تجليات العادات الشيشانية في رواية “دمعة ذئب”

تآزرت عناصر رواية دمعة ذئب ومكوناتها لبناء عملٍ أدبي يجمع بين التراث والتاريخ والجوانب الاجتماعية، حيث جعلت الكاتبة العادات والتقاليد الشيشانية محورًا رئيسًا فيها. فقد وظّفتها بمهارة لتأكيد الهوية الشيشانية وإبراز تميّزها بتراث عريق وتقاليد متفرّدة. استعانت الكاتبة بالعادات والتقاليد الشيشانية، متعمدةً توظيفها في الرواية عبر الأغنيات، والأساطير، والحكايات، وذلك في سياق وصفها لهجرة الشيشان من ديغستا إلى الزرقاء وما واجهوه من مشاق، وصراع نفسي مع حنينهم إلى موطنهم، ورغبتهم في العودة إليه، وكأن الرواية تؤكد تشبّث الشيشانيين بحلم الرجوع إلى أرضهم.

في روايتها دمعة ذئب، الصادرة عن دار أكيول في أنقرة عام 2020م، انحازت ميمونة الشيشاني لشعبها، فجعلته المحور الأساسي للرواية، التي جاءت في ثمانية عشر فصلاً بنيت على أحداث حقيقية، تناولت هجرة سبعمائة عائلة شيشانية من ديغستا إلى الديار المقدسة استجابةً لطلب الشيخ الصوفي توسولت، حفاظًا على دينهم وإسلامهم. وقد حملوا معهم ذكريات لا تنضب، تملأ أرواحهم وقلوبهم بصور أهلهم وأحبتهم، وتفاصيل حياتهم، وملاعب صباهم، وجمال طبيعة بلادهم من جبال وغابات وقرى، إلى جانب ذكريات مؤلمة من الفقد والموت والخوف والدمار الذي تسبب به الغزو الروسي. ومن هنا، طغى الحنين على الرواية، فأصبح شعورًا متجذرًا يسري بين صفحاتها، كما جاء على لسان الراوي: “تركت بعضًا من روحها معلقة بين أشجارها الباسقة”.

هذه الرواية تعدّ الأولى من نوعها التي تتناول هجرة الشيشان من ديغستا إلى الزرقاء عبر قالبٍ روائي، مزجت فيه الكاتبة بين التأريخ، والشعر، والسرد، والوصف الدرامي، والتصوير البصري والحركي، مما جعلها رواية متكاملة العناصر. وقد اختارت الكاتبة رحلة الهجرة كإطار زمني ومكاني واسع للحديث عن الشعب الشيشاني، وملأت السرد بالكثير من أخبارهم، وعاداتهم، وأعراسهم، وأطعمتهم، وبيوتهم، ومقتنياتهم، وأحلامهم.

استعانت الكاتبة باللغة الشيشانية والتراث الشيشاني لإضفاء طابع الحنين إلى ديغستا، وجعلته حاضرًا بقوة في الرواية، مما يعكس اعتزازها بهويتها، وكأنها تؤرّخ لعادات وتقاليد شعبها في مواجهة خطر الاندثار. فقد استغلت كل فرصة للإشارة إلى العادات الشيشانية، سواء من خلال وصف الأعراس، أو الأغنيات، أو البطولات، أو ذكر أعلامهم وأبطالهم، أو استعادة الحكايات والأساطير، كل ذلك عبر أشكال متنوعة من السرد، كالمذكرات، والأخبار، والحكايات الشعبية، والأساطير، بهدف إبقاء التراث الشيشاني حيًّا، وتعزيز فكرة التمسك بحلم العودة.

