بموضوعاته المتنوعة وإشراقاته العلمية والفكرية والثقافية والأدبية، صدر عدد حراء الجديد (٨٩).
يسلط هذا العدد الضوء على مزيد من الحلول لمعالجة كثير من القضايا المطروحة على الساحة الفكرية،
بأقلام نخبة من الكتاب المتميزين من مشارق الأرض ومغاربها.
تفتتح المجلة عددها بمقالها الرئيس “السمو بالإنسان” للأستاذ فتح الله كولن المتصدر هذا العدد من حراء،
والذي استهل كلامه فيه بأنه “لا شك أن الإنسان أروع الكائنات وأعظمها، فيه اكتنزتْ العوالم وفيه انطوتْ الدُّنا.
إنه “الموضوع الرئيس للعلوم المادية واللامادية، وليس لما سوى ذلك وزن ولا قيمة إلا بمقدار علاقته بالإنسان”.
وإذا كان الأستاذ كولن أكّد على السموّ بالإنسان والاهتمام بتربيته التي ترتقي به إلى مستوى الإنسانية، فقد تناول “عماد عبد الرازق” جانبًا محوريًّا يدعم هذا السمو وهو “المعرفة”، التي يستظل تحتها التعايش والحوار، وذلك من خلال مقاله الموسوم ب “آفاق المعرفة مظلة التعايش والحوار “. أما “محمد زغلول عامر” فيحدثنا في مقاله “المدنية الإسلامية في الميزان الاجتماعي” عن أن الحضارة
الإسلامية، هي حضارة إنسانية ذات طابع كوني يقوم على استيعاب وتطوير أية فكرة في إطار من التسامح الكامل مع ذلك الذي أسسها، مسلمًا كان أو غير مسلم. وتستعرض “آسيا رضوان” في مقالها “تكنولوجيا التواصل الحديثة والتغيير المجتمعي”، تقنيات التواصل الحديثة وقوتها التأثيرية التي تعيد هيكلة مجتمعاتنا وبناء تمثلاتنا حول ذواتنا وحول الآخر، وبالتالي تعيد تشكيل منظوماتنا القيمية والأخلاقية وتحكم علاقاتنا الاجتماعية. أما “صابر عبد الفتاح المشرفي” فيزيح عنا ستارًا سمّاه “ستار الأُلفة” الذي يحجب عنا إبصار الجمال الموجود في كتاب الكون، ويمنعنا من سماع صوت الحق من ألسنة الحوادث والكائنات.
وفي مجال العلوم يطلعنا “محمد السقا عيد” من خلال “مقاله الجينوم البشري والتنبؤ بالأمراض” على مفاتيح التركيبة الجينية التي تعطي الفرصة للتحكم أو للتكهن بما قد يصيب الإنسان في مراحل حياته المختلفة، مشيرًا إلى اكتشاف أسرار الجينوم البشري التي فتحت الأبواب أمام البحث العلمي، وأصبح بالإمكان معرفة استعداد الشخص للإصابة بمرض ما. ويدعو “ناصر أحمد سنه” من خلال مقاله “الميزان وأثره على حياة الكائنات” إلى النظر في نظام الكون المتوازن المتناسق والتأمل فيه، مشيرًا إلى أن “الإنسان سائح، والكون مكتبة زاخرة مطروحة لنظَره وتأمّله وسياحته.
هذا إلى جانب عدد آخر من المقالات الأدبية والعلمية والثقافية التي ذخر بها هذا العدد من حراء، والتي نرجو أن يجد فيه قراؤنا الأعزاء ما يمدهم بالفكر الواسع، ويدفعهم إلى تنمية ملكات الإبداع والتأمل.
ولمعرفة الكثير عن حراء والاطلاع على مقالاتها المتنوعة ومواضيعها المختلفة، يمكنكم زيارة موقعها الإلكتروني، وبالتالي زيارة جميع منصاتها الاجتماعية على الإنترنت. استمتعوا بالمعرفة من خلال حراء، لأن حراء متعة المعرفة.