ذكر الله -عزّ وجلّ- العديد من الصفات التي تُميز الإنسان، وتجعله منفردًا بها عن غيره من الكائنات، بأن جعله خليفة على الأرض، ومن مظاهر عناية الله به أن سمى سورة كاملة في القرآن باسم سورة الإنسان، فتخيل لو أن جميع البشر اختفوا فجأة، كيف ستصبح الأرض؟ ربما في الآونة الأخيرة كانت هذه الفكرة وثيقـة الصلة بجائحة “كوفيد-19” العالمية التي أبقـت الناس في منازلهم وشجعت الحيوانات على العودة إلى بيئاتها الحضرية الأكثر هــدوءًا ما أعطانــا إحساسًا بما قد ستبـدو عليه الأرض إذا اختفى البشر.
إن الغاية من تكريم الله للإنسان وجعله خليفة على الأرض تكمُن في حفظها، وتوثيقها، ونشر القيم فيها والدعوة بالامتثال لأوامر الله والابتعاد عن نواهيه دون كلل أو ملل ليثبت جدارته بالمهمة التي أوكلت إليه ويبرر سبب وجوده بتقييم تلك الصفات، ولفت الانتباه للمحافظة عليها والحرص على امتثالها، ليتمكن الإنسان بذلك من أداء رسالته، وبإقامة مهمته بخلافته في الأرض.
ومن أكبر دلائل تكريم الله – تعالى- للإنسان استخلافه استخلافًا عامًا يشمل الأرض كلها، بما عليها من مخلوقات وجمادات، وما في باطنها أيضا، قال تعالى-: (وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) سورة الأعراف، آية: 129. وقال أيضا:(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفةً) سورة البقرة، آية: 30.
إذ سخر الله – تعالى- جميع ما في الأرض والسماوات للإنسان؛ كالشمس، والنجوم، والقمر، والحيوانات، والنباتات، والجمادات، فجعل الله – سبحانه- دورة الحياة في الكون متكاملة بين جميع عناصرها، فقد رتبها، ونظمها في نمط ونَسَقٍ يساعد على تسخيرها للإنسان.
والإنسان هو الكائن الذي يصنف ضمن خانة الجنس البشري، ويندرج تحديدًا حسب التصنيف العلمي تحت بند نوع Homo Sapiens حيث يحمل ثقافة البشر هومو سابينز.
ويصعب وضع تعريف واضح ومحدد للإنسان علميا، وذلك لاختلاف التصنيفات التي تعرف هذا المصطلح أو المفهوم، فهناك التصنيف الشعبي الذي لا يمكننا اعتماده علميا، وهناك أيضا تصنيف علم الإنسان أو الأنثروبولوجيا التي صنفته إلى عدة مجموعات بشرية بما في ذلك الهومو والهومو سابينز وغيرها، وتعود هذه الاختلافات إلى غياب الأدلة القاطعة.
ويمكن القول إن صفات الإنسان الحالي جاءت مجتمعة منذ خلق البشرية، بل أنه اكتسبها على مراحل عدة وخلال فترة طويلة جدا من الزمن تصل إلى ملايين السنين، حيث كان هناك تطورا واضحا على صفاته وخصائصه عبر الأزمان حتى وصل إلى ما هو عليه في يومنا هذا.
وقد تم التحقق من ذلك من خلال العثور على الأدلة التي تمثلت في الأدوات التي كان يستخدمها في كل مرحلة، حيث بدأ الإنسان في السير لفترات طويلة وفي فترة تعتبر مبكرة وبشكل مستقيم، وقام بصنع الأدوات والمعدات التي تساعده على الحياة، كما كان هناك تطور لدماغ البشر في كل مرحلة، حيث قاموا باللجوء إلى الرموز كطريقة للتواصل بينهم علما أن جميع هذه الخصائص وغيرها ظهرت قبل شروع الإنسان في تدجين كل من النباتات والحيوانات وتسخيرها لخدمته.
البدلاء الجدد
لكن لو انقرض البشر كيف سيصبح كوكبنا؟ قد يبدو هذا السؤال من أسئلة الخيال العلمي، فتخيل لو أن الإنسان اختفى فجأة من وجه البسيطة، ماذا سيحدث لكوكبنا الأزرق؟
يجيب العلماء على عكس ما كنا نعتقد بأن انقراض البشر سيجعل الأرض تطفح بالسلام والحبور، ودعونا نتخيل أن أعظم الكوابيس تحققت فلم يعد للإنسان وجود، هل ستستمر الحياة الحيوانية والنباتية على الأرض أم أن اندثار الإنسان سيعني انتهاء حياة جميع المخلوقات؟
إن هناك العديد من الأنواع التي تنتظر زوال الإنسان لتعلن سيادتها على الأرض منها:
1- الغراب الكاليدونى: وهو الكائن الوحيد بين الطيور الذي عُرف عنه تطوير المواد الطبيعية إلى أدوات يستخدمها بذكاء لبناء الأعشاش، هذا الطائر سيملأ الجزر ثم سيحتل المناطق التي تسيطر عليها الحيوانات الثديية.