حوّلت الكاتبة التاريخ الشيشاني إلى سردية روائية، حيث وظّفت مناسبات عدة للحديث عن ديغستا، وعادات أهلها، ومفردات لغتهم، وبطولاتهم، وكل ذلك في إطار أسلوبي مقصود يعكس مدى تغلغل الحنين إلى الوطن في أرواح المهاجرين. ويظهر في الرواية التأكيد المستمر على فكرة أن العودة إلى ديغستا ليست مجرد حلم، بل هي واقع يسكن وجدان كل شيشاني. وقد لخّص الراوي هذا الشعور في حديثه مع اليافاوي، حين أكّد أن حلم العودة سيظل نابضًا رغم قسوة الغياب.

ولتأكيد هوية الشعب الشيشاني، تكرّرت في الرواية أوصاف دقيقة لبيوت الشيشان الريفية، وأثاثهم، وأزيائهم التقليدية، فكانت الكاتبة تُكسب وصفها مسحة حنينية واضحة. ففي أحد المشاهد، تصف الكاتبة امرأة شيشانية قائلة:
“رأيتها تنزل من عربتها باستحياء، بيضاء كالجبنة التي تصنعها أمي، عيناها شهد تراقصت فيه أمواج الشمس، أنفها دقيق، تتدلى من تحت غطاء رأسها ضفائر ينام فيها ليل طويل، وترتدي ثوبًا شيشانيًّا بلون عشب استحم بقطرات الندى”.

وفي موضع آخر، تصف الزي القومي الشيشاني بعبارات تنضح بالحنين:
“رداء نيلي يتوقف طوله عند ركبتيه، يشده إلى خصره حزام جلدي معلق عليه غمد (شلت) خشبي مغطى بجلد طبيعي مزين بالعاج والفضة ومنحوت عليه اسمه بحروف شيشانية”.

وتقول في وصف شاب شيشاني:
“يرتدي رداء قوقازيًّا أسود اللون، يظهر من خلاله قميص ناصع البياض، ويعتمر قبعة صوفية سوداء متوشحة بخيوط رمادية”.

ولم تقتصر الرواية على وصف اللباس، بل تناولت أيضًا العادات الغذائية، ومن بينها طبخ الجلنش، حيث يستذكر الراوي مذاقه الشهي، فيصفه بلغة مشبعة بالحنين، متناولاً تفاصيل الموقد في بيتهم في ديغستا، وبنائه، وتثبيت المدخنة، وملاعق أمه الخشبية الطويلة، وكل تلك العناصر التي كانت جزءًا من حياته اليومية.

هكذا، استطاعت الكاتبة ميمونة الشيشاني عبر روايتها دمعة ذئب أن تحوّل التاريخ الشيشاني إلى لوحة أدبية متكاملة، تعبق بروح التراث، وتكرّس حضور الهوية الشيشانية في الذاكرة الأدبية، مجسّدةً بذلك معاناة المهاجرين، وصراعهم النفسي، وتوقهم المستمر للعودة إلى وطنهم.

تحشد رواية دمعة ذئب عناصرها ومكوناتها لبناء عمل روائي تراثي تاريخي اجتماعي، حيث جعلت الكاتبة العادات والتقاليد الشيشانية ركنًا أساسيًّا فيها، موظفة إياها بوعي وقصدية لتأكيد هوية الشعب الشيشاني وفرادته بتراثه العريق وعاداته المميزة. وقد استعانت الكاتبة بهذه التقاليد عبر توظيف الأغنيات والأساطير والحكايات الشيشانية في وصف هجرة الشيشان من ديغستا إلى الزرقاء، مسلطة الضوء على ما واجهوه من مشاق ومتاعب وصراع نفسي بين الحنين إلى ديغستا والشوق إليها، لتجعل من هذه الرحلة الطويلة الشاقة منطلقًا للسرد الروائي، وكأنها تؤكد تمسك الشيشانيين بحلم العودة وانتظار ذلك اليوم المنشود.

