جاء ذكر “الساعة” (بمعنى: آخر الوقت من الحياة الدنيا الذي عنده يبدأ هدم النظام الكوني) 40 مرة في القرآن الكريم، وعشرات المرات في الأحاديث النبوية الشريفة. ومن ذلك قول ربنا سبحانه وتعالى:
﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾(الأعراف:187).
ومن أقوال المصطفى صلى الله عليه وسلم ما يلي: “لا تقوم ا لساعة حتى يظهر الفحش والتفحش وحتى يعبد الدرهم والدينار” (رواه أحمد). وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا هبت ريح شديدة تغير لونه فقال: “تخوفت الساعة” (رواه البخاري). كما جاء التعبير بلفظ “الساعة” عن جزء من أجزاء الزمان 8 مرات في كتاب الله سبحانه وتعالى.
وهناك ثلاثة أحداث كونية كبرى هي: “الساعة” و”القيامة” و”الآخرة”، تُجمع كلها تحت اللفظ الأخير “الآخرة” لتسارع وقوعها تباعاً كأنها حدث واحد.
أما “القيامة” فجاءت الإشارة إليها في القرآن الكريم 70 مرة بتعبير “يوم القيامة”. والقيامة أصلها ما يكون من الإنسان من القيام دفعة واحدة، وأدخلت فيها “الهاء” تنبيهاً على وقوعها دفعة واحدة. والتعبير القرآني “يوم القيامة” يقصَد به؛ يوم البعث من الأرض الجديدة التي يخلقها ربنا سبحانه وتعالى مع السموات الجديدة بعد إتمام هدم الكون الحالي، وذلك لقول ربنا سبحانه وتعالى: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾(إبراهيم:48).
انهدام النظام الكوني
وكل ما بعد تهدم النظام الكوني الحالي، هو من الأمور الغيبية التي نقبل ما جاء عنها في كتاب الله سبحانه وتعالى وفي أحاديث خاتم أنبيائه ورسله -صلى الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين- دون محاولة تفسيرها بقوانين الدنيا، لأن البعث والحشر والنشور والعرض الأكبر والميزان والصراط والجنة والنار، كل ذلك له من السنن والقوانين ما يغاير سنن الدنيا تماماً.
وأما “الآخرة” أو “الدار الآخرة”، فقد جاء ذكرها في القرآن الكريم 115 مرة للتعبير عن النشأة الثانية في مقابلة النشأة الأولى، وهي الدنيا أو الدار الدنيا. وقد توصف النشأة الثانية بـ”الآخرة” تارة، وبـ”الدار الآخرة” تارة أخرى، وتقديرها: دار الحياة الآخرة، وهي كلها في عالم الغيب المطلق الذي لا تستطيع المعارف المكتسبة أن تبدي فيها قولاً، إلا الذي جاء عنها في كل من كتاب الله سبحانه وتعالى وأقوال المصطفى صلى الله عليه وسلم. ومن هنا كان اقتصارنا على الإعجاز العلمي في وصف مشاهد الساعة في كل من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، لإمكانية تفسير ذلك بواسطة المعارف المكتسبة في الدار الدنيا. وهذه المراحل الثلاث: “الساعة”، “القيامة”، “الآخرة”، كثيراً ما تُجمع تحت مسمى “الآخرة” أو “يوم القيامة” لسرعة تتابعها كأنها حدث واحد.
من أوجه الإعجاز القرآني والنبوي في وصف بعض مشاهد الساعة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي العين فليقرأ ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾، و﴿إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ﴾، و﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾” (رواه أحمد).
