(قطوف كونية)
الهجرة أمر فطري عند كثير من المخلوقات وعلى رأسها الطيور والأسماك والزواحف. وبالرغم من تأثرهما بالظروف الخارجية، إلا أنهما يمتلكان آليات داخلية، ونشاطًا هرمونيًّا تنبههما قبل أشهر إلى وقت الهجرة. فقبل موسم البرد وشُحّ الغذاء، ولأجل التكاثر ووضع الأعشاش، تهاجر الطيور لبيئات أفضل، وتبقى فيها حتى يعود النهار ليصبح أطول، ويتوافر الغذاء بشكل أكبر، ويصبح الطقس مقبولاً في موطنها فتعود له لتهاجر ثانية في العام التالي. وثمة تحضيرات قبل الهجرة، كالتزود من مخزون وافر من الزاد ومغذيات الجسم لتأمين الطاقة الكافية لرحلة الهجرة.
وتأخذ الإبل، والدب القطبي، والأرنب البري، والفقمات، واللمنج، والسناجب، وقنفذ النمل الشوكي، والجرذان النوامة، وطيور اللقلاق، والكراكي، وخرشَنة القطب الشمالي، وخطاف البحر القطبي (السنونو)، والقطقاط الذهبي، وطائر الليموزية (صاحب المنقار الطويل)، والكروان الأوربي، والبط البري، والبطاريق كبطريق أديلي، و“الإمبراطور”، وكثير من الزواحف والثعابين والسلاحف وأسماك السالمون الأحمر، والأسماك الرئوية، والقواقع والحشرات كالعناكب والخنافس وحشرة حفار الذرة الأوربي ويرقته ودود القز ويرقته وحشرة أنتاركتيكا وعثة الدب القطبي والقراد إلخ زادها لتحمل طريقها الطويل، وصيامها. بينما تحبس معظم الصباريات زادها من الماء، وتتحمل العطش في بيئات صحراوية جافة. وتخلع العديد من الأشجار كشجرتي المشمش والتوت، عنها لباسها وأوراقها، فلها تمثيل غذائي طيلة الشتاء. حتى إذا أتى فصل الربيع، اكتست حلة جديدة وازدهت بأوراق وثمار نضيدة.