يطل علينا العدد الجديد (95) من مجلة حراء بموضوعات متنوعة فكرية وأدبية وعلمية وثقافية وتربوية، ليشكل منها وحدة موضوعية تعالج كثيرًا من القضايا الآنية المتعلقة بالفرد والمجتمع.
تسلط الضوء فيه على مزيد من الحلول لمعالجة كثير من القضايا المطروحة على الساحة الفكرية، بأقلام نخبة من الكتاب المتميزين من مشارق الأرض ومغاربها.
تفتتح المجلة عددها بمقالها الرئيس “أنفاس نتوق إليها” للأستاذ فتح الله كولن المتصدر هذا العدد من حراء، والذي قال فيه: “اجتمعنا آلاف المرات، وفاضت قلوبنا بالأمل آلاف المرات، وتأهبنا لاقتحام هذا المضمار آلاف المرات، إلا أننا -وا أســفاه- نقضنا العهد ونكثنــا الأيمان آلاف المرات، لأننا لا نجد ما نبحث عنه، أو لم نرَ فيما نجده ما كنا ننشده”.
إنه “الموضوع الرئيس الذي يشير إلى أهمية بعث الثقة في قلوبنا من جديد وإزاحَة الشكوك منها، منوط بديمومة تصرفات أبطالنا التي تنبض بالإخلاص. أجل، فبفضل تصرفاتهم الباعثة للثقة، قد نتخلص من وبال سوء الظن وعدم الاعتماد الذي نحمله على كاهلنا منذ سنين وسنين”.
وإذا كان الأستاذ “كولن” قد وضع أســس هذا البنــاء الفكري والروحي للأمة، وذلك بأنفاس أبطال مخلصين، فقد تناول الدكتور “أحمد تمام سليمان” جانبًا محوريًّا آخر وهو “سماحة الإسلام ومدّه بساط العفو للجميع”، وذلك من خلال مقاله الموسوم ب “التسامح ودوره في التعايش السلمي” والقائل فيه: “من الواجب علينا أن نحب الله عز وجل؛ فـقـد خلقنا بقدرته، ورزقنا بقـيوميـــته، وجعل أصلنا واحدًا هــو آدم عليه السلام لنكــون إخوة متحابين، وأرســل أنبياءه ورسله إلينا تـتـرى”.
وينوِّه الدكتور “محمد فتحي فرج” في مقاله “موقع الفيتامينات في المنظومة الغذائية“، عن أهمية الفيتامينات وضررها بالنسبة لجسم الإنسان قائلاً: “إن زيادة الفيتامينات دهنية الذوبان لها تأثيرات خطيرة على الجسم، وقد يودي بعضها إلى هلاكــه. أما زيــادة الفيتامينات مائيــة الذوبان فزيادتهــا يتخلص الجســم منها بســهولة، ويطرحها في البول والعرق”.
كما سنتعرف على تداعيات التشوه عند الأطفال ودور الأسرة في التعامل مع الطفل المختلف شكليًّا وذلك في مقال الأستاذة “سريعة سليم حديد” الموسوم ب “عيوب الأطفال الخلقية“. والقائلة فيه: “مــن الصعب الحكــم على الطفــل المختلف جسديًّا بأنه لن تتوفر له فرص حياة ناجحة آمنة، فقد يفاجئ مــن حوله بما يملــك من قدرات ومواهــب، وخاصــة إذا توفــرت لــه الظروف لتطويرها والعمل عليها إلى حد التميز”.
وفي مجال العلوم تُطلعنا الدكتورة “عواطف كركيش” من خلال مقالها “الدماغ بين الكهرباء والمغنطة” على أن كل وظائــف وأنشــطة الجســم تدخــل فيها الكهرباء بطريقة ما، فنشــاط المــخ هــو بالأساس كهربائــي، وكل الإشارات العصبيــة مــن وإلى المخ تشــمل انســياب تيــارات كهربائيــة تــؤدي فــي النهايــة إلــى التحكــم فــي العضلات والجوارح والغدد بصورة عامة.
ويعرِّفنا الأستاذ “صابر عبد الفتاح المشرفي” من خلال مقاله “الهجرة ودورها في التنمية الاقتصادية” على دور الهجرة وأهميتها في تنمية الاقتصاد، وأهمية التصدي للأسباب الجذرية للهجرة، وتحديات الهجرة في المهجر والموطن قائلاً: “الهجرة، من العوامل المساهمة في التنمية، حيث يقدم المهاجرون مساهمات مهمة في الازدهار الاقتصادي لبلدانهم المضيفة، وفي التدفق المالي والتكنولوجــي والاجتماعي، ورأس المال الإنساني عندما يعودون إلى بلدانهم الأصلية”.
هذا إلى جانب عدد آخر من المقالات الأدبية والعلمية والثقافية التي ذخر بها هذا العدد من حراء، والتي نرجو أن يجد فيه قراؤنا الأعزاء ما يمدهم بالفكر الواسع، ويدفعهم إلى تنمية ملكات الإبداع والتأمل لديهم، والله الموفِّق والمستعان.