لم تبصرِ الكلماتُ إلا شاطئًا يغتالها فتغربتْ في الماءِ
فطفقت أخصِف بالظلال على رؤىً ذرفتْ ملامحَها على أشلائِي
لأُلملم القلب المضيءَ بجُرحه وأمدَّ في مرآه لونَ ضياءِ
جبل هنالك كان أبيضَ لونُه لكن أصيب بطعنة الظلماءِ
سبحٌ طويل للظلام على المَدى وعلى جفون الصبح ألف غطاءِ
ما زال يرنو للحياة فأقبلتْ ألحانُها (…تمشي على استحياءِ)
وتفوح ما بين الخَميلة والخميــ ــلة فانتشتْ ريحانةُ الأضواءِ
ونَعتْ مواويل الضياع زمانَها وتبتَّلت في الحكمة العذراءِ
ولَطافة الملكوت تبسطُ فيْئها حول اليتيم بكفِّها البيضاءِ
ويَد السَّكينة لا تفارق روحه وعلى المحيَّا بسمةُ العلياءِ
لم تبسمِ الأيَّام إلا مرَّة إذْ كان فيها لونَ كل صفاءِ
إذ في خُطا جبريل وقع هداية تَحكي نَزِيف الضوْء في الأنحاءِ
وتبثُّ أحلام السعادة حولها وتَزُفُّ آمالاً إلى البُؤساءِ
ما زلتُ أذكر للسلام حكاية إذ كان يعبر قامة الصحراءِ
يطوي مداءاتِ الحياة ويرتمي في عُمْقِها متوسِّدا بسماءِ
فكأنَّه يرتاح بين جَوانحي وكأنَّه في مُهجَتي ودمائِي
كم هاجرتْ ذكراه تَسكب ظلَّها تنْثال بين موائد الفقراءِ
لا يعرف النسيان إلا مضجعي لكنني لم أنس ذاتَ مساءِ…
إذ للجمال الغضِّ أعذبُ قصة أنغامها تهفو إلى الشعراءِ
مهما يكن للنخل من تَرْنيمة فالرمل لا ينسى حديثَ الماءِ
ــــــــــــــــــ
(*) القصيدة الفائزة بالمركز الأول في فئة الشباب بمسابقة حراء الكبرى للمديح النبوي بموريتانيا بتاريخ 23/2/2010