أ.د. خليل النحوي (موريتانيا):
إن الأستاذ محمد فتح الله كولن هو صورة أخرى من الصور التي تؤكد صدق النبوة.. الأستاذ محمد فتح الله كولن وارثٌ من ورثة النبي صلى الله عليه وسلم، تلك الوراثة العظيمة التي تتمثل في العلم والعمل. أعتقد أن الأستاذ محمد فتح الله كولن، حقق الله به جانبًا عظيمًا من هذا الوعد النبوي الصادق بأن يبعث الله لهذه الأمة وأن يجدد لها دينها على رأس كل مئة عام، ولعل المقصود هو من حين لآخر من فترة إلى أخرى، أن يبعث لهذه الأمة من يجدد لها دينها. والأستاذ محمد فتح الله كولن، قدّم درسًا عظيمًا في وراثة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الشيخ سلمان العودة (السعودية):
فتح الله كولن صاحب سلوك إيماني، وتصوف صافٍ بعيدًا عن الغلو والانحراف.. صاحب فقه واهتمام بالفقه، صاحب عناية بالحديث.. وهو أيضًا أديب وشاعر ومثقف وفيلسوف ومفكر وواعظ.. نحن أمام تجربة فريدة لا توجد في العالم العربي، ربما، ولا حتى في أكثر بلاد العالم.
أ.د. محمد عمارة (مصر):
لأن العقل في حضارتنا الإسلامية هو نور أودعه الله في القلب، ولأن العلامة الأستاذ فتح الله كولن هو ثمرة طيبة من ثمرات هذه الحضارة، فلقد جمع بين حكمة العقل وبصيرة القلب. ولأن القرآن الكريم هو الذي صاغ منهاجه في الفكر والحياة، فلقد صار كلمة طيبة أصلها ثابت وفروعها ممتدة في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن الله، ولأن الوحي القرآني قد قرن دائمًا بين الإيمان والعمل.. فإن كلمات هذا العالم الربّاني قد تجسّدت -به وبإخوانه الكرام- أبنية شاهقة، وحياة خصبة تزدهر بها كثير من بقاع هذا الكوكب الذي نعيش فيه.
أ.د. فريد الأنصاري رحمه الله (المغرب):
فتح الله كولن سيرةُ بكاء! لقبه الأسري: “كُولن”، ومعناه “الضحاك” باللسان التركي، وهذا من عجائب الأضداد، ومن غرائب الموافقات أيضًا! فهو بَكّاءُ الصالحين في هذا العصر، لكنه ما بكى إلا ليضحك الزمان الجديد، وليزهر الربيع في حدائق الأطفال. ما رأيتُ أحدًا أجرى دمعًا منه، ولا أكثر وَلَهًا.. وكأنما دموع التاريخ جميعًا تفجرت أنهارها من بين جفنيه!
أ.د. أحمد عبادي (المغرب):
لم يكن الأستاذ فتح الله كولن تكرارًا لنموذج معيّن، وإنما مقصده إطلاق النموذج القرآني في بناء الإنسان فردًا واجتماعًا. هو نموذج لحضارة مُعتَقَة من كل أنواع العبودية والرهق التي يعيشها الإنسان ولا يزال. تستشعر وأنت تتعامل مع كتابه “ونحن نبني حضارتنا”، أن هنالك أفقًا أُنُفًا لم يتم رصده من قبلُ. فأنت تشعر أن الأستاذ لا يتكلم عن العلوم الإسلامية باعتبارها أمرًا تم الفراغ منه وتم اكتماله، لكنه عكس ذلك يرى أنه بنيانٌ ينبغي أن يُستأنف لارتياد تلك الآفاق الأُنُف التي لم يتم ارتيادها من قبلُ.
أ.د. عبد الحميد مدكور (مصر):
من خصائص منهج كولن: التخلص من الثنائيات المتضادة التي وقع فيها مفكرون آخرون، كالقول بالتناقض بين الدين والعلم، أو بين الفكر والعمل، أو بين العقل والروح، أو بين الفلسفة والتصوف، وهكذا؛ بل إن كولن على عكس هؤلاء يعمل على مزج هذه الأمور التي تبدو عند غيره متضادة، وهو يستخلص من كل جانب منها ما يؤدي إلى التكامل مع الجانب الآخر.. فالثنائيات -في فكره- تتكامل ولا تتناقض.
