ليس من المعروف من قام بأول عملية رشّ الألوان على الماء وتمكّن من الحصول على أشكال متنوعة زاهية ثم أخرجها على الورق، أي ليس لدينا المعلومات الكافية عن المسيرة التاريخية لفن الأبرو. ولكن المعروف هو أن هذا الفن المسمى بالأبرو، يتحلى بطابع عثماني أو بطابع تركي.
وتعني كلمة “الأبرو” عند الأتراك، حاجب العين، والورق الملون والمجزّع، أو القماش الملون بألوان مختلفة بشكل مموج يشبه حاجب العين، أو ألوان حجر الرخام. كما تأتي في التركية بمعنى الورق أو القماش الملون الذي يستخدم في تغليف الكتب والدفاتر.
الرسم على الماء
عمل الأبرو فيه لمسات فنية جمالية رائعة، ويحتاج إلى صبر وتأنٍ. وقد يتميز هذا الفن بعدم تكرار نماذجه أو بعدم تقليده. ولصنع الأبرو يحتاج الـ”أبروزَن” أي صانع الأبرو، إلى ورق يمتص الصبغات وإلى حوض على شكل مربع. فيقوم الفنان بخلط مادة بيضاء صمغية تسمى “كِتْرَه” بمقادير معينة مع الماء. وبعدها تفرغ الصبغات المجهَّزة على وجه الحوض المليء بالـ”كتره”. ثم تحرك البقع الموجودة على سطح الماء بالفرشاة التي يتكون رأسها من شعر ذيل الحصان أو من إبرة بأشكال متعددة. ونتيجةً لذلك تظهر أشكال مبهرة رائعة. وبعد ذلك توضع الورقة الخاصة على سطح هذه الأشكال ثم تُمسك من الأطراف وترفع ثم تقلب دون هز أو تحريك، وعندها تتشكل النماذج وبألوان زاهية وجميلة.
لقد أخذت رسوم الأبرو -في القرن السادس عشر- مكانة مرموقة بين الأمتعة الثمينة في الغرب، بعد قيام السياح الأجانب برحلات إلى الأراضي العثمانية التي بلغت آنذاك أوج ازدهارها في الفن والثقافة والعلم والتكنولوجيا.. وسرعان ما تحول هذا الفن عند الأوروبيين -في القرن الثامن عشر- إلى مُوضة لا يستغنى عنها، وطبعت رسومات الأبرو على معظم مجلدات الكتب الأوروبية.
وقد اعتنى الأتراك بفن الأبرو عناية فائقة ومارسوه مدة طويلة في الخط والتغليف. بيد أن هذا الفن لم يحظ بهوية ذاتية حتى أواخر القرن العشرين. وقد تم استخدامه بادئ الأمر من قبل أقلية من الدراويش المتصوفة لإشباع جانبهم الروحي والمعنوي. وهذا حفظ هويته وساعده على الرقي والازدهار رويداً رويدا. كما أدى هذا الاهتمام الصوفي إلى إحياء فن الأبرو من جديد، واكتسابه هوية ذاتية مستقلة بين الفنون الإسلامية الأخرى.
الأبرو مرآة للثقافة
والجدير بالذكر أن فن الأبرو لم يتميز عن قرينه فن “Suminagashi” في الشرق الأقصى بمعداته وصباغه وألوانه وأشكاله فحسب، بل بطابعه وطبيعته الخاصة به أيضاً. ولكن الميزة التي أعطت هذا الفن هوية أصيلة، هي عكسه الألوان الثقافية والفنية المتنوعة، وكشفه عن ثراء التراث في الحضارة التي عاش تحت ظلها، ومن ثم تقديمه الفن والجمال في نطاق فلسفة داخلية روحية بأبعاد تصوفية، أي أن يكون مرآة للتراث والثقافة التي انبثق منها. وليس المقصود من التراث ها هنا، العادات التي تعيشها الشعوب وتتداولها فيما بينها.