في روايتها دمعة ذئب، الصادرة عن دار أكيول في أنقرة عام 2020، تنحاز ميمونة الشيشاني إلى شعبها، إذ تتناول الرواية هجرة سبعمائة عائلة شيشانية من ديغستا إلى الديار المقدسة استجابةً لطلب الشيخ الصوفي توسولت، حفاظًا على دينهم وإسلامهم، محملين بذكريات لا تنضب عن أهلهم وأحبائهم وتفاصيل حياتهم، وملاعب صباهم، والطبيعة الخلابة لوطنهم بجباله وغاباته وقراه، جنبًا إلى جنب مع ذكريات الفقد والموت والألم والخوف والدمار الذي خلفه الغزو الروسي، مما فجّر في نفوسهم حنينًا رقيقًا ودموعًا سخية وحزنًا مقيمًا، حيث يقول الراوي: “تركت بعضًا من روحها معلقة بين أشجارها الباسقة”.

وتعد دمعة ذئب أول رواية تتناول هجرة الشيشان هربًا بدينهم من ديغستا إلى الزرقاء ضمن سياق روائي واسع يجمع بين التأريخ والشعر واللغة الشعرية والسرد والوصف الدرامي والتصوير الحركي والبصري، لتوثّق معاناة الشيشان من خلال رحلة هجرتهم، فتمتلئ الرواية بمعلومات عن تاريخهم وعاداتهم وأساطيرهم وأحلامهم، ووصف مقتنياتهم، وأعراسهم، واحتفالاتهم، وأطعمتهم، وبيوتهم.

التراث والحنين إلى ديغستا

تعتمد الكاتبة على اللغة الشيشانية والتراث والتاريخ والعادات والتقاليد الشيشانية لتعزيز الحنين إلى ديغستا، مما يمنح هذا الحنين صفة الحياة والثبات والحقيقة التي لا يمكن تجاهلها أو نسيانها. ويظهر ذلك في استحضارها لتراث الشيشان بزهو واعتداد، وكأنها تؤرّخ له، إذ تذكر كل ما يمكن أن يُعيد الحياة لهذا التراث ويؤكد حضوره في وجه النسيان.

وتبرز العادات والتقاليد الشيشانية بقوة في الرواية، حيث تستغل الكاتبة كل فرصة لذكر عادة أو طقس أو احتفال أو أغنية أو مفردة من اللغة الشيشانية، أو بطولة من أبطالهم، أو حكاية من حكاياتهم، أو تقليد من تقاليدهم، أو صفة تميزهم، أو أخلاق يتحلون بها، أو فكر يحملونه. وتستخدم في ذلك أشكالاً مختلفة من السرد، كالحكايات، والألغاز، والأساطير، والأخبار، والمذكرات، لتعيد إحياء الذاكرة الجماعية، وتعلن وقوفها في وجه الاندثار، وكأنها تتحرك من مخبوء خوف عميق على حلم شعبها.

تحول الكاتبة التاريخ الشيشاني إلى سردية روائية، مستحضرة مناسبات وأحداثًا للحديث عن ديغستا وتاريخ أهلها وعاداتهم وصفاتهم وتقاليدهم، فتذكر مفردات من لغتهم وأسماء أعلامهم وأبطالهم، وهو استحضار متعمد يبرز الحنين الذي لا يمكن إخفاؤه إلى ديغستا، والإصرار الثابت على العودة إليها. وتعمل القيم، والحكايات، والأبطال، والأساطير، والتراث، على إبقاء فكرة العودة إلى ديغستا حية في أذهان الشيشان، وتؤكد أن الحنين إلى الوطن يسكن أرواح شعب له تاريخ عريق، وثقافة راسخة، وإصرار لا ينكسر.