2- الفئران: حيوانات ذكية، سريعة التكاثر ويوجد منها على كوكب الأرض ما يفوق عدد الثدييات مجتمعة، سوف تستهلك الفئران ما نتركه خلفنا ويمكن أن يُولد منها أجيال ذكية تتعلم في ملايين قليلة من السنين مهارات ذكية كالتفكير فتكتسب بالخبرة، الذكاء الذي يلزمها لاحتلال الكوكب الأزرق.
3- الشمبانزي: المخلوق الأقرب للإنسان، وتتميز تلك الحيوانات بقدرتها على إدارة الصراعات وتكتسب بالتعلم مشاعر الانفعال والحب والكره، وقد يحتاج الشمبانزى إلى 5 ملايين من السنوات لاكتساب ذكاء يعادل ذكاء البشر.
الواقع أن العلماء يقولون إن انقراض الإنسان سيعنى بالتبعية حياة أفضل لباقي المخلوقات! مما يجعل الأمر مثير للدهشة بمدى السرعة التي يمكن أن تدفننا بها الطبيعة وما يمكن أن يبدو عليه كوكبنا إذا اختفى البشر ببساطة من الوجود.
هناك العديد من النظريات المتطورة لما يمكن أن يدفع البشرية إلى الانقراض، ومن غير المرجح أن نختفي جميعا في لحظة. ومع ذلك فإن تخَيُل استئصالنا المفاجئ والكامل من الكوكب هو أقوى طريقة لاستكشاف ما يمكن أن يحدث إذا غادر البشر الكوكب.
ومع ذلك التطور المهول في التكنولوجيات ووسائل حفظ الحياة، هل يمكن أن تفنى البشرية؟ الواقع أن التطور التكنولوجي قد يكون أحد أسباب نهاية الإنسان.
التكنولوجيا ونهاية الإعمار البشري
من ضمن 6 أسباب وضعها العلماء لنهاية الإعمار البشري لكوكب الأرض يقع على كاهل التكنولوجيا 3 أسباب قد تكون طبيعية:
1- الحرب النووية الشاملة: فمع التقدم الهائل في صناعة الأسلحة والقنابل الذرية قد تنشب حربا عالمية ثالثة يتم استخدام السلاح النووي فيها، الأمر الذي سينجم عنه مصرع ملايين البشر بشكل مباشر ومقتل آخرين بسبب العواقب الوخيمة، فانتشار الاشعاعات الذرية سينجم عنه إلحاق ضرر مباشر بالبشر سيتسبب في موتهم في وقت لاحق، علاوة على الرماد المتخلف عن الانفجارات والذي سيتسبب في حجب ضوء الشمس من الوصول إلى الكوكب الأزرق.
الأمر الذي سينتج عنه اختفاء المحاصيل الزراعية ونشوب حروب على موارد الغذاء التي ستصبح شحيحة ومع تغطية الركام للأفق ستنخفض درجات الحرارة بمعدل كبير الشيء الذي سيؤدي إلى حدوث ما يُعرف بالشتاء النووي الذي سيقضي على البقية الباقية من البشر.
2- فيروس متحور: مع التطور الهائل في وسائل المواصلات لن يستغرق نقل عدوى ما إلى جميع سكان العالم سوى بضعة أسابيع، الأمر الذي سيؤدي إلى قتل ملايين البشر خلال شهور معدودة، ومع حدوث طفرات كبيرة في تكوين الفيروس، قد يتمكن هذا الوباء من قتل كل البشر على سطح البسيطة.
3- الاحترار العالمي: ترتفع درجة حرارة الأرض كل عام بسبب النشاط الصناعي والبشري، فإطلاق أطنان من الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري لن يمر مرور الكرام، ومع ارتفاع درجة حرارة الجو ستذوب الكتل الجليدية وتحدث فيضانات تدمر الأخضر واليابس، علاوة على ارتفاع سطح المحيطات سيسبب الارتفاع المطرد في درجات الحرارة بتناقص مياه الشرب العذبة.
الأمر الذي سيؤدي إلى تناقص المحاصيل الزراعية ومعاناة الإنسان من الجوع والظمأ، وتقول احصائيات رسمية إن الأرض ستعاني أواخر القرن المقبل من تناقص القمح بمقدار الثلث وتناقص مياه الشرب بمقدار النصف ولكن هل سيتطور الوضع إلى انقراض الإنسان؟ سؤال سيجيب عليه الزمن.
