سمك القرش.. تصميم عجيب

قرأت في إحدى الجرائد، أن إحدى شركات الطيران “تكسو طائراتها بجلد سمك القرش” وأن هذا الكساء متعدد الوظائف؛ يقلل الاحتكاك بالهواء ويزيد السرعة”(1).
تُرى ما السبب في اختيار سمك القرش لهذا الغرض؟!
أجرى العلماء دراسات معمّقة حول “سمك القرش” ليعرفوا السر الكامن وراء تحرّكه السريع في الماء، والسر في مقاومته له… فذهلوا بالتصميم العجيب المتكامل لهذا المخلوق… إذ وجدوا أن جسمه مكسو بقشورٍ صغيرةٍ قُرصيّةِ الشكل تؤدي إلى تقسية الجلد وإكسابه الجفاف على الدوام… ثم انتبهوا إلى أن هذا القرش الشبيه بالصاروخ، يملك ذيلاً هلاليَّ الشكل جزؤه الأعلى أطول من جزئه الأسفل… وانتبهوا كذلك إلى تمتع هذا المخلوق بزعانف جانبية تحفظ له التوازن خلال السير السريع.
هذه وغيرها من العوامل، تمدّ هذا المخلوق بالقوة الفائقة والسرعة التي تصل إلى 80 كلم في الساعة الواحدة.
كما أن سمك القرش كلما أسرع في السير كلما حصل على كمية أكبر من الأكسيجين؛ وذلك من خلال خياشيمه التي تمتص الأكسجين من فقاعات الماء الذي يمر من الشقوق الطويلة أو الأخاديد الدقيقة في جلده على جانبي رأسه… واكتشفوا كذلك أن سمك القرش، لا يملك كيس عوم هوائي -وهو كيس يساعد معظم الأسماك على البقاء في عمق معين دون غرق- إنما عُوّض بكبدٍ يمتلئ بالزيت، والزيت بطبيعته أخف من الماء، ولا شك أن هذا الأمر، يسهل عليه السباحة ويمكّنه -بالتالي- من البقاء في العمق الذي يريده. ولكن الملفت للنظر أن على هذا المخلوق، أن يسبح بشكل متواصل ليقي نفسه من فقدان التوازن ومن ثم من الغرق والهلاك.
وهل إكساء الطائرات برقائق صناعية، أو تصاميم سيارات الفورمولا 11 لتسير بسرعة تتجاوز سرعة السيارات الأخرى، إلا محاكاة للقرش ومحاكاة لتصميمه العجيب؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جريدة الشرق الأوسط، العدد: 12499، 5 ربيـع الثانـي 1434هـ-16 فبراير 20133م.