أضرار الشاشات على الأطفال

خطر يهدد صحة الأجيال القادمة

أصبح الاستخدام المفرط للشاشات الإلكترونية أحد أبرز سمات العصر الحديث، فلا يكاد يخلو منزل من وجودها. وغالبًا ما يُلاحظ تعلق الأطفال والمراهقين بهذه الأجهزة أكثر من البالغين. لكن هذا الاستخدام المستمر لا يخلو من المخاطر، إذ تُسبب الشاشات الرقمية العديد من الأضرار الصحية، خاصة للأطفال في مراحل النمو.

في هذا المقال، نستعرض أبرز تأثيرات وأضرار الشاشات على الأطفال والمراهقين، مع التطرق إلى كيفية الحد من هذه الأضرار من خلال تقنين وقت استخدامها.

لماذا تزايد وقت استخدام الشاشات لدى الأطفال؟

أدى الانتشار الواسع لأنواع مختلفة من الشاشات، مثل التلفاز، والهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، وألعاب الفيديو، إلى سهولة وصول الأطفال إليها، مما جعل تعرضهم لها أمرًا شبه حتمي. كما ساهمت جائحة كورونا، من خلال الاعتماد على التعليم الإلكتروني، في زيادة الاعتماد على هذه الأجهزة بشكل كبير، حتى في المراحل العمرية المبكرة.

وعلى الرغم من التوصيات بعدم تعريض الأطفال دون سن الثانية للشاشات، إلا أن صعوبة تطبيق ذلك في ظل الانتشار الكبير للتكنولوجيا، تجعل من الضروري التوعية بمخاطر هذا التعرض المفرط.

أبرز أضرار الشاشات على الأطفال

1. السمنة
يرتبط الاستخدام المطول للشاشات بزيادة خطر الإصابة بالسمنة لدى الأطفال، حيث يميل الكثير منهم لتناول الطعام أثناء المشاهدة، فضلًا عن التأثر بالإعلانات التي تروج للوجبات السريعة، ما يعزز السلوك الغذائي غير الصحي.

2. اضطرابات النوم
يساهم التعرض المطول للشاشات، خاصة قبل النوم، في صعوبة الاستغراق في النوم أو اضطراب نظامه. كما تؤدي قلة النوم إلى الشعور بالتعب والإرهاق، مما يدفع الطفل لاستهلاك المزيد من الوجبات الخفيفة خلال النهار.

3. الاضطرابات السلوكية
يقضي بعض الأطفال أكثر من ساعتين يوميًّا أمام الشاشات، مما قد يؤدي إلى مشاكل في التركيز، وصعوبات عاطفية واجتماعية. ويُعد الأطفال في المرحلة الابتدائية من الفئات الأكثر تأثرًا بهذا النوع من الاضطرابات.

4. التأثير على الوظائف العقلية
يؤثر الاستخدام المفرط للشاشات على التحصيل العلمي للأطفال، حيث يتسبب في ضعف الذاكرة وصعوبة التنقل بين المهام المختلفة، كما يؤثر سلبًا على النمو الحسي الحركي والوظائف التنفيذية المرتبطة بحل المشكلات وتنظيم الأفكار.

5. السلوك العدواني
قد يتعرض الطفل أثناء استخدام الشاشات لمحتوى يحتوي على مشاهد عنف، مما يعزز لديه السلوك العدواني، ويجعله يعتقد بأن العنف وسيلة مقبولة لحل النزاعات.

6. تأخر التطور اللغوي
يُعد التواصل المباشر مع الوالدين أساسيًّا لتطور المهارات اللغوية لدى الطفل، خاصة في سنواته الأولى. وقد يؤدي الاستخدام المفرط للشاشات إلى تأخر في هذا التطور، وضعف في القدرة على القراءة، مما يُعد من أبرز الأضرار شيوعًا.

7. تأخر النمو العاطفي
يمكن أن يؤدي الاستخدام المكثف للشاشات إلى مشاكل في الصحة النفسية للطفل، كزيادة مشاعر القلق والاكتئاب، إضافة إلى ضعف في إدراك المشاعر وفهم التواصل العاطفي، خاصة لدى الأطفال الذين يتعرضون للشاشات في أعمار مبكرة.

ضرورة مراقبة المحتوى المعروض للأطفال

من المهم أن يحرص الأهل على مراقبة ما يتعرض له الأطفال عبر الشاشات، لأن المحتوى قد يتضمن مخاطر تؤثر سلبًا على سلوكهم وصحتهم النفسية، مثل:

  • المحتوى العنيف أو المشجع على السلوكيات الخطرة.

  • الفيديوهات التي تعرض تحديات غير آمنة.

  • المحتوى الجنسي غير المناسب.

  • الترويج لتعاطي المخدرات.

  • التنمر الإلكتروني.

  • التواصل مع أشخاص غرباء قد يشكلون خطرًا.

  • الإعلانات الموجهة للأطفال.

  • المعلومات الخاطئة أو المضللة.

كيف يمكن تقليل وقت الشاشات لدى الأطفال؟

رغم صعوبة الحد من استخدام الشاشات في هذا العصر، فإن وضع خطة واضحة والالتزام بها يُعد خطوة مهمة لتقليل الضرر، ومن أبرز النصائح لتحقيق ذلك:

  • للأطفال دون 18 شهرًا: اقتصار الاستخدام على محادثات الفيديو مع أحد الوالدين.

  • من 18 إلى 24 شهرًا: السماح بمشاهدة فيديوهات تعليمية فقط.

  • من 2 إلى 5 سنوات: تقنين وقت الشاشات إلى ساعة واحدة في أيام الأسبوع، وثلاث ساعات خلال عطلة نهاية الأسبوع.

  • فوق 6 سنوات: تشجيع الأطفال على الأنشطة البدنية، وتقليل وقت الشاشات قدر الإمكان.

  • إيقاف تشغيل الشاشات أثناء تناول الطعام والتجمعات العائلية.

  • استخدام خاصية “الرقابة الأبوية” على أجهزة الأطفال.

  • عدم استخدام الشاشات كوسيلة لإسكات الطفل أو تهدئته.

  • إيقاف تشغيل الشاشات قبل النوم بـ30 إلى 60 دقيقة.

الخاتمة

أصبح الاستخدام المفرط للشاشات الإلكترونية واقعًا يوميًّا في حياة الأطفال، مما يشكل تهديدًا واضحًا لصحتهم العقلية والجسدية، ويساهم في تأخر نموهم وتطورهم. ولذلك، من الضروري تقليل وقت الشاشات ما أمكن، وتعزيز الأنشطة البدنية والتفاعل الأسري، للحفاظ على توازن صحي وسليم في حياة الأطفال.