النبتة الطيبة لا تفسد أبدًا مهما واجهت تغيرات الفصول المختلفة، تظل تخضر كل عام، تتساقط أوراقها فى كل مرة ولكنها تعود لنضرتها من جديد.
لذا كان لزامًا علينا أن نغرس فى أبنائنا نبتة طييبة وندعهم بعد ذلك يواجهون الحياة بكل ما فيها من تحديات وصعوبات، فستظل تلك النبتة بداخلهم تحركهم إلى كل ما هو جميل، وأجمل ما نغرسه فى أبنائنا هو حب الله فالله أصل كل جمال ومصدر كل خير، عندها سنجدهم يسعون لمعرفة هذا الإله معرفة حب، سيسعوا لمعرفة ما يحبه وما لا يحبه من الاقوال والافعال لتلبيته لكى يسعد برضا المحبوب.
سيتصالح ويتخاصم ويتحاكم مع كل شئ بما يرضى محبوبه، سيعانى وولكنه مع كل معاناة سيعود أقوى من جديد وستقوى تلك النبتة بداخله لتمتد جذورها إلى أعماق أعماق قلبه.
وحب الله ليس بالسهل الهين، ليس كلام مرسل يكتب، وإنما هو شعور خاص يحتاج لعلم ومعرفة، ولا يكون الحب إلا عندما يخلو القلب من كل شئ ليسع هذا الحب، فعندما تناله ستجد لسان قلبك ينطق سعادة وحمدًا وشكرا لله أنه خالقكك وأنك عبده.
ولكن هذا الحب يختلف في أطفالنا عنا، فحب الله يولد معنا، أليست قلوبنا من تكرم الله ووهباه لنا ألا يحق لتلك القلوب أن تخضع لإمره وتحبه، فالحب يولد بداخل قلوبنا ولكن لسوء ما نلاقيه من التربية وتأثير المجتمع وأفتنانا بالدنيا وما يكيد لنا الشيطان ونفوسنا من السوء، يدفن هذا الحب، ويحتاج لجهد كبير كي يظهر، كمن يحفر بأقصى قوته فى أعماق الأرض ليصل إلى الكنز وأي كنز هذا يضاهى حب الإله، هذا الحب الذى لو منحته، لأحسست بسعادة وحرية ففى حين أنك تكون عبدًا لله، لكنك تشعر بسعادة تحررك من أسر الدنيا بجميع مفاتنها، وتحررك من أسر شهواتك لذا من الأمانة أن نراعي عندما نربي أبنائنا أن نغرس فيهم حب الله، ولندعوا دائمًا لأنفسنا وأطفالنا أن يمنحنا الله حبه فمن منحوا حب الإله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.