل صنعة
وطالب غير الله في الأرض كلها
كطالب ماء من سراب بقيعة
النورسي والتربية الروحية
وبعد، فكلنا يعلم أن الأستاذ النورسي ما إن تجاوز الأربعين من عمره حتى نفض فكره ويديه من السياسة وأحابيلها، واتجه في أنشطته الإسلامية إلى ميدان التربية وتزكية النفس ونقد الذات، وافتتح حياته الجديدة بقوله: “أعوذ بالله من الشيطان والسياسة”.
كانت صلته بالناس الذين يرشدهم ويربيهم عن طريق رسائله التي يكتبها إليهم فتنتشر فيما بينهم، أما هو فكانت تتلقاه السجون سجناً إثر سجن، لا يتأتى له -إلا نادراً- الجلوسُ إليهم والتحاور معهم. ومع ذلك فقد أثمرت جهوده هذه كما لم تثمر جهود أي جماعة إسلامية أو حزب إسلامي؛ اتخذ من السياسة سلّماً للبلوغ به إلى عقول الناس وأسماعهم. ها أنتم ترون اليوم ثمار تربيته الروحية والسلوكية، يانعة متجددة على عَرض هذا المجتمع وطُوله، يبدد ضياءه الساطع ما تراكم من ظلمات الجهالة والفسوق والإلحاد. وكأنه ضياء أشرق للتوّ أو لكأنها تربية تلقتها الآذان والألباب بالأمس القريب.
فما السرّ الكامن وراء هذه الظاهرة الغريبة التي تتبدى في سطور ورسائل وكلمات مضى على توجيهها إلى الناس ما يناهز القرن من الزمن؟ السر يكمن في هذه الإشراقة الروحية التي كانت تتوهج بها حياة الأستاذ النورسي. لقد كان هذا الوهج هو الروح السارية في رسائله وكلماته، وكان مَعِينه متمثلاً في ذلك الجهاد الخفي الذي كان يأخذ به نفسه، مراقبةً لله، وذكراً دائماً له، والتجاءً إليه بالأسحار، وملازمة للأوراد التي تصفّي القلب في البكور والآصال. وإنه للجهاد القدسي الذي كان في صدر الإسلام مسمى لا اسم له، ثم غدا اليوم اسماً لا مسمى له.
___________________
الهوامش
(1) الشعاعات لبديع الزمان سعيد النورسي، ترجمة: إحسان قاسم الصالحي، ص 374.
(2) اللمعات ص 197-198 ؛ المثنوي العربي النوري ص 281-282
(3) اللمعات ص 81.
(4) اللمعات ص 52 و53.