يقرّبني من الرحمنْ،
هواك فكيف أجحده؟
يزمّلني،
يدثّرني،
وينشر لي بساط الحبّ والتقوى،
فكيف يدقّ بابي ثم أطرده؟!
وفي يمناه أطباقٌ من السلوى،
وفي اليسرى أباريق الهوى الفتّان،
وظلّ وارفٌ فينان؟
أنا ما قلت:
“أوشِك يا خليّ القلب أعبده”،
وكيف وجنّة المأوى،
حبيبـي أننا في حضرة الرّحمنْ،
سويّا نسكب الآهات..
نعبده؟
يقرّبني نداؤكِ،
من جنانِ الخلْد والرضوانْ،
ويمنحني عطاياه،
فكيف يردّ هذا القلبُ،
ما أعطاه مولاه؟!
يُنصّبني حنانُكِ،
فوق عرش الحبّ سلطانًا،
تدور بأمره الأفلاكْ،
يُزَيّنُ تاجيَ الذهبيّ نورُ سناكْ،
لسوف أغيظ باسمكِ،
ما يزخرفُ شاعر الطاغوتْ،
وأجعل وجهك الوضّاحَ،
مفتاحًا إلى الملكوتْ،
فِدًى لِوشاحك الخفّاقِ،
كلّ زخارف الدنيا،
تنـزّل باسم خالقه،
على قلب الفتى وحيا،
أرشّ حروفك الخضراء باسم الله،
فوق مروج أحزاني،
وينطلق الحداءُ:
“الرائدُ الميمون لا يكذبْ”
فتغدو النونُ فُلكًا صاحبته الريحْ،
رخاءً نحو غايته،
وأهتف باسم منْ حلّى جبينك،
بالسّنا القدسيّ ثجّاجا،
وأعطاك الهوى العذريّ وهّاجا..
وأعطاني،
وأعلى شأن هذا الطينْ،
وأكرمه ونعّمه،
وأسْبغَ من هواكِ،
على الظلال بهيَّ أردانِ،
سأتلو سورة الرحمنْ،
﴿رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ *
فَبِأَيّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾
وأهتف: يا حبيب القلب!
سبحان الذي أسرى بقلبَينا،
من المشرق والمغربْ،
ليلتقيا على عتبات مولانا،
نُسبّحه،
نقدّسه ونعبده،
ويغدو كلُّ حرف من قصائدنا،
فمًا للحمد والتّسبيحْ…