ولا نبالغ إن قلنا إن أجمل رسومات الأبرو موجودة في تركيا، لا سيما اللوحات التي يصنعها الفنانون الذين يسكنون في إسطنبول. ولقد بلغت صور الأبرو -في أيامنا هذه- مرحلة تطورية لم يسبق لها مثيل، حيث أضفت لمسة جمالية على الشكل والمعنى، أبهرت العيون وسحرت القلوب وخلبت الألباب. ولعل هذا التوسع والانتشار السريع لفن الأبرو الكلاسيكي، وبالتالي ازدياد المراكز التعليمية له في تركيا وبخاصة في إسطنبول، أدى إلى ابتعاده عن هويته الأصلية وإلى ضياع تأثيره الروحي.. إذ تأثرت قيمه بعوامل ثقافية خارجية لا تتفق مع طابعه وهويته الذاتية. وهذا الأمر يضعنا أمام شقين اثنين؛ إما أن يستمر فن الأبرو كمرآة يعكس الفلسفة الروحية والنظرة الكونية لثقافة أصيلة، وإما أن ينسلخ عن جذوره وينأى عن مفاهيمه التي تحلى بها منذ عصور ويتحول إلى فن زخارف فحسب.. ولكن رغم كل هذه التغيرات والتحولات الثقافية التي طرأت على الشعب، فإن فن الأبرو ظل قائماً يحافظ على مكانته في الحضارة الإسلامية.
ما الدوافع التي جعلتنا نتمسك بفن الأبرو إلى هذه الدرجة؟ ولماذا يُشعر هذا الفن الكثيرَ منا بأنه فن تصوفي رغم قلة الأشكال الرمزية فيه بالنسبة للفنون الأخرى؟
إن الذين اعتنوا بفن الأبرو وأورثوه الأجيال من بعدهم، وعلى رأسهم منتسبو التكية الأزبكية في منطقة أسكدار بإسطنبول، هم الذين استطاعوا بجدارة أن يغذّوا هذا الفن بروحهم ومشاعرهم وقيمهم التي زينوا بها حياتهم المادية والروحية، وتصوراتهم التي تطلّعوا من خلالها على قيمة الإنسان في الوجود.. لقد أسهم الكثير من الفنانين والخطاطين والنقاشين في تطور فن الأبرو، وحاولوا أن يحافظوا عليه بصدق على مدى الأزمان.
فلوحات الأبرو التي كانت تباع للصحّافين لتأمين حاجات الحجيج القادمين من أوزبكستان والمقيمين في التكية الأزبكية.. والدراويش الذين جردوا أفكارهم من المشاغل الدنيوية أثناء وقوفهم على الحوض، والروايات التي تذكر أن السيد “خطيب محمد” توفي حرقاً عندما أراد أن يخلّص رسوماته من الحريق.. والمجلِّدون الذين غلّفوا كتبهم بزخارف الأبرو، والشيخ “أدهم هازرفان أفندي” الذي قدم أعمالا مبتكرة في مجال الفن والعلوم.. والأستاذ “نجم الدين أوقْياي” الذي اشتهر بالخط ونقش الورود ولا سيما بابتكاره لوحة الأبرو التي رسم عليها لفظة الجلالة، و”مصطفى دوزكونمان” العطار الذي استطاع أن يعيّش فن الأبرو لسنوات طويلة في منطقة أسكدار والذي أبدع الـ”أبرونامه”.. بالإضافة إلى الذين ورثوا هذا الفن بحق من أجدادهم وأساتذتهم وساروا على نفس الروح والمعنى فيه… كلهم أضفوا على فن الأبرو لمسة جمالية من أرواحهم وأكسبوه مكانة رفيعة وأهمية كبيرة بين الفنون الإسلامية الأخرى.
