العين أجمل وأرق جزء موجود في الإنسان، وقد صدق من أسماها بمرآة الروح، فهي أكثر عضو يؤثر ويتأثر بالإنسان، ولذلك فهي ذات لصاحبها، تحزن لحزنه وتفرح لفرحه.. تعبر بكل صدق عما في قلبه وعن مشاعره، فتهيج ما كان دفينًا أو ما عجزت العبرات عن وصفه من مشاعر وأحاسيس. إنها تملك قدرة عجيبة على التعبير عن المشاعر والمعاني المتضادة؛ مثل الحب والبغض، الحنان والقسوة، الألفة والجفوة، الحزن والفرح، الغضب والرضا، السعادة والتعاسة. والعين هي نافذة الروح فيما يعتريها من الداخل، وبوابة العالم بما يحويه من صور مدهشة في هذا الكون الفسيح.
والعين مرآة النفس، والنفس طاقة مشحونة بالفكر والعواطف والأحاسيس والآراء والمواقف، وكلها عناصر تتجمع وترسل التيارات المختلفة لتنطق بها. وللعين معان ودلالات، لذلك يقال “انظر إلى عينَي محدثك تعرف ما يخفيه عنك”. فمراقبة العين أثناء الحديث ضرورة، فهي تفضح عما يفكر فيه محدثك أكثر مما تعبر عنه تقاطيع وجهه وإشارات جسده وقبل ذلك كلماته.. كما تفضح عن نوع الحميمية الخاصة التي تكنها للشخص الذي تتحدث معه.