كائن يملك موهبة يحاكي بها جميع ألوان الطبيعة. إنها الحِرباء التي تُغير لونها وفقًا للّون الذي تطأه ببضع دقائق! تكتسي اللون الأخضر إذا كانت بين الأوراق الخضراء، وتكتسي اللون الرمادي إذا كانت بين الأحجار الرمادية… ولكن من أين لهذه الحرباء بهذه الألوان؟ وأين تختزن الأصباغ يا ترى؟
تتمتع الحرباء بجلد شفاف ذات طبقات من الخلايا التي تحتوي على مادة للتلوين، وإذا تقلصت هذه الخلايا أو تمددت تَغير لون جلدها… وكذلك يتغير لون الحرباء عند انفعالها؛ حيث يؤدي خوفها أو غضبها إلى تخفيف الخلايا من الأصباغ الكائنة في جلدها الذي يحتوي على الألوان الكاشفة بالقرب من سطحه، وعلى الألوان الداكنة في طبقاته السفلى، وهذا الترتيب في الخلايا هو الذي يسبب تعدد الألوان عند الحرباء.
وعن طريق هذه الألوان تمكّنت الحرباء من التمويه أو التخفي على أحسن وجه، كونها بطيئة الحركة ولا تستطيع التحرك بسرعة. وبالتمويه هذا، استطاعت الحرباء حماية نفسها من الأخطار، والتقاطَ فرائسها من الحشرات والهوام بلسانها اللزج الذي يبلغ طول جسمها.
أمر آخر يثير العجب في هذا المخلوق، وهو استقلالية عيونها عن بعضها البعض، حيث تمتعت الحرباء بمدى رؤية 180 درجة أفقية، و90 درجة عمودية، الأمر الذي وفر لها رؤية أمامها وخلفها وفوقها وتحتها في آن واحد!
إنه عالم الحيوان، العالم المعجز الذي يستحق التأمل والتدبر في كل حين، أليس كذلك؟.