يتفق عدد غير قليل من علماء وأكاديميي الغرب، على أن الأستاذ فتح الله كولن يمثل تجسيدًا مختلفًا وجديدًا لفكر بانورامي تعددي. فالباحث في فكر الأستاذ كولن ونظرته الكونية، يكتشف -أثناء بحثه- أفكارًا عِمادها النظريُّ جسورٌ متينة ومبدئية تسمح بمرور قيم التواصل الكوني، وتجمع بين مختلف الأزمنة.
هناك من ينظر إلى هذا الفكر من الناحية المعرفية فيصنفه في خانة العلوم الإنسانية، ويستنتج من خلال هذا التصنيف أن فكر الأستاذ فتح الله كولن يسعى إلى تأسيس نموذج مجتمعي قوامه التعددية والانفتاح. وهناك من يرى في هذا الفكر مسحة دينية إسلامية لكن بمفهومها الصوفي الرقائقي، ويستنتج من خلال هذه النظرة أن الأستاذ فتح الله كولن يحاول بعث جيل نهضة جديد بواسطة أفكاره القيميّة ونظرته التسامحية. وهناك من يدفعه شغف البحث في هذا الفكر إلى البحث في مجالات معرفية أخرى يكتشف أن وراءها تاريخًا مُركّبًا استطاع الأستاذ كولن أن يعيشه ويعيش به. فيمكّنه هذا الكشف من التعرف على شخصية الأستاذ كولن المتشكلة من الديني والمعرفي، والصوفي والعلمي. في هذا المقال يتحدث بعض العلماء، والأكاديميون الذين تعرفوا على فكر الأستاذ فتح الله كولن عن جوانبه المتنوعة، كلٌّ من خلال تخصصه.
يتفق عدد غير قليل من علماء وأكاديميي الغرب، على أن الأستاذ فتح الله كولن يمثل تجسيدًا مختلفًا وجديدًا لفكر بانورامي تعددي
قيم التسامح والحوار في فكر الأستاذ فتح الله كولن
“إنني أعتبر الأستاذ فتح الله كولن واحدًا من ممثلي الحب والتسامح والحوار الأكثر تأثيرًا في عالمنا اليوم. لقد اكتشف العديد من العلماء في الغرب، وخصوصًا في الولايات المتحدة، أن الأستاذ فتح الله كولن رجل حب وتسامح، وأن توجيهاته تمثل نموذجًا في الحوار بين الأديان والثقافات والحضارات”.
هذا ما جاء على لسان الدكتور “هيون ج. كيم” (Heon C. Kim) متخصص في الإسلام المعاصر. وهو بهذا التنويه يسلط الضوء على الحاجة الماسة إلى الحوار في عالم اليوم، كما أنه يشيد بتوجيهات فتح الله كولن في التسامح والمحبة والحوار، توجيهات يعمل محبّو الأستاذ كولن على تفعيلها ممارسة واقعية وحيّة، كما يعملون على نشرها في جميع أنحاء العالم. ويعلق الدكتور “كيم” على الدراسة التي نشرتها مؤخرًا جامعة جورج تاون تحت عنوان “الخمسمائة مسلم الأكثر تأثيرًا في العالم”، بأنه من اللائق والمعقول أن تضع هذه الدراسة الأستاذَ كولن من ضمن الخمسين شخصية مسلمة الأكثر تأثيرًا في العالم، وأن تقدمه كشخصية تؤثر في مجموعات بشرية كبيرة، وتنحو إلى أن تصبح اسمًا عالميًّا.
وأوضح الدكتور “كيم” أن الروحانية الإسلامية المتمثلة في الحب والتسامح والحوار، والتي كان يجسدها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ثم عمل بها أولياء صوفيّون بعده، توجد في صميم فكر الأستاذ فتح الله كولن وأنشطة حركته. وبناء على هذا، يضم الدكتور “كيم” رأيه إلى آراء بعض علماء الغرب الذين يرون في فتح الله كولن “روميًّا معاصرًا” (نسبة إلى جلال الدين الرومي، واحدٍ من أبرز وأشهر الأولياء الصوفيين في التاريخ الإسلامي). ويرى في توجيهاته في الحوار، بديلاً عن الحركات الجهادية والأصولية، وتلك التي تتبنى نموذج “Paradigm” صراع الحضارات.
