قوة الفكر عند “فتح الله كولن” من قوة صدقه، ومن الحق الذي يحمله. وهذه القوة مظهر من مظاهر قوة الله وعظمته وتجليات جلاله وجماله على الأذهان والأرواح. فهو إذا كتب استنهض جانب فكره الخلاّق الذي يأتي في كل مرة بالجديد الذي يسهم في ابتعاث الأمم الآخرى. فقلمه صاحب رؤيا عميقة وواسعة يرى العالم الداخلي للمسلم المعاصر وكأنه مقفرٌ إلا من عذاباته الروحية والذهنية، وهذه العذابات هي التي تحفز قلمه لكي يرسم للأجيال طريق الخلاص. إنه يرسم بقلمه طريق المعجزة الآتية، هذه المعجزة وإن كانت خارقة، غير أنها تتعاشق مع السنن والقوانين الكونية والطبيعية.
وإنه لمن محاسن التوافق أن تأتي مقالات هذا العدد وأبحاثه، وهي تكاد تحمل كلها ملامح أو ملمحاً من ملامح الإعجازيات العلمية والفكرية، كما هي عند الأستاذ “عبد الوهاب بوخلخال” في مقاله: “الرسالة النبوية رسالة تربوية”. وفي الردف منه يأتي مقال العالم الكبير “زغلول النجار” في مقاله: “الإعجاز العلمي في وصف مشاهد الساعة في القرآن والسنة النبوية”.
أما “سليم أيدين” فيرسم لنا طريق بناء “شخصيتنا الفاعلة”، والأستاذ “محمد راتب النابلسي” يحدثنا في باكورة مقالاته في “حراء” عن النمل؛ هذا الكائن الاجتماعي العجيب.. وعن “ابن الشاطر، عالم الفلك وصانع أدوات الرصد والقياس” يحدثنا الأستاذ “بركات محمد مراد”. أما عن الشمس وعن نعمة وجودها فيحدثنا عن ذلك “زياد موسى عبد المعطي”..
ويطيب لنا أن ننوه بالمقال المتميز لهذا العدد وهو مقال الدكتور “عبد المجيد بالعابد”: “نورانية الشجرة الزيتونة المباركة”، ونورانيتها التي أشار إليها القرآن في سورة “النور”. والدكتورة “مريم آيت أحمد” تشير إلى أهمية المعمار الإسلامي في مد جسور التواصل الحضاري الإنساني. أما الدكتور “عرفان يلماز” فيتحفنا بمقاله الموسوم “الجهاز المناعي يتلكم”، فهو يتناول جهازاً مهماً من أجهزة جسم الإنسان بكثير من التبسيط وبلغة سهلة يفهمها الطالب ذو المستوى البسيط والمثقف والعالم الكبير.
وقبل أن ننهي هذا الاستعراض لمقالات هذا العدد وأبحاثه ننبه إلى مقال الأستاذ “عمار جيدل” في “الثقافة السننية وأسسها الإيمانية” ونختم بمقالة الدكتورة “سعاد الناصر” “هلمّوا نحب الجمال” فبحب الجمال تقرّ العيون وتنشرح الصدور..