لو تسمّم أحدنا أو أصابه مرض فماذا يفعل يا ترى؟ يذهب إلى الطبيب طبعًا.. ولكن هل فكّرتَ يومًا -وأنت تشاهد الحيوانات في الطبيعة- كيف تعالج الحيوانات نفسها وتقيها من الأمراض؟
نعم، إن الحيوانات تعرف كيف تعالج أمراضها أو جروحها أو كسورها بطريقة تشبه الطرق التي نلجأ إليها نحن البشر، أي إنها تتمتع بعلم كامل في معالجة أمراضها ودون الحصول على أية دورة تدريبية أو تعليمية وإن كانت دون الإنسان في عقلها وإدراكها. وإليك بعض الأمثلة…
هناك بعض الحيوانات -كالظبية والغزلان- تتمدد على الأتربة الغنية بالطحالب عند إصابتها كي يلتحم جرحها ويندمل عالمة باحتواء الطحالب على مواد غنية بالمضادات الحيوية.
وتلجأ أخرى إلى الاستحمام للوقاية من الطفيليات والأمراض؛ فمن عادة الذئاب -مثلاً- الاستحمام بالمياه الكبريتيه الدافئة إذا ما توفرت.
وإذا ما أصيبت الشمبانزي بجروح، بادرت إلى إيقاف النزيف بوضع يدها على الجرح وتغطيتها بورق الحشائش والأشجار.
وتقوم الدّببة بنبش الأرض لإخراج جذور نبات السرخس حال إصابتها بإسهال أو سوء هضم، وقد أثبت الباحثون أن هذه النبتة تفيد في علاج كثير من الأمراض كالصداع والروماتيزم ونزلات البرد…
هذا وقد شوهدت الذئاب أو الكلاب أو القطط وهي تمضغ الترياق -وهو اللوف العطري أو لوف الثعبان- إذا تعرضت إلى لدغة حية أو ثعبان… وغير هذا من الأمثلة كثير…
فما أعظم القدرة التي ألهمت هذه الحيوانات لتهتدي إلى طريقها! وما أجمل الكريم الذي منّ على مخلوقاته بهذه النعم الخارقة! وما أرحم الطبيب الذي وصف لمخلوقاته هذه الوصفات الطبية لتستخدمها في شفائها!