ذي كلماتي والنّظراتْ *** ذي خُطواتي والخَطَرات
عَزماتي تمحُو العَثراتْ *** فأنا حـقًّا ذو قدراتْ
إنّي صِدْقًا لا أسْمعُكمْ *** لكنْ بعيوني أتبعُكمْ
عيْني تقرأُ لُغةَ العينْ *** وتحُسُّ بأنغامِ الشفة
أدْركُ ماذا كيفَ وأينْ؟ *** والخُلْوةُ زادتْ معْرفـتي
لا, لنْ أقبلَ بالعثراتْ *** فأنَا حـقًّا ذو قُدْراتْ
وأنَا أرّقَ نفْـسي الليلْ *** لكنْ عزْمي مثلُ السيلْ
فَـزَهَا في عيْنيّ الوَرَقُ *** وتبَسّمَ مِن ضَوْئي الأفُقُ
كلُّ الألوانِ تُعانقُني *** ببَصيرةِ قلبي أنْطلقُ
لا, لنْ أركَنَ للعثراتْ *** فأنا حـقًّا ذو قُدراتْ
وأنا أتحرّكُ في وجَلِ *** لكنْ لا أشْعرُ بالخجلِ
بسَمَاتي تُخْـبرُكمْ أنّي *** في صمْتِ الحَركاتِ أُغنّي
قدَمِي ويَدِي مهما ثـقُـلتْ *** لنْ تحْبِسَ آمالى عـنّي
لا، لنْ تمنعَـني العثراتْ *** فأنا حـقًّا ذو قُدراتْ
وأنَا عقـلي عقلٌ راقِ *** ولِذَا أشعرُ مِن أعماقي
حـقًّا قدْ أبْدو للبعضِ *** ذاتًا تحْـيا لهْوَ الأمْسْ
لكنْ قدَمِي لو في الأرضِ *** فعُـيونى تتحدّى الشّمسْ
لا، لنْ أرْضَى بالعثراتْ *** فأنا حـقًّا ذو قُدراتْ
انْظُرْ في الدّنيا وتأمّلْ *** لا تتعَجبْ ممّا أعْملْ
أُذْني تبْصرُ كلَّ الدّنيا *** عيْني تسْمعُ همْسَ الصّوتْ
سعْـيي للغاياتِ العُـلْيا *** قلْبي يشعرُ حتّى الموتْ
لا أستَـسلمُ للعثراتْ *** فأنا حـقًّا ذو قُدراتْ
ربِّي عدْلٌ في ميزانهْ *** ربي بَرُّ في إحسانهْ
قد ساوَى بينَ الأجْناسْ *** فاملأ قلبَكَ بالإيناسْ
لا تسْتوحشْ ذاتَكَ أبدًا *** وامنحْ شهدَكَ كُلَّ الناسْ
وارقَ على كلِّ العثراتْ *** ليتكَ مِثـلي ذو قُدراتْ
سنقولُ ولنْ نخْـشى أحدَا *** بالحقّ ونُعْـلنُها أبدَا
فمُعاقٌ مَنْ فاتَ مُرادَهْ *** مَنْ ضاقَ بمَا اللهُ أرادَهْ
اسمعْ وانظرْ واخْطُ وفكّرْ *** ولْتُشْرقْ عَزْمًا وإرادَهْ
عزماتُكَ تمْحُو العثراتْ *** إنّك حـقًّا ذو قُدراتْ
ملحوظة: هذه القصيدة هدية إلى أبنائنا من ذوي القدرات الخاصة من ميَّزهمُ الله تعالى بإعاقة سمعية أو بصرية أو حركية أو ذهنية .