عندما نخاف أو نتحمس لشيء أو نجري، نسمع صوتا رنّانًا يأتي من داخل صدورنا، هذا صوت خفقان قلوبنا. من أجلنا يعمل القلب ليل نهار وبدون توقف. يعمل مثل الساعة في دقاتها لكن لا يؤخر ولا يقدم ولا يسأم من عمله أبدا.
الأكثر نشاطا
قلبنا يوجد في فراغ الصدر وبين الرئتين ومباشرة أسفل عظمة الصدر، بحجم قبضة اليد، يزن 300 جرام عند الذكور، و250 جرام عند الإناث، مهمته الرئيسة ضخ الدم في العروق دون توقف.ويعتبر العضو الأكثر اجتهادًا في جسمنا، ففي الصباح ينبض 70 نبضة في الدقيقة، وأثناء نومنا ينبض 55 نبضة، وعلى مدى الحياة ينبض تقريبا 2.5 مليار نبضة.
قلبنا العادل يوزع الأطعمة التي نتناولها على خلايا الجسم بنظام دقيق من أجل إنتاج الطاقة اللازمة ليقوم بوظائفه،
قلبنا العادل يوزع الأطعمة التي نتناولها على خلايا الجسم بنظام دقيق من أجل إنتاج الطاقة اللازمة ليقوم بوظائفه،وبفضلها يمكننا أن نتحدث ونجري، ونلعب ونمشي.قلبنا الدّال على خالقنا -سبحانه- يضخ الدم في عروق، يصل طولها في المتوسط إلى 268 ألف كم. وإذا علمنا أن محيط الأرض يساوي 40 ألف كم فهذا يعني أن عروقنا يمكنها أن تغطي محيط الأرض من ست إلى سبع مرات.إنها مسافة طويلة حقا، لكن بفضل القوة التي منحها الخالق سبحانه للقلب فإن 13 دقيقة تكفيه فقط ليضخ الدم إلى جميع العروق ثم يعود إليه في زمن قصير، وهذا يجعلنا نفهم جيدا الكمال الذي خُلق عليه قلبنا.
ضخ للدم عجيب
هذا العضو العجيب، إذَا عمل بوتيرة عادية ينبض يوميا 100 ألف نبضة وهذا يعادل ضخّ 7 أطنان من الدم في اليوم، وفي الساعة 300 لتر، وفي الدقيقة يضخ 5 لترات، وفي السنة 2600. وإذا كانت هناك بعض العوامل المؤثرة مثل الجري أو شيء مثير فقد يصل ضخ القلب إلى 25 لتر في الدقيقة.
يعتبر العمل الذي يقوم به القلب معجزة في حدِّها، وهذا يوضح مدى ضيق حدود الفهم البشري، فهذا الفارس المضحي يقوم بإرسال الدم النقي القادم من الرئة اليسرى إلى الأنسجة والأعضاء، ويقوم بتنقية الدم الملوث القادم من الجهة اليمنى للجسم وذلك بإرساله إلى الرئتين.
قلبنا يوجد في فراغ الصدر وبين الرئتين ومباشرة أسفل عظمة الصدر، بحجم قبضة اليد، يزن 300 جرام عند الذكور، و250 جرام عند الإناث.
راحة القلب
لكن هل تستريح قلوبنا؟ نعم تستريح لكن لمدة قصيرة، وهذه الاستراحة تقع بين نبضتي القلب، فانقباض واسترخاء القلب يستغرق 0.85 ثانية أي 0.30 ثانية انقباض و0.45 استرخاء، وكأن لسان حال القلب يقول:”المجتهد لا يعرف الكسل”. وإذا تصورت -أيها الإنسان- خلاف ذلك فحاول أن تتخيل ماذا سيحدث إن كتب للقلب أن يتراخى أو يتوقف.
لنتأمل في أجسامنا، فقلبنا -مثل جميع الأعضاء- يوجد في المكان المناسب وبالشكل المناسب، وهذا يحميه من الإصابات والمؤثرات الخارجية المتوقعة. والشرايين المنبعثة من القلب تنتشر في عمق الأنسجة، وبالتالي فإنها هي كذلك محمية، بالإضافة إلى أن الجدران السميكة المحيطة بعضلات الشرايين، من جهة تعطي متانة لهذه الجدران ومن جهة أخرى تجعل الدم يُضَخُّ إلى مسافة أبعد، والشرايين القريبة من الجلد -كما هو الحال مع المعصم- تجعلنا نحس بدقات قلوبنا، وهذا ما يسمى النبض.