4- اصطدام نيزك بالأرض: قبل عدة أسابيع، أعلنت وكالة ناسا أن مسار أحد النيازك في الفضاء سيتسبب في الاصطدام بالأرض في عام 2088، وهو الأمر الذي سينجم عنه انتهاء الحياة على سطح كوكب الأرض.
5- التناقص المستمر في عدد المواليد بالتناسب مع أعداد الوفاة: أحد المشاكل التي تواجه دول العالم المتقدم، التي لم تدخر جهدا للتشجيع على الإنجاب، إلا أن وتيرة الحياة السريعة هناك تتسبب في عزوف القاطنين بها عن الإنجاب.
وتقدر هيئة الأمم المتحدة عدد سكان العالم فى عام 2050 بـ 9 مليارات نسمة، وتقول الأمم المتحدة إن الأعداد ستبدأ في التناقص بمعدل 30% بعد أن تصل ذروتها في عام 2050، وهذا يعنى أن البشر سيكونون عرضة للانقراض في عام 2400. وهذا احتمال مستبعد حيث أن معدل التناقص لا يعقل أن يكون ثابتا أو وتيرته واحدة، إلا أن العلماء يولون جميع الاحتمالات العناية الكافية.
6- انفجار بركاني هائل: قبل ملايين السنوات، حدث انفجار بركاني هائل في الهند نجم عنه تغطية مساحة نصف مليون كيلومتر مربع بطبقة من الصخور البركانية سمكها يتعدى 2400 متر، ويقول العلماء عن هذا البركان قد يكون السبب في انقراض الديناصورات، وقبل 640 ألف سنة انفجر بركان ”يلوستون” في أمريكا الشمالية وغطت حممه شرق القارة، البركان في الوقت الحالي خامد إلا إنه لا يوجد ما يمنع أن يثور في يوم ما ليضع نهاية للبشرية.
غياب الإشراف البشري
في ظل غياب الإشراف البشري، فإن مواطن الخلل في مصافي النفط والمحطات النووية ستظل بلا رادع، ما يؤدي على الأرجح إلى حرائق هائلة وتفجيرات نووية وتداعيات مدمرة.
يقول وايزمان في بحثه (العالم دوننا): “سيكون هناك تدفق للإشعاع إذا اختفينا فجأة، وهذه طاقة بديلة حقيقية، يكاد يكون من المستحيل التنبؤ بما سيفعله ذلك”. وبالمثل، في أعقاب زوالنا، نترك وراءنا جبالا من النفايات، الكثير منها من البلاستيك الذي من المحتمل أن يستمر لآلاف السنين، مع تأثيرات على الحياة البرية بدأنا الآن فقط في فهمها.
ولأن انقراض البشرية أمرا صعبا للغاية، إلا أنه يجعلنا نحلق بعيدا في عالم الافتراضات والاستنتاجات والتحليلات، لنتعرف على النتيجة التي ستظهر في حالة اختفاء الصنف البشري من على وجه الأرض وما سيحدث بعد انقراض الإنسان:
في خلال 48 ساعة ستبدأ معظم الكائنات المهددة بالانقراض العودة إلى مستوياتها الطبيعية، وسينتهي التلوث الضوئي وسيعم الظلام الكرة الأرضية بالكامل.
بعد أسبوع الأرض ستتعرض لفيضانات، ولعدم وجود رقابة وصيانة على المفاعلات النووية ستبدأ إشعاعاتها في الانطلاق للغلاف الجوي، وستتوقف المصانع والمحطات الكهربائية.
بعد ثلاثة شهور سينخفض التلوث الجوي بنسبة كبيرة بسبب عدم وجود أي استخدام لأي طاقة كهربائية.
بعد مرور عام على الانقراض البشري، ستبدأ النباتات في غزو المدن وستكسو جميع الطرق والأرصفة لتختفي تماما وستعم الخضرة جميع أراضي المدن، وسيختفي غاز الميثان من الجو.
بعد مرور 50 عاما، سترتفع نسبة وجود الأسماك في البحار والمحيطات والأنهار بشكل ضخم جدا وذلك لعدم وجود أي عمليات صيد بشرية.
في الفترة ما بين 100 و200 عاما ستنهار الأبنية الخشبية والأسمنتية مثل الجسور والمباني الضخمة والجسور. وستعود معدلات الكربون الطبيعية في الجو، وسيعود المرجان في البحار إلى معدلاته الطبيعية.
خلال 5000 سنة سيتحلل الزجاج والبلاستيك الموجود على وجه الأرض، وبعد مرور الـ 5000 عاما سينجح كوكب الأرض في محو معظم آثار وجود الإنسان عليه تماما.
