هتاف المجد 

 

دع الأطلالَ ويحك والمغاني

 

وذِكر الظاعناتِ من الغواني

 

فليس سؤالُ هاتيكم ونجوى

 

أولئك غيرَ نفخك في دخانِ

 

فلا نارًا قبستَ فتصطليها

 

ولا سلمتْ لديك المقلتانِ

 

لقد غنيتَ في مجدٍ تليدٍ

 

فهل رجعت لكَ المجدَ الأغاني؟

 

وما التنشادُ في ماضٍ تولى

 

سوى التشبيبِ بالغيدِ الحسانِ

 

كلا الأمرين إمّا فهتَ فيه

 

يرجعه بسمعِكَ واديانِ

 

فأنتم معشر الشعراءِ أسرى

 

خيالكم الجموح بلا عنانِ

 

ألا يا شاعرًا يحدو قلاصًا

 

من الأحلامِ للأحلامِ عاني

 

ألا يا حاديًا من غيرِ عيسٍ

 

شجاني من حدائك ما شجاني

 

فقلْ للهائمين بكلِّ وادٍ

 

مِن الشعراءِ ويحكمُ كفاني

 

لقد أوقرتُم الأسماعَ منّي

 

بهذرٍ مِن تَمنٍّ أو أماني

 

دعوا نظمَ القريضِ أو أقصروه

 

على ما نحنُ فيه من زمانِ

 

بُلينا فيه بالنكساتِ تترى

 

وبالنكباتِ من قاصٍ ودان

 

فكم ذئبٍ يصكُّ النابَ شحذًا

 

وكم صل يفحُّ وافعوانِ

 

بهذا كان يهذي ثم أعيا

 

فخلتُ بأنّه لا ريبَ فَانِي

 

فقلتُ له: أصخ، فلرب قولٍ

 

أحدّ من الصوارمِ والسنانِ

 

وفي سمعيكَ مِن وهْمٍ تساوى

 

هزيمُ الرعدِ في عزفِ المثاني

 

أسير الوهمِ ويحكَ فاطرحُه

 

فإنَّ الوهمَ علةُ ما تعاني

 

أترجو أنْ تعيشَ بغيرِ روحٍ

 

وتبغي أنْ تصولَ ولا يدانِ؟

 

ومَنْ وهنتْ عزيمتُه وهانتْ

 

عليه النفسُ هانَ على الهوانِ

 

يلذُ الطيرُ غصنًا مِن قتادٍ

 

ولا يرضى بأقفاصِ الجمانِ

 

ويبغي الحرُّ عيشَ الخصِّ عمرًا

 

ويأبى يومَ ذلٍّ في جِنانِ

 

فكنْ بحرًا يفيضُ الخيرُ منه

 

ويزهو بالبهاءِ الشاطئانِ

 

وكنْ نهرًا به الأنسامُ تندى

 

وتعبقُ بالعبيرِ الضفتانِ

 

وكنْ ما شئتَ، كنْ لا شيء حتى

 

ولا تكُ باليؤوسِ ولا الجبانِ

 

وكنْ للنجمِ في العلياءِ جارًا

 

وكنْ معه لها فرسي رهانِ

 

ألا وانهضْ فأنتَ سليلُ قومٍ

 

بمجدهمُ تغنى الخافقانِ

 

وأنتَ حفيدُ خالد والمثنى

 

وهل يلدُ الضراغمةُ الأراني؟!