تقوم حيوانات “الغُرَير” بحفر أنفاق فريدة من نوعها، حيث تبني الأنفاق القوية التي لا تتأثر بالزلازل أو الهزات الأرضية ولا تعرف الانهيار أبدًا..
لقد مُنح الغُرَير قدرةً خارقة على حفر أقسى أنواع التربة بمخالبه الحادة، ومهارةً عجيبة في تخطيط الأنفاق وبنائها، إذ يستهل عمله باختبار التربة ومدى صلاحيتها لشق الأنفاق، ثم يبدأ بعملية الحفر… يقوم بحفر العديد من الغرف داخل هذه الأنفاق للمعيشة، ويجعل الأنفاق على شكل طبقات متعددة ثم يربطها بفتحات تمكنه من الخروج الآمن منها حالَ تعرضه للخطر، ليس هذا فحسب، بل يقوم بتوجيه فتحات الخروج هذه، صوب المنحدرات الجنوبية ليحمي الأنفاق من الرياح الشمالية وشر السيول المدمرة. إنه مهندس أتقن كل الحسابات الهندسية، حيث استطاع نقل الحرارة المناسبة إلى هذه الأنفاق عن طريق نوعية تربتها التي تتشكل من الرمال البالغة نسبتها 75% ومن التربة السطحية البالغة نسبتها 25%.
والملفت للنظر في كل هذه العمليات، هو كيفية طرح الأنقاض إلى خارج الأنفاق التي حفرها الغُرَير لأمتار طويلة في باطن الأرض.. إنه يستلقي على ظهره ويأتي غرير آخر ليرفع الأنقاض فوق بطن أخيه، فيمسكه من قدميه ويجره إلى الخارج.. تمامًا مثل عربة النقل اليدوية التي نستخدمها نحن البشر إبان عملية الإنشاءات.
هذا وقد يتميز الغرير بجسمه العريض الممتلئ، ومخالبه الطويلة الحادة، وسيقانه القصيرة القوية، ولونه الرمادي الذي يزينه خط طولي أبيض في مقدمة رأسه.. يبلغ طوله نحو 75 سم، ووزنه نحو 20 كغ. ولابد أيضًا أن نشد الانتباه إلى أن صغار الغُرَير -لا سيما الإناث منها- تلازم أُمَّاتها مدى الحياة وإن كبرت وأصبح لديها عائلات وصغار هي الأخرى.