تجليات العادات والتقاليد في الرواية

تعكس الرواية العادات والتقاليد الشيشانية في تفاصيل دقيقة، بدءًا من وصف البيوت الريفية، وأثاثها، ولباس الشيشان التقليدي، إلى وصف جمال المرأة الشيشانية، كما في قولها:
“رأيتها تنزل من عربتها باستحياء، بيضاء كالجبنة التي تصنعها أمي، عيناها شهد تراقصت فيه أمواج الشمس، أنف أشم دقيق، تتدلى من تحت غطاء رأسها ضفائر ينام فيها ليل طويل، وترتدي ثوبًا شيشانيًا بلون عشب استحم بقطرات الندى”.

وتصف الزي القومي الشيشاني بتفصيل شجي:
“رداء نيلي يتوقف طوله عند ركبتيه، يشده إلى خصره حزام جلدي معلق عليه غمد شلت خشبي مغطى بجلد طبيعي مزين بالعاج والفضة ومنحوت عليه اسمه بحروف شيشانية”.

وتعكس الرواية أيضًا العادات المرتبطة بالطعام، مثل إعداد الجلنش، حيث يستذكر الراوي طعمه اللذيذ وموقد البيت في ديغستا، ويصفه بلغة حنينية تفصيلية، مشيرًا إلى بناء الموقد، وتثبيت المدخنة، ومنصب القدور، وملعقة أمه الخشبية الطويلة، وسلسلة الموقد المقدسة.

الرقص والموسيقى في الرواية

تلعب الموسيقى والرقص الشيشاني دورًا مهمًا في الرواية، حيث تصف الكاتبة اللوزر، الاحتفال الذي يملأه السحر الموسيقي، وتقول:
“هيا لنعزف، فآلاتنا الموسيقية أسلحة نفسية خاف منها جنكيز خان وأمر بمصادرتها كي يهزمنا، هيا لنرقص، فـ(بحارمات) استطاع أن يسرق شعلة النار من (سيلا) بواسطة نايه، هيا لنرقص، لنرقص”.

كما تصف الكاتبة أثر الموسيقى في النفوس:
“أخذ مراد الميرز بندر، راح يداعب أوتاره، تحررت ألحان شجية جعلت طيف القرية يمر بالوجدان، ترشقنا مياه الينبوع اللجيني بالشوق، ترمينا أشجارها بأوراقها الخضراء”.

وفي اللوزر الشيشاني، يرقص الرجال بشموخ، وتدك أقدامهم الأرض كأنها ستصل إلى قمم جبال القوقاز، بينما تحوم النساء في رقصاتهن بكبرياء ممزوج بالدلال.

الزواج والعادات الاجتماعية في الرواية

تمثل عادات الزواج الشيشانية أحد أبرز عناصر الرواية، حيث ترسم الكاتبة لوحة سينمائية للعرس الشيشاني الذي يستمر سبعة أيام، بدءًا من لقاء العروسين وطلب يد الفتاة، مرورًا بوليمة العشاء، وعربة العروس، وصولاً إلى مراسم “فك اللسان” التي تمنع العروس من الحديث إلى أقارب العريس الذكور حتى يتم دفع مبلغ من المال. وتتناول الرواية تقاليد مثل إلصاق العروس عجينة على باب الدار لتثبيته، وإزاحتها مكنسة موضوعة أمامها على عتبة الدار، بالإضافة إلى عادة سنقيرام، وهو لقاء تعاوني يجتمع فيه أهل القرية للعمل والغناء والرقص.

تمثل دمعة ذئب سجلاً تاريخيًّا وثقافيًّا حافلاً، يسرد قصة هجرة الشيشان بحنين دافق، ويجسد عاداتهم وتقاليدهم في أدق تفاصيلها، ليؤكد أن الحنين إلى الوطن ليس مجرد مشاعر، بل هو هوية متجذرة في القلب والوجدان.

من عادات الشيشان التي ذُكرت في الرواية أن ينتهي النزاع والحرب إذا ألقت امرأة وشاحها على الأرض بين المتخاصمين. كما أن من العادات المتوارثة أنه إذا أعطت الفتاة خاتمها أو وشاحها لشاب، فإن ذلك يُعد وعدًا بالزواج لا رجوع عنه. ويظهر الصراع بين الحضور والغياب بوضوح في عادة عدم ظهور العريس أمام رجال القرية وكبارها لعدة أيام.