إن الحوار يظهر في فكر فتح الله كولن كنتيجة طبيعية لإنسانيته؛ فالأستاذ فتح الله كولن يعرّف الإنسانية بمذهب الحب والرحمة، وهو بذلك يحذر من فهم غير متوازن للإنسانية، كمثل الذي يسيء فهم الجهاد ويرى في غير المسلمين أعداء. إنسانية فتح الله كولن تتعارض مع الفهم الحرفي المتعصب، فهو يهدف إلى إحياء “الحب في البشرية جمعاء”، ويعتبر الإنسانية أغلى شيء في الكون. فهي -كما يرى- مرآة لأسماء الله الحسنى وصفاته العليا. لقد وُهب الناس بالتساوي، القدرة على عكس صفات الله، وعلى تطوير تميّز عظيم، وبالتالي فهذا التساوي واقع بغض النظر عن الدين أو العرق أو الثراء أو المكانة الاجتماعية. وبما أننا خلقنا بفضل حب الله، فالحب يمثل أهم العناصر المكونة للإنسانية.. هذه المفاهيم السامية كالمساواة والحب والرحمة، تمثل جوهر إنسانية فتح الله كولن، وتعمل كميكانِيزْمات أساسية لحركته.
أعتبر الأستاذ فتح الله كولن واحدًا من ممثلي الحب والتسامح والحوار الأكثر تأثيرًا في عالمنا اليوم.
إن أول ما يظهر كشيء عملي في إنسانية فتح الله كولن المعتمدة على الحب، هو الحوار. بالنسبة له يشكل الحوار نشاطًا ترابطيًّا بين شخصين أو أكثر، ولا يمكن لهذا الترابط أن يتم إلا بوضع الإنسان في محور هذا الحوار. وبالتالي يصبح الحوار -في معناه الحقيقي- امتدادًا روحيًّا وواقعيًّا للإنسانية، على أنه لن يتحقق إلا عن طريق الاحترام المتبادل والتسامح والحب. لقد أدرك كثير من الناس -في عالمنا المعاصر- الحاجة الماسة للحوار من أجل تعايش سلمي. وقد كان الأستاذ فتح الله كولن يدعو إلى حوار مبني على الحب والتسامح منذ ما يناهز ثلاثة عقود، وكان يؤكد على ذلك بقوله: “يجب علينا أن ننخرط في الحوار مع أيٍّ كان ودون أي تمييز”. وبما أن العديد من الناس لا زال يؤمن بـ”صراع الحضارات”، فإنني أرى أن تعاليمه في الحوار هي في غاية الأهمية اليوم.
إن هذه الرؤية تمثل بديلاً وحلاًّ لمشاكل البشرية المعاصرة. في السنوات الأخيرة تبنّى عدد كبير من علماء الاجتماع السياسي نظرية “صدام الحضارات” لصمويل هنتنغتون. هذه النظرية تفترض وجود علاقة جوهرية لا توافقية بين الحضارة الغربية والحضارات غير الغربية، وتتوقع صراعات وحروبًا حضارية حتمية. أثارت هذه الرؤية مناقشات علمية هائلة، وخلّفت أعمالاً نقدية كثيرة. وقد سبق وشاركتُ في هذا النقاش من خلال كتابة عدةِ ورقاتٍ وتقديم بعضها في مؤتمرات أكاديمية في الولايات المتحدة، وقد تتبعتُ في هذه الورقات الأصول الفكرية لنظرية هنتنغتون، تفترض قناعته باللاتوافق الحضاري وخصوصًا بالصراعات الحضارية، توتّرًا جدليًّا أو معارضة لعلاقة عكسية بين “الذات والآخرين”، والتي تتمخض من عند فريدريك هيجل وبعده المفهوم الهيجيلي: “الآخرين الأدنى فكريًّا”، ومن عند كارْلُ ماركس وبعده الفكرة الماركسية: “الآخرين الغرباء سياسيًّا واقتصاديًّا”، يضيف هنتنغتون إلى هؤلاء مفهوم اللاتوافق الديني بين الإسلام والمسيحية. وبالرغم من أنها تنطوي على محاور مختلفة، فوجهات نظر هيجل، وماركس، وهنتنغتون، متفقة في تعريفها للإنسانية كعلاقة تضاد ونزاع بين الذات والآخرين، والتي قد يطلق عليها “النهج الجدلي للإنسانية”.
