هل شبكة الإنترنت ضرورية للطفل أم هي حاجية أو تحسينية؟ وإذا تبين ضررها فبماذا نعوّضها؟ وكيف يمكننا أن نكوّن أجيالاً لها صلة بعالم المعرفة؟ وإذا كانت الشبكة محظورة على الأطفال إلى حين يكبرون، ففي أي سن تتوقف عملية الطفولة؟ وهل يمكن للإنترنت أن يعوّض دور الآباء والمربين في التعليم والتلقين والتربية والتوجيه؟ وإذا عُوِّضت هل يمكنها أن تمنحهم عنصر المحبة والعطف والحنان؟..
ويقابلك الأطفال بسيل من الأسئلة، التي تدل على أن معركة أخرى يعيشها الأطفال مع أنفسهم ومع آبائهم سببها الأول الإنترنت، يتساءلون عن هذه الحراسة المشددة في حقهم: لماذا؟ ولماذا يحرمون من التعامل مع شبكة الإنترنت ويتعاطاها الكبار؟ لماذا هذا الموقع حرام على الصغار، حلال على الكبار؟
تبدو هذه الأسئلة كلها مشروعة، ومثلما أن الكبار يكدّون ويجتهدون في تحصيل الأجوبة لإقناع أنفسهم، فعليهم في الوقت نفسه إقناع أبنائهم بأجوبة معقولة وحقيقية، وفضاء البيت يمكنه أن يتسع -على ضيقه- لندوة عائلية يشارك فيها بعض المهتمين، يكون موضوعها “أطفال البيت والأجهزة الإلكترونية الموجودة فيه، بما فيها الشبكة العنكبوتية”.
نظريات ونسبية الأحكام
تختلف النظريات حول طريقة تعامل الأطفال إلى ثلاثة اتجاهات:
الأول: يرى أن تعامل الأطفال مع الشبكة يجب أن يكون مفتوحًا ولا يتقيد في ذلك بسنّ معين، لأنه لا وجود لسن قانوني أو أخلاقي أو ديني يمنع الطفل أو يحد من إقباله على الشبكة.
الثاني: يطالب بتحديد سنّ معين لذلك، ووضع حد زمني صارم لتعامل الطفل مع الشبكة حتى لا يكون على حساب واجباته المدرسية، وعلى حساب صحته وتربيته. ويتم كل ذلك تحت مراقبة الآباء.
الثالث: يذهب إلى حد منع الطفل مطلقًا من التعامل مع شبكة الإنترنت، وهو توجُّه يمارس أسلوبين كلاهما مرٌّ؛ الأول يتمثل في إبعاد الطفل ومحاولة شحن دماغه بسلبيات الإنترنت، والثاني يتمثل في إبعاد الإنترنت عنه، والمبرر في ذلك هو الأخذ بالقاعدة الأصولية “سد الذريعة”، غير أنه إن استهدى إلى غلقها فيما لا ينفع، فإنه سدها فيما ينفع.
تقع بين أيدينا دراسات علمية حول هذا الموضوع، غير أن هذه العينات تنتمي إلى غير بيئتنا، فتطبق الدراسة على أطفال من بلجيكا أو فرنسا أو أمريكا، ثم تؤخذ نتائجها ويزج بها في ثقافة عالمنا الإسلامي. والواقع أن مثل هذه الأبحاث يسترشد بها، ويجب -في المقابل- أن نقيم دراسات علمية محلية تعنى بشؤون أطفالنا في العالم الإسلامي، وهي وضعية مختلفة عن وضعيته في الغرب. ثم إن وضعية الطفل في جهة من العالم الإسلامي ليست نفسها في جهة أخرى؛ فالعينات التي تختار للدراسة، يجب أن تكون من المجتمع المراد تطبيق الدراسة عليه، ثم يجب أن تمثل كل شرائح المجتمع.
تبقى نسبية الأحكام في هذا الموضوع مطروحة، فحالات الأطفال مع الإنترنت تختلف من طفل لآخر، ومن أسرة لأخرى، لذلك يتوجب النظر في كل حالة على حدة:
• هناك حالات يؤثر عليها الإنترنت صحيًّا وأخرى لا يؤثر عليها.