الأبرو فن أصيل
إن فن الأبرو ليس فنا تقليديا شكليا، بل هو فن أصيل يرتبط بجذور إسلامية متينة له أسلوبه المتميز وطريقته الخاصة به، إنه يتحلى بالروح والمعنى التي تكمن في لب الحضارة الإسلامية. كما أنه فنٌ ظهر على يد فنانين استنشقوا الهواء الروحي من الإسلام ثم توارثوه جيلا بعد جيل حتى وصل إلى يومنا هذا.
والجدير بالذكر أن زهرة الزنبق (لاَلَه) والياقوتية وغيرها من الأزهار اكتسبت روحا جديداً بهذا الفن، ليس برسمها في حوض الأبرو فحسب، بل بإدراك القيم الثقافية والمبادئ التراثية الإسلامية التي انتمت إليها. وإذا انفصل فن الأبرو عن هذا التراث وهذه الثقافة فَقَد روحه وتحول إلى مجرد فن تشكيلي لا أكثر ولا أقل.
ولعل الذين مارسوا فن الأبرو وأوصلوه إلى يومنا هذا -وعلى رأسهم أهل التكية الأزبكية- هم أهل التصوف ممن نهلوا من روح الثقافة الإسلامية وعاشوا في ظلها. لذا فلا يحق لنا أن ننسى الجانب التصوفي لفن الأبرو هذا.
ولا يعني كل ما ذكرناه، أن نحصر فن الأبرو في إطار معين محدود، إنما هناك جوانب أخرى تعتبر امتدادا لهذا التراث وهو إعداد المواد الطبيعية التي تُستخدم في هذا الفن.
وليس المقصود من الارتباط بالتراث، أن نكرر نفس النماذج ونبقى على نفس الوتيرة النمطية، إنما المقصود أن نسير ضمن الأساليب التقنية والفلسفية التي تكوّن الأسس الفنية الإسلامية، أو أن ننجز عملاً فنياً يعتمد على عناصر التجريد والتنميق والتنويع والتفاني، مما يتيح لنا رؤية فنية تأملية تساعدنا على إدراك جمال الوجود وفهم الذات الإنسانية والحقيقة الربانية.
أما بالنسبة للفكرة التي يمثلها برعم الوردة في فن الأبرو فهي “الوحدة”، وأما الوردة المتفتحة فتدل على “الكثرة” المنبثقة من هذه الوحدة. كما ترمز الوردة المتفتحة أيضاً إلى تمام الكمال، وإلى سمو الروح، وإلى مراتب الإدراك التي تكمن بين “الوحدة” و”الكثرة” هذه. ولا يمكن أن تقدَّم هذه المعاني في أشكال أو زخارف أخرى، كما لا يمكن أن يمثل شكل من الأشكال دور الوردة ويوحي بنفس المعنى والروح التي تحمله في ذاتها. في حين إن هذه المعاني الدلالية لا تُعرض في كل مرة بشكل مختلف، بل تستظل كل الأشكال والزخارف تحت ظل الوردة ومعانيها. ولعلنا إذا نظرنا إلى نبتة الملفوف نرى أنها تمثل علاقة وطيدة جداً بين الوحدة والكثرة، بيد أن هذا التمثيل لا يرتقي أبداً إلى مستوى الوردة ودلالتها.
أما النقاشات التي دارت حول أصالة فن الأبرو والتجديدات التي طرأت عليه فلم تأتِ بنتيجة ملموسة، وذلك لاختلافاتٍ حول الجذور والثقافة والهوية لهذا الفن. ولو كانت هذه النقاشات حول فلسفة الفن وحول مبادئه وأصوله بدلا من الأنماط والأشكال والتزيينات الظاهرية، لَبلغ الفن إلى الذرى، ولبقي يمارَس بصدق وإخلاص لأزمان طويلة. وإن انكماش النقاش حول النمطية والأشكال فقط، يعني الاستغناء عن الأبعاد الروحية والمعنوية ومن ثم الابتعاد عن الجذور والذات.
