تنميل اليدين أثناء النوم

عرض بسيط أم مؤشر خطر؟

يشعر الكثيرون بتنميل أو خدر في اليدين أثناء النوم أو عند الاستيقاظ، ويُرجع البعض السبب إلى وضعية نوم خاطئة أو ضغط مؤقت على الأعصاب. لكنّ تكرار هذا الشعور أو اقترانه بأعراض أخرى قد يكون ناقوس خطر ينذر بوجود مشكلة صحية أعمق تستدعي التقييم والعلاج.

متى يكون تنميل اليدين مدعاة للقلق؟

رغم شيوع هذا العرض، إلا أن هناك إشارات تستدعي مراجعة طبيب مختص بالأعصاب، أبرزها:

  • استمرار التنميل لأكثر من 30 دقيقة بعد الاستيقاظ.
  • تكرار الخدر يوميًّا أو لعدة أيام متتالية.
  • الشعور بوخز أو حرقان مصحوب بألم في الذراع أو الكتف.
  • ضعف في قوة القبضة أو صعوبة في الإمساك بالأشياء.
  • فقدان الإحساس بأطراف الأصابع.

هذه الأعراض قد تكون دلالة على اضطرابات عصبية تتطلب تشخيصًا دقيقًا وتدخلاً مبكرًا.

الأسباب المحتملة لتنميل اليدين أثناء النوم

1. متلازمة الاستخدام المفرط لليد (متلازمة اليد العاملة)
الناتجة عن تكرار حركات مهنية، كالكتابة أو استخدام لوحة المفاتيح أو الأدوات اليدوية، مما يؤدي إلى التهاب الأوتار أو ضغط على الأعصاب، خصوصًا في المعصم. غالبًا ما يزداد الشعور بالتنميل ليلًا بسبب وضعية النوم الثابتة.

2. الاعتلال العصبي المحيطي
اضطراب يصيب الأعصاب الطرفية، وتسببه أمراض كالسكري وأمراض الكلى واضطرابات المناعة، إضافة إلى بعض الأدوية والسموم. يبدأ عادة بوخز أو خدر تدريجي في الأطراف، ويُعد التنميل الليلي من علاماته المبكرة.

3. ضغط العصب الزندي
يمتد العصب الزندي من الكتف إلى اليد، ويكون عرضه للضغط خصوصًا عند منطقة الكوع، نتيجة طي الذراع أثناء النوم. يظهر التنميل في الإصبعين الرابع والخامس، وقد يترافق مع ضعف في قبضة اليد.

4. ضغط العصب الكعبري
يتعرض العصب الكعبري للضغط عند النوم على الذراع، مما يسبب خدرًا في ظهر اليد والإبهام والسبابة، وأحيانًا ضعفًا في حركة المعصم. وتُعرف هذه الحالة باسم “شلل السبت الليلي” نتيجة الضغط المطول.

5. متلازمة النفق الرسغي
تحدث نتيجة ضغط مزمن على العصب المتوسط في المعصم. تبدأ الأعراض عادةً بتنميل في الإبهام والسبابة والوسطى، وتشتد أثناء الليل بسبب ثني المعصم. الحالة شائعة لدى من يستخدمون الحاسوب بكثرة أو يعانون احتباس السوائل.

6. داء السكري ومضاعفاته العصبية
يؤثر السكري على الأعصاب الطرفية عند ارتفاع مستوى السكر لفترات طويلة، ما يؤدي إلى اعتلال عصبي يظهر تدريجيًا. تنميل اليدين ليلًا قد يكون أول مؤشر على ذلك، ويستلزم مراقبة دقيقة للسكر وتدخلًا طبيًا عاجلًا.

هل للتوتر النفسي علاقة بالتنميل؟

نعم، فالتوتر المزمن واضطرابات النوم قد يؤديان إلى أعراض جسدية، من بينها التنميل والخدر، خاصة إذا ترافقا مع توتر عضلي أو نوم مضطرب. كما أن اضطرابات الهلع قد تسبب خدرًا مؤقتًا في الأطراف، وهو ما يتطلب تقييمًا نفسيًا إذا لم توجد أسباب عضوية واضحة.

نصائح عملية لتقليل التنميل أثناء النوم

بحسب توصيات مؤسسة النوم الأمريكية، إليك ما يمكن فعله لتقليل فرص التنميل:

  • ممارسة تمارين التمدد لليدين والمعصمين قبل النوم.
  • تجنّب النوم على الذراع أو وضع اليد تحت الرأس.
  • استخدام دعامة للمعصم أثناء النوم.
  • اختيار وضعية نوم جانبية مع إبقاء الذراعين مستقيمين.
  • تقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم.

خيارات العلاج

العلاج يعتمد على السبب وشدة الحالة، وقد يشمل:

  • مكملات الأعصاب: مثل فيتامينات B1 وB6 وB12.
  • العلاج الطبيعي: لتحسين الدورة الدموية وتخفيف الضغط العصبي.
  • التدخل الجراحي: في حالات الانضغاط العصبي المزمن، كما في متلازمة النفق الرسغي.

خاتمة

تنميل اليدين أثناء النوم قد يكون مجرد نتيجة لوضعية نوم غير ملائمة، لكنه في بعض الحالات يمثل عرضًا لمشكلة صحية أعمق. تكراره أو اقترانه بأعراض أخرى يجب أن يُؤخذ على محمل الجد، فالتشخيص المبكر قد يمنع تطور الحالة ويحافظ على صحة الأعصاب. استشارة الطبيب المختص تظل الخيار الأضمن في كل الأحوال.