• هناك حالات تبدو أكثر نجاعة وأكثر اجتهادًا ومردودية حين تتعامل مع الشبكة، وهي بخلاف الحالات التي يزيدها التعامل تكاسلا وتقهقرًا.
• حالات يسبب لها الإنترنت مشكلا أخلاقيًّا وعائليًّا، وأخرى هي تحت السيطرة والتوجيه.
الإنترنت والتأثيرات سلبًا وإيجابًا
يمكن الجزم بأن نظرة مجمل الأطفال إلى الإنترنت إيجابية للأسباب الآتية:
• العالم كله أمامه من دون حدود ولا قيود.
• يحاور أطفالاً من مختلف الأجناس والأعمار ذكورًا وإناثًا.
• إرسال رسائل سريعة وتلقي أجوبة سريعة أيضًا.
• سيادة طابع التكتم والسرية في التعامل.
• السماع إلى كل اللغات والأصوات بما فيها الموسيقى والألحان.
• التسلية بألعاب وأفلام وقصص كثيرة من مختلف الأنواع.
• الاعتماد على الذات في الإقبال على الإنترنت وعالمه.
• الاستعانة به في الدروس والفروض المنزلية.
هكذا يرى الأطفال أن الإنترنت ضروري في حياتهم حتى صرّح بعضهم بأنهم لا يمكنهم العيش بدونه. أما الكبار فلا يرون غضاضة من تلبية حاجات أولادهم، وإذا توجهتَ إليهم بالسؤال عن دافعهم لإدخال الإنترنت إلى البيت حصلت على ما يلي:
أ- إرضاء الأطفال ومجتمع البيت، فأمام الإلحاح والطلبات يسعى الآباء إلى الاقتناء.
بـ- ولوج عالم المعرفة وهي فرصة يمنحها الإنترنت.
جـ- طابع المنافسة الجارية بين الأسر والعوائل والجيران. والكلام عن الإنترنت أصبح يشكل ثقافة من النوع الضاغط.
وأثبتت الدراسات الاجتماعية أن الأطفال يتعاملون مع التكنولوجيا الحديثة أكثر من آبائهم، غير أن هناك من حرموا أبناءهم من الإنترنت وقد فعلوا ذلك تحت تخوفات كثيرة، منها أنه وسيلة حربٍ ابتكرها الغرب لتدمير المجتمع الإسلامي، أو أن استخدامه يأتي على حساب التحصيل الدراسي للطفل.
كل هذه تخوفات يجب أن تُعقْلن، وليس بالمنع وحده يمكن المحافظة على الطفل والبيت، المحافظة يجب أن تكون بالوقاية والمصاحبة والمراقبة والتوجيه والتربية، ثم بتحديد الداء المتولد عن التعامل مع الشبكة، وبحثه ودراسته بمعزل مثل: الإنترنت والجنس، الإنترنت والعنف، الإنترنت والإدمان وضياع الوقت، الإنترنت والتمرد على الآباء والأسرة والمجتمع… نحاول في هذا المقال أن نلقي الضوء على بعض القضايا:
1- حول قضية الإدمان: يكثر الطفل منذ المراحل الأولى في حياته من الجلوس أمام التلفاز لمشاهدة الرسوم المتحركة، فبقدر ما يدمن على مشاهدة التلفاز فهو يدمن على الإنترنت. وظاهرة الإدمان نفسها تشكل ظاهرة مرضية، وما هو في الواقع يفوق بكثير مما هو في الشبكة، فليست كل الألعاب ولا كل مظاهر الانحراف التي يشكو منها الآباء موجودة في الشبكة. ومن هنا فقبل أن نتساءل عن علاقة الطفل بالشبكة، نتساءل عن علاقته بالواقع أولاً، غير أن البعض لا يميل إلى هذا الطرح لأن المعوقات التي يفرضها الواقع على تحرك الطفل لا توجد في الشبكة.
يميل كثير من الباحثين إلى مناقشة قضية الإدمان من دون التعرض إلى أسبابه. والتعرض إلى الأسباب يتطلب استخلاصها مما يقدمه الأطفال أنفسهم حين نتوجه إليهم بالسؤال التالي: لماذا تدمن التعامل مع شبكة الإنترنت؟ ويقر الكثير منهم أنهم دفعوا إليه قهرًا، لأن الإنترنت -في غيرالوقت الضروري- يعوض نواقص كثيرة، منها:
• الفراغ العاطفي؛ فالطفل لا يجد الأبوين بجانبه كثيرًا، فكأنهما عوضاه ذلك بشبكة الإنترنت والأجهزة الإلكترونية الحديثة.
