غدْرٌ!. ألمْ أرْضعْكِ من عِرقي دمي روحي فؤادي!
أرْضعْتُكِ الحبَّ الطّهور العنتري. ثمّ النّواسي!
وفطامك التاج الذي طعّمته الدّرّ السّماوي!
أضْحتْ عيونكِ تُبصرُ الدّنيا بعيني يا كياني!
مرحلة الصبا
فلِمَ الرّحيل؟ ألمْ يكنْ خدّى بِساطًا في صِباكِ!
تثبين قفْزًا فوقهُ .. فأفقْتُ من نومي أراكِ!
وشَدا غِناءكِ خلف عصفورٍ على أيْك الرّياضِ!
مرحلة البلوغ
هلْ تذكرينَ ركوبك الفرس الجموح وقد رماكِ؟
فعقرتُ ساقه دامعًا .. وربطّتُ ساقكِ من شِعاري؟
ويلي .. شبابك جامحٌ والشيب منّي في انهزامِ؟
مرحلة الرشد واتخاذ القرار
هجْرٌ!. رشدْتي من أحاسيسي وعقلي. من كياني!
علَّمْتُكِ. الحرّيْة. كسر القيد .. تحليق السماءِ
علّمْتكِ.. البسمات. والآمال.. فوز بالجَناني
علّمْتكِ. الشكران. والسلوان.. والثبْتُ الرضابي
ومتى وأين وكيف يُرمى السّهم في بحر الطغاةِ
والآن يُرمى سهمكِ الشاب الرشيد على بياضي!
الآن أبصرْتِ طريقكِ فوق آفاق السحابِ!
ورأيتِ أنّكِ كنتِ في قيعان شيبي في انهيارِ!
وتعيّريْني بالكهولة .. شبْتُ كي أرْعى صِباكِ!
فامضي فليس الشيب شيب الشَّعْرِ بلْ سوء الصفاتِ
وفُتوّتي قلبي الذي وفّى رسالات السماءِ
وستُدركينَ الشيب حدًّا قبل ميعاد المساءِ
فامضي إلى وهْمٍ إلى غدْرٍ إلى فخّ الأفاعي