للأرقام دور في كشف ما غمض من الأمور وإن بدت مخفية أو غير محسوسة، ولولا الأرقام لما عرفنا معنى الحياة، فللأرقام تأثير كبير على مسيرة الحضارة الإنسانية، وذلك عن طريق العلم واستخدام العقل للوصول إلى النتائج وليس رجمًا بالغيب.
وبفضل العلم وتقدم المعرفة ووسائل البحث الحديثة تم إزاحة الستار عن بعض الأسرار العجيبة في جسم الإنسان، لكنها تقف في العمق كدليل كافٍ على وجود إعجاز رباني خارق ومبهر وجليل. لقد كشف العلم الحديث ما يبهر العقول ويدهش النفوس مما خفي أمره ولم يستطع الإنسان أن يعرفه إلا بعد اكتشاف الآلات المكبرة والمجاهر. ومن هذه الأسرار:
الخلية الحية: هي وحدة الحياة الأساسية والتي تعتبر أحد البراهين الناطقة على وجود الله تعالى، يحتوي جسم الإنسان منها على 60 تريليون خلية والتي تتجمع في مجموعات كل مجموعة تقوم بعمل واحد، ومن عملها يتشكل النسيج، ومن هذه المجموعة من الأنسجة يتشكل العضو، ومن مجموعة الأعضاء تتشكل أجهزة الجسم المختلفة كالجهاز الهضمي والعصبي… إلخ.
ومن مجموعة الأجهزة هذه يتشكل الكائن الحي بإعجازه وتفرده وبنائه المدهش المحير. والخلايا أنواع، تختلف في أعمارها، فمنها ما لا يعيش إلا أيامًا قليلة، ومنها الخلايا التي تعيش وسطيًّا حوالي شهرين، وهناك الخلايا التي تعيش ما عاش الإنسان.. تولد بعدد محدود مقدر وتبقى كما هي لا تزيد إلا في حالة واحدة وهي النمو السرطاني الخبيث، كما أنها لا تنقص إلا بالآفات التي تدمر الخلايا وتتلفها.
وهذه الخلايا مقسمة إلى صنفين: الخلايا التي تتجدد والتي لا تتجدد، الأولى يبلغ عددها 10 مرات أكثر من الثانية التي يصل عددها إلى 20 مليار خلية، وهي ترافقنا على امتداد فترة حياتنا، والحقيقة فإن الجسم دائم التجدد، إذ إن الأمعاء -على سبيل المثال- يقدر عمرها بـ 5 أيام فقط، ومن هنا فإن حوالي مليون خلية تتجدد كل دقيقة، بمعنى أن أمعاء جديدة نحصل عليها كل 4 أو 5 أيام، وللعلم فإن الطول المتوسط للخلية هو 0.07 ملم فإذا ضممنا كل خلايا جسمنا لبعضها البعض فإننا نحصل على خلية بطول 15ألف كلم، هذا من دون الحامض النووي ADN الذي يعد بطاقة الهوية الوراثية لكل فرد منا، وعليه فإن الرقم يتضاعف إلى 10 آلاف وبالتالي فطول هذه الخلية المتسلسلة يصل إلى 150 مليون كلم أي المسافة الفاصلة ما بين الأرض والقمر.