• المشاكل الأسرية التي تحدث في وسط البيت، لا يملك الطفل إزاءها إلا الانزواء في عالم الشبكة لاعبًا ومتسليًا.
• المشاكل الصحية والنفسية؛ فكثير من الأطفال لا تسعفهم ظروفهم الصحية في الانخراط مع زملائهم في اللعب والجري في الهواء الطلق فيعوضون ذلك بعالم الإنترنت.
2- الشبكة والوقت: لا شك أن التعامل مع شبكة الإنترنت يمتص الوقت كله، إلى درجة أن الإحساس بالوقت ينعدم لدى الطفل، فلا يدري متى انتهت الساعة الأولى ودخلت الثانية، بل لا يدري في بعض الأحيان متى انتهى النهار ودخل في الليل، وساعة حصة الرياضيات تصبح أثقل عليه من أربع ساعات أمام الإنترنت. ومع نسبية الزمان يذوب وقت الطفل ويموت تمامًا كما قتل الكبير وقته في لعب الشطرنج أو مجالسة أصدقائه في المقاهي.
3- الإنترنت والمشاهد الإباحية: في الطفل حواس موجودة فيه بالفطرة، وتفعل فعلها فيه بسعيها نحو القيام بما لأجله وجدت، فالعين يجب أن ترى، والأذن يجب أن تسمع، واليد يجب أن تلمس، والرجل يجب أن تمشي وهكذا… فلا مجال للشك إذن، في أن وعي الأطفال يتشكل من المشاهد والرؤى والمسموعات والملموسات…
صحيح أن شبكة الإنترنت وإن كانت من ابتكار العقل الغربي، فإن الإقبال عليها متاح للجميع بكل المقاييس. لكن الملاحظ أن حضور إبداعات المسلمين فيه بالإنجاز والابتكار، ضعيف جدًّا أمام إنجازات العقل الغربي في مختلف الميادين. ومن هذا المنطلق، فإن الكثير من هذه الإنجازات لا يتلاءم مع وضعية الطفل المسلم ومع أخلاقه ومدخرات قيمه، مما يدفع البعض إلى توجيه أصابع الاتهام إلى الشبكة واعتبارها أداة تدمير لأذواق وأحاسيس ومشاعر الطفولة البريئة.
إن أخطر شيء؛ هو أن يترك الكبارُ الصغارَ يتوجهون بمفردهم إلى المسلسلات والأفلام التي توقع الطفل فريسة شهوات مدمرة مثل شهوة الجنس وشهوة العنف.
4- الإنترنت والمعرفة: تؤكد مجمل الدراسات على إيجابية التعامل مع شبكة الإنترنت من الناحية المعرفية، لكن الأهم هو تحديد مفهوم المعرفة المراد جنيها والتي تخص الطفل.
توفر الشبكة كمية هائلة من المعلومات، وهذا وإن كان إيجابيًّا من وجه، فهو مزعج بالنسبة للاستعدادات العقلية للأطفال… فعقل الطفل لا يمكنه أن يستوعب هذا الكم الهائل من المعلومات. ومعلوم تربويًّا أن تحديد سنّ التمدرس مع انتقال الطفل من مستوى إلى آخر، هو بحسب القدرات العقلية والمعلومات التي تليق بذلك المستوى. لذلك مال بعض الباحثين إلى الكلام عن المراحل العمرية للطفل، حين يكون له استعداد للتعامل مع الشبكة ومع المعلومات المتدفقة، ثم هل يستقيم تعليميًّا وتربويًّا أن نجعل من معلومات الشبكة بديلاً للمعلومات العلمية والمعرفية التي يأخذها في المدرسة؟ أو أن يأخذ حريته كاملة في التعامل مع هاته وتلك؟
أبعاد الهجمات على الأطفال
لا أحد ينكر أن هناك أبعادًا لهذه الهجمة الشرسة على أطفالنا في عالم اليوم، نحاول أن نحدد بعضها فيما يلي:
البعد الاقتصادي: فمجمل الأفلام والمسلسلات هي للتسويق والربح، لا يهمها المحتوى مما يشكل ضررًا على الأطفال. وقد انخرط الآباء في هذه المضاربة حين داوموا على إرضاء رغبات أولادهم دون النظر في أبعاد هذه الآفة.
