صدق الوعدُ ليس يُخلِف وعدَه لقد اختار موكب النور لحده
ضاق عن وجده الزمانُ ومافيـ ـه فألقى لجنةِ الخُلد وَجْده
برح الشق بالمحبّ وقد كـ ـان عبيرُ الأشواق في البدء مهده
ونخيل الأنصار كان عريشا وهديل الأشعار كان مِخَــدّه
صارمٌ ما نبا على كثرة الضر ب، فقــد آن أن يعانق غمده
آن للفارس المتيم أن يـأ تـي فرداً مولى سينشر وده
“آخر الفرسان” امتطى صهوةَ العشـ ـقِ وكان النور المؤيّد جنده
سلك الشِّعْبَ، لا حطامَ، فلمّا برز الأفْقُ أصبح النّورُ عُدّه
السجلماسي انتضى ريشة الحـُ ـبّ وألقى إلى المساكين رفده
ما تولّى حين ادلهمّتْ خطوب لا ولا خان في الحوادث عهده
إن “كشف المحجوب” غايته القصـ ـوى فأوما له، فأدرك قصده
علّم الناس كيف تغدو “القناديـ ـل” صلاةً، ويصبح الليل وِرده
شق للصحْب درب عشق فلمّا آنس البحْـر راح يركب مدّه
يا خليلي، تركت قلباً يتيماً يتلظى، لا شيء يبْرد وقده
يا خليلي حقّاً، وصاحب دربي كيف خلّفت صاحبَ الدّرب وحده؟
هو للنور ظامئ ويداهُ في قيود، فمن يُحَطّم قيده؟
ونداء المحبوب يوقد في الرّو ح سراجاً يضوي، ويزرع وده
وأنا فارسٌ بغير جوادٍ فأعرني جواد حبّك وانده
ما على العاشقين إثم إذا ما صدقوا وعدهم ويصدق وعده