القرنية هي أول جزء من العين يستقبل الضوء الخارجي، وهي عبارة عن عدسة هامة جدًّا في عملية إسقاط صورة الأجسام المرئية على الشبكية ويكون سطحها كرويًّا في الأحوال الطبيعية، والقرنية المخروطية هي مرض يحدث فيه تحول تدريجي في شكل القرنية من الشكل الكروي إلى شكل مخروطي يؤثر بشكل كبير على الرؤية، حيث يحدث ترقق في سماكة القرنية في مركزها مما يشكل نقطة ضعف في مواجهة الضغط داخل العين.
تطور المرض:
يكون ظهور المرض خفيًّا في مراحله الأولى حيث يسبب نقصًا في الرؤية يمكن تصحيحه بالنظارة، وقد لا تظهر علامات واضحة للمرض أو قد تكون هذه العلامات بسيطة جدًّا بحيث يمكن أن يتأخر التشخيص لفترة طويلة .
يلاحظ المريض أن مقاسات النظارة تتغير بسرعة في كل زيارة للطبيب، وأن الرؤية بدون نظارة تصبح أسوأ فأسوأ، وأن النظارة أيضًا تصبح غير مريحة.
في مرحلة لاحقة تصبح الرؤية سيئة حتى مع النظارة، وغالبًا ما يلاحظ المريض أن حدة الرؤية تختلف بشكل كبير من وضعية نظر إلى أخرى، كما يمكن أن يشكو من رؤية هالات حول الأشياء.
العلاج:
الحالات البسيطة وغير المتطورة يمكن أن يكتفي بالنظارات الطبية في معالجتها.
وتشكل العدسات اللاصقة الصلبة الخاصة بالقرنية المخروطية الحل الأمثل لهذا المرض طالما أنه لم يصل إلى درجة متقدمة، كما تعطي العدسات الصلبة رؤية ممتازة من النادر أن يعطيها زرع القرنية، كذلك فإن المخاطر الناجمة عنها أقل بكثير من المخاطر الممكنة مع زرع القرنية.
زرع القرنية: وتعتمد على استبدال القرنية بقرنية بشرية مأخوذة من شخص متوفى حديثًا، أجريت عليها اختبارات دقيقة لتحديد سلامتها وخلوها من الأمراض المعدية، ومحفوظة في وسط يحافظ عليها لمدة تزيد عن شهر. وهذه عملية مرتفعة التكلفة وتحتاج لمراقبة وزيارات متكررة للأخصائي لمدة قد تصل إلى سنة كاملة، ويجري فك قطب الغرز الجراحية للرقعة بعد مدة لا تقل عن ستة أشهر من إجراء الجراحة.
من أجل كل ما سبق فإن زرع القرنية يجب أن يترك فقط للحالات الشديدة والتي لم تنفع معها أية معالجة أخرى.
زرع الحلقات: هناك حاليًا معالجة جراحية بسيطة وحديثة جدًّا للقرنية المخروطية، تعتمد على زرع حلقة خاصة في سماكة القرنية بحيث تضغط هذه الحلقة بطريقة معينة تؤدي إلى تخفيف انحناء القرنية، وقد حصلت هذه الطريقة على موافقة هيئة الدواء والغذاء الأمريكية FDA عام 2004 بشرط استخدامها فقط للمرضى الذين لم يستطيعوا استعمال العدسات اللاصقة الخاصة والذين لديهم قرنية مخروطية متوسطة الشدة. وتعتبر جراحة زرع الحلقة أقل خطورة بكثير من زرع القرنية، لكنها من النادر أن تؤدي إلى رؤية ممتازة، وغالبًا ما ينجم تحسن درجتين أو ثلاث درجات في حدة البصر، ويبقى تأثيرها على المدى البعيد غامضًا وبحاجة إلى وقت أطول ودراسات متعددة لتحديده.