البعد السياسي: حيث تسيطر نماذج فكرية معينة وشخصيات وطقوس، بها مضامين غير بريئة تضعف من شخصية الطفل وتراثه ودينه، ناهيك أن البعض منها لا يخفي عداوته للخصوصية الإسلامية.
البعد الحضاري والثقافي: حيث تطل الحضارة الغربية ببريق مدنيتها لتدغدغ أحلام طفولتنا البريئة، وتمارس ضربًا من التربية غير المباشرة للطفل وهو بين أحضان والديه.
البعد الديني: حيث تأخذ بعض الأفلام والألعاب والمسرحيات والقصص الموجهة للأطفال بُعدًا دينيًّا، فهي توجه الأطفال نحو المسيحية أو اللائكية، وحتى الإلحاد والزندقة.
وما ذكرناه في هذا البُعد، لا يهم طفلنا في العالم الإسلامي وحده، بل يهم كل أطفال العالم. فلابد من احترام خصوصية الطفل أينما كان.
التربية ودورها في مكافحة الظاهرة
حينما يثار الإشكال لا نحدد مَن المسؤول، إما أن نقول إنها مسؤولية الشبكة فهي وحدها تتحمل الوزر والتبعات، أو نقول إنها مسؤولية الطفل بفعل رغباته وارتباطه المدمن بالشبكة، والبعض يقول إنها مسؤولية الجميع دون أن يكون هو المبادر وهكذا… والواقع إنها قضية تربوية بالأساس.
ويحصر البعض التربية في الاعتناء بالطفل من جهة الأكل والشرب واللباس والتداوي والتمدرس ومجمل الحاجيات المادية فقط، لكن المفهوم الصحيح للتربية يبقى ناقصًا ما لم نأخذ بعين الاعتبار المحيط العام للطفل، ومنه الشارع والمدرسة وعالم الإنترنت.
التربية هي أساس التوجيه والتقويم والتهذيب والتكوين، وباختصار هي أساس “التنمية البشرية”.
إذا كانت التربية بهذه المواصفات الإيجابية، كيف نساهم بها في حل هذه المعضلة؟
الكبار مكون أساس في المعادلة، والمبرر في ذلك ما يلي
أ- الشبكة هي آلة، تستخدمها ما شئت وتتركها ما شئت، الإنسان هو الذي يتحكم فيها.
بـ- الطفل هو إنسان صغير ليس مسؤولاً عن نفسه، إنه رهن التكوين والتشكل بفعل التربية. وفي الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة وأخرجه البخاري: “ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه”.
من هذا المنطلق نحدد ما يجب القيام به تربويًّا لمعالجة هذه الظاهرة فيما يلي:
التربية بالقدوة: لا يميل كثير من الآباء إلى الاعتراف بتقصيرهم تجاه الطفل -من هذا الجانب- حين يحمّلون الدولة أو الشارع أو المجتمع المسؤولية عن هذا الموضوع، وإذا كانت المسؤولية الأولى ترجع للآباء فهي ترجع إليهم من جهة الأسوة والقدوة. والسؤال المطروح هنا: كيف يتعامل الكبار مع الشبكة؟
مراعاة المقاصد والأهداف: يربى الطفل لأهداف ومقاصد معينة، من هنا فإن الإقبال على الإنترنت لا يجب أن يكون لمجرد الإقبال، إلا إذا كان دروسًا تطبيقية تلقن الطفل مبادئ التعامل مع الإنترنت، وهي خطوة أولى نحو توظيف شبكة الإنترنت في تنمية المدارك الروحية والتربوية والعلمية والمعرفية للطفل.
المراقبة العامة: مراقبة الأطفال جزء من العملية التربوية التي تقتضي متابعة الطفل زمانًا ومكانًا وموضوعًا، وهو ما يطلق عليه “التربية العامة”.
نعني بـ”الزمان” متابعته في كل أطوار نموه، وعبر الأدوار التي يقطعها في حياته، لأن الانحراف لا سنّ له.