يقول ربنا سبحانه وتعالى: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾(التكوير:1). الشمس نجم عادي متوسط الحجم، يبعد عن الأرض مسافة تقدّر بحوالي 150 مليون كيلومتر في المتوسط. ونتيجة لهذا البعد الهائل نراها من سطح الأرض مكورة وهي في الحقيقة ليست مكورة، لاندفاع ألسنة طويلة من الطاقة من على سطحها، لأنها على هيئة فرن نووي عملاق، يتم بداخله عملية الاندماج النووي بين نوى ذرات الهيدروجين منتجة نوى ذرات الهيليوم. وتنطلق الطاقة التي ترفع درجة حرارة قلب الشمس إلى 15 مليون درجة مطلقة. و”الهالة الشمسية” (Corona) قد تمتد إلى أكثر من عشر مرات قدر نصف قطر الشمس، ويصاحبه العديد من الظواهر على سطح الشمس التي منها:
1- ظاهرة الوهج أو الومض الشمسي (Solar Flares): وهي ظاهرة تصحب تكوّن البقع الشمسية، ويصاحبها انبعاث كمية هائلة من الطاقة المستمدة من المجال المغناطيسي المحيط بالبقع الشمسية، وهناك انفجارات في مدى واسع من المجالات الراديوية، وهناك ومضات خلال الهالة الشمسية بسرعة قد تتراوح بين 1000 كم/ث-100,000 كم/ث، وهي ومضات من النوع الانفجاري، وقد يصل ذلك إلى حدود العاصفة التي تمكث طويلاً.
2- ظاهرة الشطوط الشمسية (Solar Plagues): وهي تشكيلات لامعة من النشاط الشمسي على هيئة ألسنة اللهب، مندفعة من حافة قرص الشمس، وعادة ما تقترن بالبقع الشمسية وقد تبقى لعدة أسابيع.
وذلك فإن الشمس حاليًّا ليست كرة كاملة الاستدارة نتيجة لهذا النشاط، وأن تكورها بانسحاب ألسنة اللهب إلى داخلها هو إشارة إلى بداية ضعف النشاط النووي في داخلها. وفي ذلك إشارة إلى بدء انهدام النظام الكوني أي بداية “الساعة”.
3- ظاهرة الرياح الشمسية ( Solar Winds): وهي عبارة عن جسيمات كونية مستمرة الاندفاع من الشمس بسرعات كبيرة تصل إلى خارج حدود بلوتو على هيئة نفاثات متواترة عالية السرعة قد تصل إلى 1000 كم/ث. وفي ذلك قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: “الشمس والقمر يكوران يوم القيامة” (رواه البخاري).
4- ﴿وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ﴾(التكوير:2): لمعان الشمس هو مقياس لإشعاعه، ويعرف من ذلك اللمعان الحقيقي “المطلق”، واللمعان الظاهري، والأخير هو مقياس لشدة ما يصل إلى الأرض من إشعاع النجم. والنجوم تتفاوت في درجات لمعانها (Brightness)، وذلك لتباين النجوم في كل من قوة إشعاعها وبعدها عن الأرض. وعن طريق معرفة درجة لمعان النجم يمكننا معرفة الأبعاد الأخرى له، من مثل طول قطره وبعده عنا. ويسمى اللمعان الظاهري باسم “قدر النجم”، وتتغير شدة لمعان النجم. وعند احتضار النجم يبدأ في الانكدار، أي فقدان قدر كبير من درجة لمعانه. ومن هنا كانت الإشارة في هذه الآية الكريمة إلى أن انكدار النجوم، هي من علامات الساعة ومضةً معجزة، لأن هذه الحقيقة لم تدرك إلا في أواخر القرن العشرين.
والأقدار النجمية (Stellar Magnitude) هو مقياس عددي يعبر عن درجة لمعان النجوم، وهو مقياس لوغاريتمي ينبني على أن النجوم الألمع يعبَّر عن درجة لمعانها بأرقام أقل. واستضاء النجم (Stellar Luminosity) هي إنتاجه من الطاقة في الثانية الواحدة إما بوحدات السعر الحراري أو الوات الكهربائي أو بوحدات استضاءة الشمس.
5- ﴿فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ﴾(المرسلات:9). في سنة 1971 للميلاد اكتشف علماء الفلك أن بعض النجوم العادية تصدر وابلاً من الأشعة السينية، ولم يجدوا تفسيراً علميًّا لذلك إلا وقوعها تحت تأثير أجرام سماوية غير مرئية ذات كثافات خارقة للعادة، ومجالات جاذبية عالية الشدة، وذلك لأن النجوم العادية ليس في مقدورها إصدار الأشعة السينية من ذاتها. وقد سميت تلك النجوم الخفية باسم “الثقوب السود” (Black Holes) لقدرتها الفائقة على ابتلاع كل ما تمر به، أو يدخل في نطاق جاذبيتها من مختلف صور المادة والطاقة. وقد سماها القرآن باسم ﴿الْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾(التكوير:15-16)، واعتبرها الفلكيون مرحلة الشيخوخة في حياة النجوم العملاقة، وهي مرحلة طمس حقيقية تسبق انفجارها وتحولها إلى دخان السماء، ولذلك اتخذها القرآن الكريم علامة على الساعة، فقال سبحانه وتعالى: ﴿فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ﴾.