نوّعت الكاتبة في تقنياتها السردية في الرواية لتقرّب المتلقي من مشاعر الشيشان، محاولةً الاقتراب مما في قلوبهم، والتفاعل مع واقعهم اليومي بعيدًا عن ديغستا. كما حاولت التعبير عن مشاعر الحب العميق لتلك الديار من خلال الوصف المفعم بالحنين، فبنت مشاهد سينمائية ساحرة، مثل مشهد موكب (فاردة) العروس الشيشانية بين الماضي والحاضر. ورسمت للمتلقي صورًا بصرية، سمعية، وشمية عن ديغستا وأهلها، مستخدمةً لغة فنية عالية مليئة بعواطف الحب، الحنين، والزهو.

كما استخدمت الكاتبة الحكاية وسيلةً لكسر التسلسل السردي التاريخي أو لتغيير مسار السرد، مما أتاح للمتلقي فرصة الاطلاع على صور حية وواقعية من حياة العائلة الشيشانية وعاداتها، مثل نقلها طبيعة الموروث الحكائي الشيشاني، وهو جانب مهم في حياة الشيشان لما له من قيمة سردية عظيمة. وقد برز ذلك من خلال نقلها لحكاية أبو الخير، وحديثها عن الحكواتي وبعض من حكاياته، بالإضافة إلى حكاية لمبيرد، وحكاية القروي والأمير الكردي، وحكاية بورز وجبريل. كما وظّفت الكاتبة الأساطير الشيشانية وأبطالها، حيث تحدثت على لسان الراوي عن زيلمخان، وأساطير نشوء الشمس والقمر، والتنين تيفون.

كان حرص الكاتبة على التذكير بسبب الهجرة الشيشانية من ديغستا، أرضهم التي يحبونها، دافعًا لها لإبراز أثر الدين الإسلامي في حياة الشيشان. فقد سلطت الضوء على تأثير الإسلام في عادات الزواج والموت والدفن والتعزية، وكذلك في أسمائهم، معاملاتهم، حواراتهم، خلواتهم، ولغتهم. وهذا يتوافق مع السبب الرئيس للهجرة، وهو النجاة بالدين، حيث كانت هجرتهم صافية خالصة لله ورسوله. لذا، حرصت الكاتبة على إظهار الشخصيات الشيشانية كشخصيات مثالية متمسكة بتعاليم الإسلام، تجعل مرضاة الله غايتها، والخوف منه دليلها، حيث تتوجه إلى الله بالدعاء، والذكر، والتسبيح، وقراءة القرآن. كما عكست الرواية ارتباط الشيشان العميق بالقرآن الكريم واللغة العربية في ديغستا، حيث كانوا يتعلمون القرآن واللغة العربية في المساجد، ويتداوون بالقرآن، ويقيمون حلقات الذكر، ويتحدثون عن وضوئهم، صلاتهم، حجهم، واستغفارهم.

منحت الكاتبة رواية “دمعة ذئب” طابعًا واقعيًّا ممزوجًا بلمحات فنتازية، وجعلت التراث والعادات والتقاليد مرتكزًا روائيًّا مؤثرًا عبّرت من خلاله عن الواقع الاجتماعي المتكافل للشيشان، وارتباطهم العاطفي والروحي بديغستا. فالتراث والعادات قريبان جدًّا من السرد التاريخي، كما ظهر في حديث الراوي عن تعاون أهل القرية في رصف ساحة القرية. لقد أرّخت الكاتبة للشعب الشيشاني الذي هاجر حفاظًا على دينه، فانتصرَت لحضورهم وبقائهم، مرجّحةً كفة الحنين إلى ديغستا على كفة النسيان والغياب.