(حراء أونلاين) يوجد العديد من الأمثلة لحيواناتٍ تعالج نفسها بِهَديٍ من الله سبحانه وتعالى، ومن ذلك: “الأُسُودُ” فإنها تتناول القليلَ من الماء والتربة وتمضغهما في أفواهها عندما تتعرّض لجروحٍ، ثم تبصق هذا الخليطَ على الأرض، وتضعه بعد ذلك على الجروح بعد أن تعجنه قليلًا، فيعملُ الطين على امتصاص المواد السامَّة من الجرح، ويجذب -بالإضافة إلى ذلك- الموادّ الضروريّة لعلاج موضع الجرح.
والثدييّات عادةً ما تلعَق جروحها، وبهذا يُصبح الجرح نظيفًا وبمأمنٍ عن الحشرات، وعندما يعجز النمر عن الوصول إلى جرحه؛ فإنه يحكُّه بلُعابه عن طريق إحدى قدميه الأماميّة، كما يستعين بَبّغاءُ ألوان الطيف أي “ببغاء قوس قزح” برفاقه لحكّ جروحه بلعابه عندما يعجز عن الوصول إليها.
أما الغزلان والظباء الجريحة؛ فهي تستلقي على التربة المكسوّة بالطحالب لأن بها نوعًا من المضادّات الحيويّة التي تعالج تلك الجروح، وتستفيد الدِّبَبَةُ من عسل النحل في علاج أمراضها فتحاول الحصول عليه دائمًا، وتضع قدمها أحيانًا داخل خليّة نحلٍ؛ مما يؤدي -إضافةً إلى استشفاء الدببة بالعسل- إلى تعافي النحلِ أيضًا عن طريق خلط عسلِهِ بمضادٍّ حيويّ تُنتجه أجسامه.
وعن حيوان “القندس”[1] فهو يعالج نفسه بنوعٍ من “الهلام”[2] الذي يفرزه جسمه، وعندما تمرض القطط أو الكلاب فإنها تأكل الحشائش، أما الذئاب فتأكل القُرَّاص اللاسع بمقادير ضئيلة حتى تتقيّأ، كما لوحظت الذئاب أيضًا وهي تأكل نباتًا يسمّى “الجنطيانا (Gentiana)” عندما تلدغها الثعابين.
الهامش:
[1] القُنْدُس: بالإنجليزية «Beaver” هو: جنسٌ من الحيوانات يتبع فصيلةَ القندسيّة من رتبة القوارض، وهو من القوارض المائيّة يعيش عادةً في الماء قائمًا بصورةٍ دؤوبةٍ على بناء السدود من أخشاب الأشجار التي يقوم بتقطيعها بأسنانه الحادّة، ويُعتبَرُ هذا الحيوان أمهرَ مهندسٍ في بناء السدود بين السمّوريّات والحيوانات جميعًا، ويسمّى أيضًا القُنْدُر والحَارُود والبَادَسْتَر والبَيْدَسْتَر.
[2] الهُلاَمُ: مادةٌ بروتينيةٌ شفافةٌ تُستخرج من الأَنسجة الحيوانيّة المختلفة مثل الجلد والعظم والأَربطة، وتكون جامدةً عند جفافها ولكنها تتحوّل إِلى سائل بالرطوبة.