ما تاريخ غزة؟ وكيف وصلت إلى هذا الحال؟
لا يعرف على وجه التحديد سبب تسميتها غزة؛ وإن كان بعض المؤرخين يرجعون معنى اسمها إلى العزة، والتميز، والتفرد، وقد ورد اسمها قديمًا في الكتابات الأثرية فهي عند الكنعانيين (هزاتي)، وعند الفراعنة (غزاتو)، أما الآشوريون واليونانيون فكانوا يطلقون عليها (عزاتي) و(فازا)، وعند العبرانيين (عزة)، والصليبيون أسموها (غادرز)، بينما أطلق عليها العرب والعثمانيون (غزة) أما الإنجليز فقد أطلقوا عليها (جازا) Gaza.
وتعد غزة واحدة من أقدم مدن العالم، إذ يعود تاريخ تأسيسها إلى الكنعانيين في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، وهم مجموعة من القبائل التي استوطنت أرض فلسطين، وتعاقب عليها بعد ذلك المحتلون والغزاة.
فقد ذكر اسم “غزة” أول مرة في مخطوطة للفرعون تحتمس الثالث، وقام الإغريق والرومان، والصليبيون بالاستيلاء على غزة حتى وقعت تحت الحكم العثماني عام (1516م)، واستمر الحكم العثماني لفترة طويلة انتهت بسقوط غزة عام 1917م في يد بريطانيا أثناء الحرب العالمية الأولى، ولم يتوقف تاريخ غزة عند ذلك الحد، فمع نشوب حرب (1948م) بين العرب وإسرائيل، تم إسناد غزة إداريًّا عام 1949م إلى مصر، وبقى الحال على ذلك، حتى سقطت غزة في يد الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م، ولا زالت غزة تعاني الاحتلال والحصار والتضييق، ومحاولات تهجير أهلها يومًا بعد يوم.
وتعد مدينة غزة من أهم المدن الفلسطينية؛ لأهمية موقعها الاستراتيجي والأهمية الاقتصادية والعمرانية للمدينة، وكونها المقر المؤقت للسلطة الوطنية الفلسطينية، ووجود كثير من مقراتها ووزاراتها فيها.
وتقع مدينة غزة في الطرف الجنوبي للساحل الشرقي من البحر المتوسط، وتبعد عن مدينة القدس مسافة 78 كم إلى الجنوب الغربي، وتبلغ مساحتها 56 كم2، وهي مركز محافظة غزة، وأكبر مدن السلطة الفلسطينية من حيث تعداد السكان، فقد بلغ عدد سكان محافظة غزة 641.936 ألف نسمة في عام 2023م، مما يجعلها من أكثر المدن كثافة بالسكان في العالم. وتضم غزة (11) حيًّا هي حي الشجاعية، وحي التفاح، وحي الرمال، وحي الصبرة، وحي الزيتون، وحي النصر، وحي الشيخ رضوان، وحي الدرج، وحي الشيخ عجلون، وحي تل الهوى فضلاً عن المدينة القديمة.
وتشتهر غزة بزراعة الليمون، والبرتقال، والزيتون، والبطاطا، والطماطم، والتين، والعنب، والخيار، والشمام، والبطيخ، وزراعة الزهور، كما تشتهر بصناعات زيت الزيتون، والصابون، والغزل والنسيج، والملابس القطنية، والصناعات التقليدية التراثية كصناعة الفخار، والبسط.
وطوال سنوات عديدة قامت السلطات الإسرائيلية بحصار قطاع غزة حصارًا كاملاً، وقيدت حركة التنقل، والسفر من وإلى غزة، ومنعت عنها مواد البناء والمواد التموينية والأدوية والمحروقات بأنوعها، وقد دمر هذا الحصار الاقتصاد الغزاوي بشكل شبه كامل، ولا زالت غزة تعاني يومًا بعد يوم، وازدادت المعاناة مع الحرب التي شنتها إسرائيل بعد أحداث السابع من أكتوبر التي قامت بها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من عمليات هجومية على المستوطنات والمدن الإسرائيلية المحيطة بغزة، ولا زال آلاف الشهداء، والجرحى يسقطون، وتتدمر مبانيها، على يد الاحتلال الغاشم، لكنها تبقى رمزًا للصمود، والشموخ، والمقاومة.