الطاقة البديلة -الجديدة والمتجددة- طوق نجاة لمواجهة زيادة الإستهلاك العالمي، فهل بإمكان النباتات أن تصبح مصدرًا بديلاً للطاقة وفق شعار المستقبل “ازرع طاقتك”؟.
في عام 2006 أشار “جوردن وادل” -المخترع الذي يعيش في إلينوي- إلى أن بإمكانه جعل تيار ضعيف يتدفق من مسمار ألومنيوم مثبت في جذع شجرة وموصَّل بقطب كهربي نحاسي مغروس في التربة، وبالتعاون مع شركة ماجكاب – وهي شركة إلكترونيات في بوسطن- سجل براءة اختراع للفكرة وبدأ في ابتكار طريقة لاستخراج الكهرباء. وخصص عالم الفيزياء “أندرياس ميرشين” (من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا) طالبًا – “كريستوفر لوف” لدراسة المسألة، فأجرى تجارب على شجرة تين مزروعة في أصيص، فحتى عندما كان القطبان مصنوعين من نفس المعدن وعُزل النبات عن كل مصادر التشويش الكهرومغناطيسي استمرت الدائرة في إنتاج تيار الطاقة. وتبين أن أيونات الهيدروجين هي المسئولة عن ذلك، فقد لوحظ أن الزيادة الضئيلة في تركيز هذه الأيونات، موجبة الشحنة في التربة، مقارنة بتركيزها في عصارة الشجرة كافية لخلق تيار من الإلكترونات يتدفق من الشجرة عبر السلك إلى الأرض.
وفي مختبر جامعة “فاغينينغين” الهولندية نفذ مشروع شركة “بلانت آي” الهادف لتوليد الكهرباء من النباتات، من خلال التفاعل بين جذور النباتات وبكتيريا التربة، ومن ثم حصد الإلكترونات التي تنبعث من بين تلك الجذور. كما تم تطوير نوع جديد من البطاريات تستفيد من 70% من المواد العضوية التي ينتجها التمثيل الضوئي وتفرزها من خلال الجذور؛ حيث إن جذور النبات تطلق حوالي نصف الكربوهيدرات وغيرها من الجزيئات العضوية التي ينتجها النبات خلال عملية التمثيل الضوئي، وطالما بقيت الشجرة حية فسوف تستمر في إنتاج المواد المغذية المناسبة لخلية الوقود الميكروبية، ويمكن التقاطها عن طريق قطب كهربائي.
- الفربيون
الفربيون “Euphorbia” ينتمي إلى عائلة من النباتات اللبنية المُعمرة. وهناك أكثر من 2000 نوعًا منها، معروفة بأسماء متنوعة. وتشمل نباتات عشبية، وشجيرات وأشجار خشبية مع خندق حليبي سام وكاوي (مطاط). وجذور الفربيون رفيعة أو سميكة وسمينة وذات درنات جذرية، ومن أنواع الفربيون.. ما يجفف أشجاره لتصل نسبة الرطوبة فيها 4%. ثم بعد سحق هذه المادة بمذيب الهبتان المغلي لمدة 8 ساعات، يتم استخلاص (30% من وزن الشجرة الجاف، بالتقطير) زيتًا ثقيلاً يحتوي على 42 كيلو جول للجرام. وهذا الزيت يشبه النفط الذي يعطي 44 كيلو جول لكل جرام، كما وجد أن 77% من هذه المادة تذوب في الماء لتعطي السكريات التي يمكن تخميرها لإنتاج الكحول، وما تبقي من العملية كلها يمكن حرقه لنتاج الطاقة الكهربائية.
- الجاتروفا
يمكن إنتاج وقود الديزل الحيوي من نبات “الجاتروفاJatropha” ” ” curcas”، حيث يحتوي الكيلو جرام الواحد من العجينة الناتجة من عصر البذور على 25 ميجا جول من الطاقة، ويمكن للنبتة الواحدة التي تنمو في ظروف جيدة توفير أكثر من ثلاثة كيلوغرامات من البذور. مع نسبة تتراوح بين 30-35 % من الزيت، وهو ما يعادل النسبة المتوفرة في المحاصيل الزيتية الأخري، ونبات الجاتروفا شجيرة معمرة يصل عمرها 50 عامًا استوائية وشبه استوائية موطنها أمريكا الجنوبية والهند، ويبلغ ارتفاعها مابين 4-6 أمتار وقد يصل إلى عشرة أمتار، وهي تحمل العطش والجفاف، ولا تتطلب عناية خاصة، ولها فوائد أخرى في صناعة المنظفات والأسمدة العضوية والمبيدات الحيوية إضافة إلى الاستفادة من مخلفاتها في تصنيع أعلاف الماشية.
- الهوهوبا
نبتة الهوهوبا (Jojoba) شجرة برية مُعمرة يصل عمرها إلى 150 عامًا للأراضى القاحلة وشبه القاحلة، تتناسب مع الظروف المناخية، وتتحمل قلة الماء، وزيادة نسبة الملوحة، ولها قدرة على مقاومة الأمراض والحشرات. موطنها الأصلى هو صحراء السونارا جنوب غرب الولايات المتحده الامريكية (ولايه اريزونا) وشمال غرب المكسيك. ويتراوح طولها من 2 – 4 أمتار.. وينتج النبات بذور مثل حبوب فول السودانى تسقط على الأرض (خلال شهري يوليو وأغسطس) حيث تحتوى هذا البذور على حوالى 50% من وزنها شمع سائل نادر، متعدد الفوائد، كما أن باقى مكونات البذور بعد العصر تحتوي على مواد طبية وبروتين يصل إلى 30% .
ويستعمل هذا الشمع كإضافات زيوت محركات فائقة الجودة، كما يستخدم فى العديد من الصناعات كصناعة مستحضرات التجميل والأدوية والمبيدات الطبيعية، وتشميع الفاكهة للتصدير، وخامات الصناعات المختلفة مثل الكاوتش والبلاستك والأحبار والصابون. فضلاً عن إنتاج البروتين النباتى، والسماد العضوى، مما يجعل من شجرة من الهوهوبا “ذهبًا أخضرًا، وهناك نباتات أعطت نتائج مشجعة منها نبات الحور Poplar، وشجرة الحور القطني Cotton wood، وشجرة الجميز Sycamore، ونبات جار المار Alder، ونبات ايكاليبتص Eucalyptusسريع النمو، والبوص، والسرو، والكافور، والبامبو.
ويبقي أن لكل أمر غاية، ولكل شيء أجل، ولكل حادث موعد، ولكل قدر حكمة، ولكل نسق سنن، ولكل نعمة مُنعم: (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ)(لقمان: 20).