وعلى عكس النهج الجدلي للإنسانية، فاستيعاب فتح الله كولن لمفهومي البشرية والإنسانية، يفترض مساواة وتوافقًا بين الذات والآخرين تقود إلى المحبة والتسامح والحوار. إن الإنسانية عند فتح الله كولن ترفض قطعيًّا اعتبار الآخرين نقيضًا جدليًّا، وبدلاً من ذلك فإنه يؤكد أن التمييز بين الذات والآخر، لا يمكنه إلا أن يكون هدفًا للحوار بطريقة تحمي وتُقوّي روحانية الواحد ضد نفسه الأنانية والتبعية الأهوائية، التي تخلق صراعًا مستمرًّا مع الآخرين. إنني أصطلح على هذه الإنسانية بـ”الإنسانية التحاورية”، وأعرّفها كأنظمة تفكير وطريقة حياة تنظر إلى البشرية كوحدة مكوّنة من “الذات والآخرين” وكموضوع للمحبة والحوار. وبالتالي فإنني أضعها بديلاً للنهج الجدلي للإنسانية، ولذلك أرى أنه ينبغي علينا اعتبار وتقدير تعاليم فتح الله كولن حول الإنسانية.
لقد اكتشف العديد من العلماء في الغرب، وخصوصًا في الولايات المتحدة، أن الأستاذ فتح الله كولن رجل حب وتسامح
ميزان القيم في فكر كولن: التوفيق بين الماضي والحداثة
“لم يسبق للأستاذ فتح الله كولن أن أقصى الماضي، ولم يفعل ذلك مع الحداثة. وخلافًا لتَسْيِيس الإسلام أو للإسلام السياسي تتبنى حركة كولن وجهة نظر لا تتخذ موقفًا سلبيًّا من المجتمع الغربي أو الحداثة. كما أن حركة كولن، لم تكن يومًا على خلاف مع مختلف الحكومات المنتخَبة في تركيا، بل إنها ساهمت في إيجاد حلول لمشاكل وطنية معقدة بواسطة بسط شبكات اجتماعية واسعة النطاق، واستخدام وسائل سلمية لتوليد إجابات”. هذا ما اجتمع عليه المشاركون في مؤتمر دولي نظمته أكاديمية الحوار بـ”هولندا”. وأضاف بعضهم أن “هذا المنهج -والذي يبدأ أولاً بالتغيير في داخل الفرد ثم يهدف إلى نشر التغيير في المجتمع، هو على عكس النظام المسيطر الذي يطمح نوعًا ما إلى ثورة “من أعلى إلى أسفل”- منهجُ حركةٍ بدأت تتطور من داخل المجتمع نفسه، وتشارك في بعض الأعمال الهامة جدًّا في تناغم مع الأخلاقيات الاجتماعية، والقانون، والعقود الاجتماعية، والقانون الدولي”.
