للأرقام دور في كشف ما غمض من الأمور وإن بدت مخفية أو غير محسوسة، ولولا الأرقام لما عرفنا معنى الحياة، فللأرقام تأثير كبير على مسيرة الحضارة الإنسانية، وذلك عن طريق العلم واستخدام العقل للوصول إلى النتائج وليس رجمًا بالغيب.
وبفضل العلم وتقدم المعرفة ووسائل البحث الحديثة تم إزاحة الستار عن بعض الأسرار العجيبة في جسم الإنسان، لكنها تقف في العمق كدليل كافٍ على وجود إعجاز رباني خارق ومبهر وجليل. لقد كشف العلم الحديث ما يبهر العقول ويدهش النفوس مما خفي أمره ولم يستطع الإنسان أن يعرفه إلا بعد اكتشاف الآلات المكبرة والمجاهر. ومن هذه الأسرار:
الجهاز الهضمي
الكبد أكبر غدة في البدن إذ يزن 1500 جرام ويحتوي على 300 مليار خلية. ويمكن أن تتجدد كليًّا خلال أربعة أشهر. كما أن الكبد يلعب دورًا أساسيًّا في الهضم إذ يجري فيه حوالي 500 عملية كيميائية لهذه الغاية.
في البنكرياس يبلغ عدد جزيرات لانجر هانس ما بين (200 ألف) و (مليون و800 ألف) وهي من الناحية الذنبية أكثر؛ فيها أربعة أنواع من الخلايا (ألفا؛ بيتا؛ جاما؛ دلتا) أهمها خلايا ألفا التي تفرز هرمون (الغلو كاجون) الذي يزيد من كمية السكر في الدم، وخلايا بيتا التي تفرز الأنسولين ومهمته الرئيسية حرق السكر في الجسم أو على الأقل إعطاؤه إلى الخلايا التي تستعمله كوقود للطاقة والحرارة. كما يوجد في (البنكرياس) قطاع لإفراز الخمائر التي تفرغ إلى الأمعاء الدقيقة حيث يتم هضم أنواع الطعام الثلاثة البروتينات والسكاكر والدهون.
تشغل الأمعاء الدقيقة مساحة من البطن، وتعتبر جزءًا مهمًّا من الجهاز الهضمي، كما أن طولها يبلغ من 6 إلى 7 أمتار. ولكي تجتمع في جوف البطن، تتعرض الأمعاء لعمليات الثني والطي من أجل الامتصاص والاحتفاظ ببعض المياه والمغذيات، وإذا قمنا بعرض طول الأمعاء، حصلنا على ملعب للتنس.