فنٌ لا يعبر عن الذات مباشرة
لا يقوم الفنان في فن الأبرو بالتعبير عن نفسه أو ذاته مباشرة. حتى وإن بدى ذلك، فهذا لا يعني إلا انعكاساً طبيعياً للألوان التي استخدمها أو للأسلوب الذي ابتكره. كما أن الأشكال التي يختارها الفنان لا تدل إلا على فكر أو مفهوم استمد روحه من الثقافة والحضارة التي نشأ فيها ونما.
فإن فن الأبرو أي الأبرو التقليدي، هو فن يأخذ بالمرء إلى أعماق النفس والذات، ويسمو بالذات إلى ما وراء العوالم، حيث يشدّ ألباب المهتمين به إليه، ويعيدهم إلى جوهرهم الأصلي دون إدراك منهم. ولكن هذا لا يعني أن الأبرو هو السبيل الوحيد في الوصول إلى هذا المبتغى، بل هو وسيلة لتخلية الأذهان من الأفكار المرهقة وتجريدها من الشوائب، أي إنه أداة مهمة للتركيز والإمعان.
والمقصود من كل ما ذُكر، أن الفنان لا يسعى إلى التعبير عن نفسه أو عن الأشياء التي يرغب في التعبير عنها، بل إلى تجريد نفسه من كافة القيود الخارجية محاولاً إيجاد سبيل له في عالم المعنى. فقد حملت الفنون الإسلامية الأخرى هذا الروح أيضاً، وسعت إلى التعبير عن القدرة الإلهية في إبداع هذه الجماليات التي تحلّت بها الكائنات. إلى جانب ذلك فقد سيطر على فن الأبرو فكرة التجريد أو تجريد الفنان نفسه من عالم المادة والجنوح بها إلى عالم المعنى.
فنٌ ذاتي وبعيد عن النمطية
إن فن الأبرو لا يسعى إلى نقل أفكار ومعتقدات وأحاسيس الفنانين المتوغّلين في عوالمهم الداخلية. إنما يتطلّب الأمر إرادة ورغبة قوية من الفنان وصرفَ جهودٍ جاهدة منه، كما أن الأشكال والزخارف التي تحلت بروح ومبادئ الثقافة والحضارة الإسلامية، تؤدي رسالتها إلى المشاهد أو المتفرج من تلقاء نفسها. وقد تختلف إيحاءات هذه الرسالة من شخص لآخر حسب تصوره الشخصي.
إن فن الأبرو فن ذاتي في كل مراحله، كما أن جلب المواد اللازمة ثم تحضيرها واستخدامها تكون بجهود ذاتية من الفنان. ولعل هذا الفن يتطلب أثناء التعليم أشخاصا عدة، لكنه عند التطبيق يكون ذاتياً بالتمام. ذكرنا أن الفنان يعدّ الألوان بنفسه، إذ كلما أبدى مهارة في إعداد الأصبغة والألوان وقام بنقشها على الماء، ازداد الأثر قيمة وازداد الفنان متعة ولذة. أو بتعبير آخر فإن هذه المراحل العملية في فن الأبرو والاهتمام الذاتي، يجعل الفنان يتلذذ بأداء فنه ويستفيد منه ويزيد عليه ويجدد فيه.
فن الأبرو هو فن يريح النفس ويجردها من العالم الظاهري، كما أنه فنُّ تجريدٍ يدفع المرء إلى الإمعان في التفكير ويشفي بذلك روحه وقلبه. إنه فن يجب أن يقدَّم إلى المهتمين به بنفس الروح ونفس المعاني الذي تحلى بها منذ القدم. كما أنه وسيلة لشفاء الروح وراحة النفس ورخائها وتغلغلها في العالم الداخلي عن طريق التجريد، ودواء للأمراض النفسية، ووسيلة لإزالة القلق والاضطراب.