وتطرّق البروفسور “توماس ميتشل” من جامعة جورج تاون، إلى الجوانب الدينية لحركة كولن، مشيرًا إلى ميل كولن المرجعي والخاص إلى مولانا جلال الدين الرومي وإلى تأثير التصوف عليه، مع تركيزه على الخدمة الإلهية وعلى الصدق. كما أوضح “ميتشل” أنه لا يهمّ مدى كبُر أو صغُر عمل ما بقدر ما يهمّ مدى الصدق المحيط بالقليل من ذلك العمل، وأضاف أنه: “إذا اعتبرنا العمل الصالح جسدًا، فقوام روحه الصدقُ”. وبهذا ربط “ميتشل” نجاح الحركة، بالصدق الذي يظاهرها من أبنائها. وأكد على الجانب الحيوي الذي يمثله الصدق في جميع الأفعال بغضّ النظر عن حجمها، وبيّن أنه متى وُجِد الصدق حظيَ الفعل بقيمته وأهميته. وفي إشارة إلى أهمية فعل الخدمة داخل حركة المتطوعين الواسعة هذه، قال ميتشل: “إن مدرس الفيزياء في قرغيزستان، والتاجر المنخرط في أعمال الخير في إزمير، كِلاهما في عبادة. ففتح الله كولن يبقي مفهوم العبادة واسعًا، ويؤكد أن خدمة الناس من خدمة الصالح العام، ويربط إنقاذ الذات بإنقاذ الآخرين”.
فتح الله كولن يقدم نموذجًا لجميع الديانات الأخرى
صرّح قسّ أمريكي بارز، بأن جميع الديانات في حاجة إلى مثل التزام فتح الله كولن الباحثِ الإسلامي التركي، والذي يركّز في تعاليمه على حوار الأديان، تعاليم يُثني عليها عدد كبير من المختصين على نطاق دولي واسع.
وقال “ديرك فيكا” المدير التنفيذي لمجلس برلمان أديان العالم الواقع بـ”شيكاغو” -واحدة من المنظمات غير الحكومية الدولية التي تهدف إلى غرس بذور تفاهم أفضل بين المجتمعات الدينية والروحية عبر العالم، من خلال تسليط الضوء على أوجه التشابه مع تثمين الاختلافات بينهم- قال: “إنني لا أعتبر الأستاذ فتح الله كولن بطلاً فقط لِما أسداه للمجتمعات المسلمة، بل إنه “يقدّم” نموذجًا لجميع الديانات الأخرى”.
وأضاف مشيدًا بلامركزية الحركة وبلا هرمية بنيتها وبطبيعتها التطوعية في قوله: “إن حركة كولن مختلفة كونها جزءًا من الناس، في حين تعمل مؤسساتها على تحقيق أهداف وظيفية وعملية بدلاً من تكوين بنية سلطوية أو حاكمية”، وأوضح قائلاً: “أعتقد أن الناس يجب أن يشعروا بأنهم في خدمة شيء أكبر بكثير (من المؤسسات)”. وبالنسبة للقسّ “فيكا” فحركة فتح الله كولن بخصائصها المذكورة آنفًا، هي أيضًا نموذج لمجلس برلمان أديان العالم.
إن الحوار يظهر في فكر فتح الله كولن كنتيجة طبيعية لإنسانيته؛ فالأستاذ فتح الله كولن يعرّف الإنسانية بمذهب الحب والرحمة
مفهوم البعث الحضاري الجديد في فكر كولن
جاء في كتاب الدكتورة جيل كارول “محاورات حضارية: حوارات نصية بين فتح الله كولن وفلاسفة الفكر الإنساني”؛ إنك “لن تجدَ في فكر كولن فقط حوارًا بين كولن وأفلاطون أو كولن وكونفوشيوس، ذلك أن فتح الله كولن مثقّف استطاع أن يعزو هذا الحوار إلى السياق الإسلامي. فهناك بُعد مختلف عند كولن يجذب، كلمات كولن تتحول إلى فعل في العالم”. وترى الدكتورة “كارول” كتابَها كاستمرار للحوار الذي بدأه كولن نفسه، وفي حين توضح أنها تؤسس لحوار بين ملحد مثل “سارتر” ومعتقد مثل كولن على أساس من الإحساس بالمسؤولية، تقول كارول: “إن هذا يبقى جهدًا يستند إلى نص يهدف إلى إقامة حوار سيأخذ صيرورته في هذا العالم.