6- ﴿وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ﴾(المرسلات:9). السماء الدنيا متينة البنيان، شديدة الترابط، ترتبط أجرامها كلها بخطوط الجاذبية، والتي إذا انهارت تفككت تلك الروابط فتحدث الفرج في السماء قبل انهيارها على ذاتها بالكامل.
7- ﴿وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ﴾(المرسلات:10). تترابط اللبنات الأولية للمادة في داخل الذرات بواسطة قوتين نوويتين: هما القوة النووية الشديدة، والقوة النووية الضعيفة. وتترابط الذرات في داخل جزيئات المادة بالقوة الكهربائية/المغناطيسية. فإذا زالت تلك القوى، نرى صخور الجبال تتطاير في الهواء كالعهن المنفوش، وهذا هو وصف نسفها، ولذلك جاء في سورة التكوير قول ربنا سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ﴾(التكوير:3).
8- ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾(التكوير:6). تقوم محيطات الأرض كلها اليوم وأعداد من بحارها على خسوف أرضية عميقة تصل أعماقها إلى 65 كم، فتخترق الغلاف الصخري لقاع المحيط أو البحر لتصل إلى نطاق يسميه العلماء باسم “نطاق الضعف الأرضي”، توجد فيه الصخور في حالة منصهرة فتندفع بملايين الأطنان لتسجر قيعانها بصهارة تزيد درجة حرارتها عن ألف درجة مئوية. وإذا كان ذلك يحدث في الدنيا فالله سبحانه وتعالى قادر على مضاعفة هذا النشاط البركاني فوق قيعان المحيطات والبحار، حتى يرى هذا النشاط فوق مستوى سطح الماء.
9- ﴿وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ﴾(القيامة:9). بقياسات دقيقة بواسطة أشعة الليزر، ثبت أن القمر يتباعد عن الأرض بمعدل 3-4 سم سنوياً، وباستمرار هذا التباعد يمكن للشمس أن تبتلع القمر فتجمع مادتيهما في جرم واحد. والحدث سيتم في الآخرة بأمر من الله سبحانه وتعالى وليس بهذه السنة. ولكن من رحمته بنا أبقى ربنا سبحانه وتعالى لنا ظاهرةَ تباعُد القمر عن الأرض، حتى نفهم إمكانية حدوث ذلك في وقت تهدُّم النظام الكوني، أي في وقت الساعة.
10- ﴿فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ﴾(الرحمن:37). من مراحل احتضار النجوم ما يعرف باسم “السدم الكوكبية” التي تظهر في المنظار على هيئة وردة حمراء مدهنة، تتكون من طبقات غازية متوهجة ومتمددة بسرعات تتراوح يبن 10-15 كم/ث في المتوسط، وإن وصلت أحياناً إلى 1000 كم/ث، وفي درجات حرارة تصل إلى أكثر من مائة ألف درجة مطلقة حول النجم الذي تكدس على ذاته في داخل جسم السديم.
11- ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ﴾(الانفطار:1). الانفطار هو الانشقاق والتصدع والانفراج الذي يحدث نتيجة لانفصام عرى الجاذبية العظمى التي تربط كل شيء في السماء الدنيا بأمر من الله سبحانه وتعالى القائل: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾(الانشقاق:1). والقائل: ﴿وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ﴾(المرسلات:9)، والقائل:
﴿وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا﴾(النبأ:19).
12- ﴿وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ﴾(الانفطار:2). تنقسم كواكب المجموعة الشمسية إلى كواكب صخرية هي: عطارد، الزهرة، الأرض، المريخ، بلوتو، والكويكبات، وسيدنا؛ وكواكب غازية هي: المشتري، زحل، يورانوس، ونبتون. وكل من الصنفين ينتهي أجله بالانفجار والانتثار. وهنا تتضح ومضة الإعجاز العلمي في التمييز بين نهاية النجوم بالانكدار ثم الطمس ثم الانفجار للعودة إلى دخان السماء.
13- ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ﴾(الأنبياء:104). في مطلع القرن العشرين ثبت لعلماء الفلك، أن المجرات من حولنا تتراجع متباعدة عنا وعن بعضها البعض، بسرعات تتراوح بين 60.000-272.000 كم/ث. وقالوا إنه إذا عدنا بهذا التوسع إلى الوراء مع الزمن، فلابد من تكدس الكون على ذاته في نقطة متناهية الضآلة في الحجم تكاد تقترب من الصفر، انفجرت فتحولت إلى سحابة من الدخان خلقت منها الأرض وباقي أجرام السماء، وسموا هذه النظرية باسم نظرية “الانفجار العظيم” (The Big Bang). وسبق القرآن الكريم بذكرها تحت مسمى “فتق الرتق”. والانخفاض الشديد في درجة حرارة الكون من ملايين الدرجات عند فتق الرتق إلى 3 درجات مطلقة الآن، يشير إلى تناقص القوى الدافعة لتوسع الكون، مما يحتم توقفها في أية لحظة من المستقبل. وحينئذ تبدأ قوى الجاذبية في تكديس الكون على ذاته، حتى يعود إلى سيرته الأولى، وسموا ذلك باسم “نظرية الانسحاق الشديد” (The Big Crunch). وقد سبق القرآن الكريم بأكثر من 1400 سنة في الإشارة إلى طي السماء وإعادتها سيرتها الأولى قبل فتق الرتق، وهذا من أوضح المعجزات العلمية في كتاب الله، ومن أعظم أوصاف الساعة.
14- ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾(إبراهيم:48). هذه الآية الكريمة هي الفارقة بين أحداث الساعة والدار الآخرة، لأنها تحدد أن البعث (القيامة) سوف يتم من أرض غير أرضنا الحالية، وتحت سماوات غير السماوات المحيطة بنا في دار الدنيا. ولكن من طلاقة القدرة الإلهية أن الأرض الجديدة سوف تحتوي كل ذرات أرضنا الحالية التي تحمل بقايانا بعد الموت، والتي سوف نُبعث منها كما فصل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عجب الذنب. وهذه الآية الكريمة من أمور الغيب الذي لا تستطيع المعارف المكتسبة أن تقول فيه شيئاً. ولكن من المنطقي أن الكون بعد طيه على ذاته على هيئة الرتق الأول، لابد وأن يعاود الفتق والتحول إلى سحابة من الدخان، يُخلق منها أرض غير أرضنا، وسماوات غير السماوات المحيطة بنا كما فَصلت هذه الآية الكريمة.
ملخص
تستخدم التعبيرات القرآنية الثلاثة: “الساعة”، “القيامة”، و”الآخرة” كمرادفات لأمر واحد.
و”الساعة” هي آخر الوقت من الحياة الدنيا الذي يبدأ به “انهدام الكون”، وعلى ذلك فإنه من الممكن تفسير كل الأحداث المرافقة لها باستخدام المعارف المكتسبة.
أما تعبير “القيامة” أو “يوم القيامة” فيقصد به “يوم البعث من القبور”. والقرآن الكريم يؤكد على أن ذلك سيتم من أرض جديدة وتحت سماوات جديدة، يَستبدل ربنا سبحانه وتعالى بهما أرضنا الحالية، والسماواتِ المحيطة بنا اليوم في دار الدنيا الفانية. ومن طلاقة القدرة الإلهية، أن الأرض الجديدة ستحوي كل مكونات أرضنا الحالية التي سوف نبعث منها. ويعتبر يوم البعث فاصلاً حقيقيًّا بين كل من “الساعة” و”الدار الآخرة” التي سيتم فيها الحشر والحساب والجزاء بالخلود، إما في الجنة أبداً أو في النار أبداً.
ومن أعظم المعجزات العلمية في كتاب الله سبحانه وتعالى، وفي سنة خاتم أنبيائه ورسله -صلى الله عليه وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين- وصفُ مشاهد الساعة التي لم يسبق أنْ تعامل معها علميًّا أيُّ من المفسرين أو المشتغلين بالإعجاز العلمي.
وهذه المشاهد للساعة التي جاءت في عشرات الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، تؤكد على صدق القرآن الكريم وسبقه في كل إشارة علمية جاء بها، وصدق النبي الخاتم الذي تلقاه في كل كلمة نطق بها.