بعد مليون عاما، سيمحى أي أثر له علاقة بالإنسان من على وجه الأرض، وستظهر بيئات مختلفة وسيختلف هرم الكائنات الموجودة في الأرض، وستتغير أحجام وأشكال بعض الحيوانات مثل الفئران.
هل يمكن التغلب على الطبيعة؟
سترتفع درجة حرارة الشمس بعد مليار سنة من الآن، الأمر الذي سيؤدى إلى إنهاء كافة أشكال الحياة على كوكب الأرض، وبعد 5 مليار سنة سيلحق كوكب الأرض بالإنسان، فسوف تقوم الشمس بابتلاعه بعد أن تكون قد تمددت واستحالت عملاقاً أحمر في نهاية حياتها.
ولكن هل يمكن للإنسان التغلب على الطبيعة، الجواب هو ”لا بالطبع” فرغم النشاطات البشرية المفزعة وحجم الكوارث التي يتسبب فيها البشر، إلا أن الطبيعة تثور ثم تسود، والمثال الحي على ذلك هو انفجار مفاعل ”تشيرنوبل” النووي عام 1986في المدينة الأوكرانية وهو من صنع البشر وتسبب في إلحاق ضرر كبير بطبيعتها، رغم ابتعاده 120 كيلومتر عن المدينة مسببا أضرار رهيبة بالمنطقة كلها.
ورغم ارتفاع مستويات الإشعاع بالمنطقة ومنع الاقتراب منها لعقود طويلة إلا أن الطبيعة تكيفت، فمدينة ”بربيات” التي كانت مخصصة لإسكان العاملين في المفاعل هجرها الجميع بعد الكارثة أصبحت بعد مرور سنوات قليلة على الكارثة، مدينة خضراء، تحطمت شوارعها نتيجة امتداد جذوع الأشجار وانتشرت الخضرة في كل مكان لتُعلن أن الكوارث لن تلحق الضرر سوى بصانعها. وكانت الطبيعة صاحبة اليد العليا
وبطريقة مشابهة للغاية لفيلم (مدغشقر) فإن الحياة البرية ستسود بالمدن التي باتت خالية من ساكنيها البشر. وذلك بعد أن تكون الطبيعة قد استعادت التحكم وسيطرة الأعشاب البرية والبحرية على البيئة.
وتبدأ الأمور بالاستقرار في غضون 3-6 أشهر حيث تستعيد الطبيعة حيويتها بعد تحسن نوعية الرؤية واختفاء الإشعاع. إذ تبدأ الحيوانات بغزو منازل البشر وتسكنها.
أجمل ما في الأمر؟ أن الصراصير ستختفي أخيرا لأنها غير قادرة على البقاء على قيد الحياة بدون التدفئة الصناعية.
وفي غضون 15 سنة، ستكون كل الطرقات مغطاة بالطحالب. ومع كل عقد من الزمن، تنتشر المزيد من النباتات لتُغطي الآثار البشرية، وستتعفن منازل البشر وتتعطل السدود والجسور، وستُصبح لندن مغطاة تماما بالطحالب والمستنقعات.
وفق التقديرات، فإن 230 سنة ستكون كافية لأن يتحول برج إيفل المدَمّر إلى مأوى للخنازير البرية، ولن يرفع تمثال الحرية يده بفخر. كما أن سهول أمريكا الشمالية ستكون مأهولة بالماشية وحيوانات الرنة. بل أن جميع المدن الواقعة على الساحل الشرقي ستختفي تدريجيا بسبب الأعاصير الثابتة، أما مدن الساحل الجنوبي للولايات المتحدة ستختفي بفعل الفيضانات.
إن خمسمائة عام ستكون كافية لاستعادة الطبيعة وضعها على الكوكب. وبعد خمسة قرون أخرى ستظل بعض آثار البشرية واضحة للعيان مثل برج إيفل، وقاعدة تمثال الحرية.
بعد 25000 سنة، ستواجه الأرض العصر الجليدي بدلاً من الاحتباس الحراري. هذه المرة، لن يكون للجليد تأثير كبير على الأنواع الحيوانية، بل سيتكيف معظمها مع الظروف الجديدة. ولن يُعثر على أي بقايا بشرية تحت التربة والجليد لأنها ستكون قد تحللت تماما. ختاما من يدري ماذا يمكن أن يحدث عدى ذلك!
أ.د. نبيل سليم علي
المراجع :
– القرآن الكريم
*Thomas Weizmann – The World Don’t Us – research published in Life Science 2019.
* Editors of Encyclopædia Britannica (2018-09-18).
*David Livingstone Smith- “What Does It Mean to Be Human?2018.
*www.psychologytoday.com .
*www.en.oxforddictionaries.com،
*www.dictionary.cambridge.org. “Human Characteristics.
*www.humanorigins.si.edu. What Does it Mean to be Human”