د. عبد الله بن عبد العزيز المصلح (السعودية):
لقد ربّى محمد فتح الله كولن تلاميذه بالدموع قبل أن يربّيهم بالكلمات، ربّاهم بالإخلاص، فلماذا لا نفعل ذلك؟! فتح الله كولن كان يجتمع في دروسه الآلآف، ولمّا اجتمعوا ما طَلبَ منهم أنْ يكون مسؤولاً سياسيًّا ولا أن يكون ثريًّا اقتصاديًّا، حتى الزواج ما تزوج. وإنما بدأ بصناعة جيل من أمثال هؤلاء الإخوة، هؤلاء الشباب.. ربَّاهم.. حرِص عليهم.. نمَّا فيهم الإيمان. كأنِّي به وقد أخذ بمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أ.د. عبد المجيد بلعابد (المغرب):
فتح الله كولن رجل في أمة، ونحن في المشرق وفي المغرب في العالم الإسلامي كلنا فتح الله كولن. إنه وهب نفسه لله، وهب نفسه لهذه الأمة. لم يتزوج ولم يكن له أولاد، فحسبه أننا نحن أبناؤه وحاملو أفكاره.
أ.د. سليمان الدقور (الأردن):
الأستاذ فتح الله كولن، أعتقد أنه تحقيق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: يبعث الله على رأس كل مئة عام لهذه الأمة مَن يجدد لها أمر دينها.. التجديد الحقيقي الذي يقوده الأستاذ فتح الله كولن في الفكر والوعي والفهم والحركة في التكامل والشمول، نموذج ينبغي أن يتعرّف إليه العالم كلُّ العالم.
أ.د. عبد الحليم عويس رحمه الله (مصر):
عندما تدخل إلى عالم الداعية المربّي “فتح الله كولن”، ادخل إلى عالمه تلميذًا يريد أن يعرف الحق بالعلم والنور ويعمل به.. ولا تدخل إلى دنياه أستاذًا يريد أن يعلّم وينقد… والفرق شاسع بين المدخلين. عندما تدخل تلميذًا تكتشف الكثير.. بوجدانك كله.. تكتشف أنك تعيش الطبيعة العصرية لمنهج القرآن والنبوة.. لكأنك في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم مع أنك في القرن الحادي والعشرين للميلاد، الخامس عشرة للهجرة. وفي مجلسه تشعر بعبق الرسول الأعظم الخاتم سيد المرسلين وإمامهم صلى الله عليه وسلم، كما تشعر بالرائحة الزكية لصحابته رضوان الله عليهم أجمعين وكأنهم أنفسهم موجودون. اذهب إلى عالم الأستاذ -أو الواعظ- “كولن”، وأنت تتمثل منهج النبوة القديم والمعاصر. واعلم أنه يحقق المنهج نفسه.. فتعاملْ معه بقريب مما كان الصحابة يعاملون به المعلم الأعظم محمدًا صلى الله عليه وسلم بين يديه وفي مسجده، أو وهم يمشون معه عليه الصلاة والسلام في دروب المدينة وأسواقها. وهنا ستكون قد عرفت المفتاح الأساس العامّ من مفاتيح مدرسة كولن القرآنية النبوية الفكرية العملية.
أ.د. محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله (سوريا):
أنا رأيت الأستاذ فتح الله مرة واحدة، وفي هذا اللقاء ظهرت لي جوانب متميزة ونادرة في شخصيته: أولاً تواضعه الجمّ، والتواضع شأن العلماء. إن الإنسان كلما ازداد علمًا كلما ازداد تواضعًا كالشجرة التي كلما ازداد حملها ازدادت أغصانها دنوًّا على الأرض، فرأيت هذا في شخصه. الأستاذ فتح الله لا يستأنس إلا بالإسلام وعلومه. أنا أقول له أُهنّئك على هذا الذي أقامك الله عز وجل فيه، بل أهنئك على عظيم محبة الله عز وجل لك، ولولا هذه المحبة لما سيّرك في هذا الطريق، ولولا محبة الله سبحانه وتعالى لك، لما جعل جهودك مثمرة ترى آثارها في حياتك.. وأسأل الله عز وجل لك مزيدًا من التوفيق، وأسأل الله عز وجل لك العافية التامة حتى تزداد سيرًا في هذا الطريق الذي يُنعشك ويُطربك، والذي هو مظهر من مظاهر محبة الله عز وجل لك.