إن نقطة البداية هي حوار الأديان، وهذا ما شكل المنظار -إذا صح التعبير- أو الإطار الذي من خلاله نظرت إلى الحركة. لقد كانت مسألة حوار الأديان أول ما جذبني نحو الحركة، ولا زالت هذه المسألة تشكل السياق الذي أُقَيِّم من خلاله الحركة وأختبرها. لقد أثار اهتمامي أن أرى كيف يتعامل هؤلاء المسلمون الأتراك، مع أناس من مِلَل أخرى. وقد بدا واضحًا لي أن هؤلاء مسلمون متدينون ومتيقظون. كان سؤالي هو عن “كيف يتفاعل هؤلاء مع أناس من مِلَل أخرى؟” ولذلك كنت أتتبعهم وألاحظ مدى تطابق نشاطهم وأفعالهم مع أقوالهم، وقد حققوا ذلك بالفعل.
لقد درّستُ في الجامعة لمدة عشرين عامًا دروسًا كانت في عمومها تاريخية، فدرّست مثلاً تاريخ الفكر العقلاني. ونحن نسمي هذه الأقسام في أمريكا بـ”من أفلاطون إلى حلف الناتو”. إنك بهذا تنمي قدرات لكي ترى مواضيع عامة عبر القرون وعبر الثقافات من الصين إلى إفريقيا. عندما بدأتُ في قراءة أفكار السيد كولن، بحثتُ في الحال عن روابط، بحثت عن نقاط الترابط بين أفكاره المنطلقة من سياق إسلامي تركي، وبين أفكار كونفوشيوس وسارتر حول بعض القضايا. إنه بسبب دُرْبتي وخبرتي في التدريس فإنني أبحث الأشياء بهذه الكيفية، إنني أرى الأشياء في عمومها، ولذلك أرى الغابة بسهولة، على عكس متخصصين آخرين يختارون رؤية الأشجار والأوراق والتفاصيل الدقيقة.
إنه لشيء مثير للغاية! إنك لا تجد كولن يفكر في أفكار أفلاطون فقط، بل يضعها في سياقه الإسلامي، كما أنك لا تجده يكتفي فقط بترديد أقوال كنفوشيوس، بل يرددها كما لو كانت أقواله هو. هناك هذا الجانب، لكن هناك كذلك هذه الجماعة النشيطة التي تبث الحياة والفعل في هذه الأفكار والأقوال. أن تكون فيلسوفًا، فهذا شيء، وأن تكون ناشطًا، فهذا شيء آخر، لكن الأغرب من هذا كله، هو أن يجتمع الشيئان في رجل واحد.
إن الحوار الذي نجده في تجربة فتح الله كولن أقرب إلى ما فعله أرسطو منه إلى ما فعله سقراط أو أفلاطون. فأرسطو في مدرسته، كان يشجع تلامذته على الحوار مع العالم والانخراط ضمنه، للخروج من ثقافة الرخاء وبالتالي معرفة الآخر وتثقيف أنفسهم تبعًا لذلك. وأنا أرى أن هذا أقرب في جوهره إلى ما يتحدث عنه الأستاذ كولن في تجربته. وأظن أن مصطلح الحوار مصطلح غني جدًّا وولاّد بالكيفية التي يتحدث بها كولن عنه. كما أن التركيز على التربية والتعليم هو -في حد ذاته- جزء من هذا الحوار. والتعليم -في تعريفه- يعني أنك تتحاور مع أفكار لم يسبق لك أن سمعتها قبلُ. إنك تلتزم بتصورات ومفاهيم ونظريات ومنظورات غريبة عنك وتنفتح عليها، إنك توسع نفسك لتلقيها والتعلم منها، وبالتالي تُعرّف التربية والتعليم بالحوار. إن التركيز على المدارس ومزج القيم الروحية بالعلم والمعرفة، هو نوع من الحوار يتجاوز ما يعتقده عادة كثير من الناس”.
(*) دكتور، كاتب وباحث / المغرب.