الفصل بين الإرادة الجزئية والكلية
لا شك أن أصحاب البصيرة يشاهدون تجليات الإرادة الكلية والإرادة الجزئية في كل أطراف الحياة. إلا أنه ليس من السهل أن يشاهد العقل المتقيد بالأسباب تجلياتِ هاتين الإرادتين في آن واحد. وإن فن الأبرو فن يوضح مكانة الإرادة الجزئية من الإرادة الكلية ويضع الفاصل البارز بينهما؛ إذ ليس للصدفة مكان في هذا الفن، ولا يمكن للفنان الذي يقوم بإنتاج عمل ما -وهو يراعي الأسباب- أن يعرض الصورة التي يفكر بها أو يخطط لها بالشكل الذي يريدها بالتمام.
وقد نرى في بعض الأحيان أن الفنان يحصل على نتيجة فوق التي كان يتوقعها أو يتصورها. وفي الحقيقة هناك صورة معينة في مخيلة كل فنان، ولعل الفنان ينساق حسب الأشكال أو الصور التي تتكون نتيجة وقع قطرات الألوان على ماء الحوض، أي إنه لا يستطيع أن يتصرف بالألوان والأشكال كيفما يريد، حتى إنه لا يستطيع أن يحلل الشكل النهائي للصورة التي وضعها في مخيلته تماماً إلا بعد اقترابها من الانتهاء. وقد وضع فنانو الأبرو مصطلح “لا تكون كلمة الفصل إلا للحوض”، أي إنه صاحب القول الفصل.
رحلة من الكثرة إلى الوحدة
ومن أبرز سمات الأبرو أنها توجهٌ من الظاهر إلى الباطن ومن الكثرة إلى الوحدة، أي إنها توجِّه الإنسان إلى داخله وتجرده عن الظاهر ذهناً وفكراً ثم تسير به من الكثيرة إلى الوحدة. فالإنسان يتمكن بهذا الفن من الهروب من العالم الخارجي والتّوغل في العالم الداخلي حيث جوهره وأصله.
إن فنان الأبرو هو الذي يقوم بتحويل الرسومات التي يرسمها على سطح الماء من صورة مؤقتة إلى دائمة، وذلك بنقلها إلى سطح آخر. وهو ما يدل على أن المخلوقات الفانية تصبح باقية عندما تُنقل إلى سطح أو بُعد آخر. ولعل الأشكال المرسومة على سطح الماء هي تعبير عن الفناء كالحياة الدنيا تماما، كما أن نقل هذه الأشكال إلى سطح الورقة إنما يدل على البقاء كالآخرة.
أما الوجود فله وجهان؛ وجه ينظر إلى البقاء ووجه إلى الفناء. وعلى الرغم من أن الأشكال لم تتكون من تلقاء نفسها على سطح الماء، فإن هناك إرادة أوجدتها. والوجود أيضاً لا يتصف بصفة البقاء إلا إذا انتقل إلى سطح يمكّنه من البقاء من قبَل القدرة الإلهية والإرادة الربانية التي أوجدت فيه سمة الفناء. ولا يمكن للماء ولا للورق ولا للأشكال أن تقدر على تحقيق هذا البقاء، بل القدرةُ والإرادة المنبثقة من عشق الفنان والذي يمثّل القدرة الإلهية بحق، هو مَن يحقق هذا البقاء. وإذا نظرنا إلى فن الأبرو من هذه الزاوية، ندرك أن الحوض يمثل الكائنات، والمادة البيضاء الصمغية (كِتْرَه) تمثل عالم الشهود، والفرشاة والألوان تمثل دائرة الأسباب، والفنان يمثل الإرادة والقدرة الإلهية.
ولا نبالغ إن قلنا أخيراً إن فن الأبرو هو فن تتجلى فيه كل جماليات ومحاسن الوجود، وما الوجود إلا تجلّ من تجليات الجمال المطلق.
ـــــــــــــــ
(*) الترجمة عن التركية: نور الدين صواش.