مولانا وحيد الدين خان (الهند):
في رحلتي الاستكشافية إلى تركيا، تعرفت على رجل النهضة، الأستاذ فتح الله كولن الذي أثّر في كثير من الناس، وتعرفت على عديد ممن استلهموا أفكاره وأنجزوا أعمالا عظيمة.. وأعتقد أن الأستاذ كولن لديه من الحكمة ما جعلته ينتبه إلى وجوب خدمة وهداية البشرية، وذلك من خلال معرفته لروح العصر الحديث. ومن أجل ذلك الهدف النبيل ربّى مجموعة من الناس، أظن أن كل فرد منهم اليوم كالأبطال يقومون بأعمال رائعة.
أ.د. وهبة الزحيلي (سوريا):
وجدتُ في تركيا مَثلين فريدين في توعية الأمة يعملان على تحقيق طموحات كبرى في بناء الأجيال والمستقبل المشرق الوضاء. الأول هو العلامة الملهم المفكر الأستاذ بديع الزمان “سعيد النورسي” رحمه الله. والمثَل الثاني إنما هو الرجل المخطِّط والمنفِّذ لكل خطة، ألا وهو الأستاذ “فتح الله كولن”. فهو -كما لمستُ من آثاره القيمة وتوجيهاته الهادئة- وراء كل عمل خيّر عظيم، وفضل عميم في نفع أمته وبناء شخصية الجيل والشباب بطاقات عملية وأنشطة حيوية مفيدة جدًّا ورائعة شملت أنحاء الحياة كلها؛ الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمعرفية والعملية الهادفة، المتميزة بالحركية الفاعلة، والديمومة الناجحة من معين الإسلام الخالد. لا أذكر هذا على سبيل الإشادة والمديح، وإنما ألقي الضوء على خطوات النجاح في العمل الدعوي الإسلامي الذي يعد أنموذجًا ليستفيد منه الآخرون.
د. جيل كارول (الولايات المتحدة):
لقد عشت مع فتح الله كولن من خلال كتاباته أثناء إعداد كتاب “محاورات حضارية” وما زالت أفكاره تلهمني، ولقد عرفت بعد لقائه لماذا أَلهم هذا الرجل ما يقرب من ثلاثة أجيال في تركيا ومنَحَهم الدافع رجالاً ونساء لإنشاء عالم جديد. إنه رجل يتمتع بقدر هائل من الروحانية والإخلاص والتعاطف، وهو شيء واضح للغاية في كتاباته وفي شخصيته.
أ.د. نادية مصطفى (مصر):
تعرفت على فكر الأستاذ فتح الله كولن من خلال إنجازات المؤسسات التي تجسِّده واقعًا ملموسًا، ومن رجالات يحملون هذا الفكر إلى الإنسانية في داخل وخارج تركيا. إنه الشيخ الفقيه والمفكر والعالم والمُصلِح الذي اجتمعت حوله قلوب وعقول أجيال من الأتراك المتعطشين لتجديد دنياهم بتجديد دينهم، فكانوا جميعًا، الأستاذ وتلاميذه، تيارًا متدفقًا يخدم الإسلام والمسلمين والعالمين في إطار جديد يمتد من الوطن تركيا إلى الأمة الإسلامية والعالم، ويجمع العلم والإيمان، الفكر والحركة، العقل والوجدان، الروح والمادة. لقد تمحور فكر الأستاذ وجهود الخدمة حول “بناء الإنسان”، وهو محور كل إصلاح ابتداءً من الديني مرورًا بالتربوي والمجتمعي ووصولاً إلى السياسي.
أ.د. عبد الرزاق قسوم (الجزائر):
تحس وأنت تهتدي بمصباح الأستاذ فتح الله كولن أنه يتعامل مع القرآن كأنه نزل عليه. فتح الله كولن يُخضع الآية القرآنية لمصباح العقل، لكن العقل المدعَّم بالإيمان، ويستنبط منها لآلئ ثمينة. ولكنه في كل آية يقدّم لنا لوحة فنية جمالية طبيعية وعقلية داعية إلى التأمل وإلى استنباط ما يجب استنباطه من تعقل وتأمل إيماني ليوجه عقلنا به.