نعني بـ”المكان” متابعته في كل الأمكنة التي يسلكها، مثلما يجب توجيهه إلى المكان المناسب يجب تحذيره من المكان غير المناسب.
ونعني بـ”الموضوع” إثارة الموضوعات الضرورية في حياته ليهتم بها ويدركها، مثل المحافظة على علمه ودينه وصحته مع ضبط علاقته مع الله والإنسان والمحيط.
الحصانة الذاتية: التربية العامة من شأنها أن توصل إلى نوع مهم في التربية: الحصانة الذاتية.
صحيح أن مصاحبة الأطفال ومراقبتهم يجب أن تكون دائمة ومسترسلة، لكن هذا يتعذر على البعض؛ إذ لا يمكنهم مصاحبة أبنائهم أينما حلوا وارتحلوا، وهذا النوع من التربية يجعل الطفل يراقب نفسه بنفسه، ويسعى جاهدًا إلى مراقبة نفسه وتوجيهها، حتى إذا رأى شيئًا غير مُرْضٍ عرضه على آبائه ومربيه. فعلى الآباء والمربين أن يمارسوا أسلوب التصفية -لا الحرمان- فيحرمون الطفل من مشاهدة التلفزيون والسينما والمسرح أو شبكة الإنترنت، وهذا أسلوب مدمر لرغبات الطفل. فإذا خيف على الطفل من التعامل مع هذه الوسائل -وهو صغير- أصبح مدمنًا عليها وهو كبير، وقد ينحرف في كبر سنّه، فكأنه يحاول تعويض ما فاته في الصغر.
إن أسلوب التصفية والغربلة يكتسب عند الطفل بفعل التوجيه، وهذا يتطلب من المربي أن يشارك الطفل في تصفح المواقع ومشاهدة مواضيعها، حتى إذا كان فيها ما لا يسر أعرض عنه وأصدر حكمًا عليه، وهذا من شأنه أن يزرع في الطفل الثقة في النفس في الحكم على القضايا.
وبخصوص الأفلام الكارتونية التي يكثر أطفالنا من مشاهدتها، يجب بث الوعي لديهم على أنها ليست حقيقة، وكذلك السينما هي مجرد تصوير يتم بصنعة تقنية فائقة… حتى لا يختلط لديه الخيال بالواقع، وأن كل هذا -وإن تناول قضايا واقعية وعالج مسائل اجتماعية- فهو لأجل الترفيه فلا يأخذ منا كل الوقت والجهد. ثم يجب بث الوعي لديه أن وراء كل هذا أرباحًا اقتصادية مثل الإشهار. بهذا يكون الطفل حاكمًا على كل المشاهد عوض أن يكون كتلة مستلبة.
مقترحات وبدائل
شبكة الإنترنت جزء من المعلوميات الحديثة التي يجب على الأبناء أن يلجوها، لأن الجهل بها هو ضرب من الأمية؛ تلك التي يطلقون عليها “الأمية الرقمية”، لكن التعامل مع الشبكة يجب أن يكون مصحوبًا بالمراقبة من قبل الآباء والمربين، مراقبة مصحوبة بالتعليم والتوجيه.
المهمة التربوية بفعل المراقبة العلمية المستمرة تكسب الطفل حصانة ذاتية تمكنه من مراقبة نفسه بنفسه.
لا يكون التعامل مع الإنترنت بلا هدف ولا مقصد، يجب استخدامه فيما ينفع واستغلاله في الواجبات، أما الترفيه فخارج أوقات الدراسة.
رصد الحالات التي يؤثر فيها الإنترنت سلبًا على الأطفال، ومحاولة تجنبها أو التخفيف من آثارها.
إثارة الكلام فيها من قبل الآباء والمربين، وتخصيص ملتقيات وحوارات خاصة لمعالجة الموضوع مع استقدام خبراء واختصاصيين في الموضع.
إقامة دورات تكوينية ولقاءات لتوعية الأطفال حول طرق التعامل مع شبكة الإنترنت.
المشرفون على التوجيه والتعليم، يجب أن يكونوا على تكوين علمي وتقني وتربوي جيد ولا سيما في محلات “Cyber” التي يشرف عليها أناس غير مؤهلين للتربية والتوجيه.