(قطوف دانيات من عالم النبات)
تنتشر نباتات هيدنورا أفريكانا Hydnora Africana و”ندى الشمس”Sundew في صحاري جنوب أفريقيا. وتنمو تحت الأرض ولا يظهر منها سوى زهرة مفترسة. هذه الزهرة عبارة عن مصيدة تجذب/ تصطاد بها فرائسها من الحشرات والخنافس من خلال إطلاق رائحة تقوم بجذبها إليه، ثم يطبق عليها. ويتلذذ بالتهامه بعصارة قوية هاضمة. أما نبتة “السَّنْدَب” فنبتة مائية تنمو أوراقها تحت الماء. وتمتلك عدة أكياس كلّ منها مزوّد بشرك وعدد من الشعيرات الطويلة. عندما يقترب صديها كبرغوث الماء وغيره، فيلامس الشعيرات ينفتح الكيس. وتُسحب الفريسة لداخله، وينغلق عليه تحت تأثير فارق الضغط داخل الكيس، وخارجه. افتراس في لمح البصر أو هو أقرب! وهناك نبتة “الدروسيرا”، فتغطي أوراقه زوائد كثيرة. تنتهي أطرافها بغدد تفرز مادة حامضية لزجة لاصقة. فإذا ما هبط الصيد على رأس هذه الزوائد، فيعلق بها. وكلما حاول الهرب زاد اشتباكها في زوائد أخرى تتجمع حولها. ويفرز النبات المواد الهاضمة التي تذيب وجبة الحشرات. وبعد امتصاصها تعود الزوائد لاعتدالها، والورقة لشكلها الطبيعي. إن عالم النبات عالم رائع غريب، وفيه نباتات أغرب.
والنباتات اللاحمة، كغيرها، من النباتات تنتج غذاءها ذاتيًّا. وذلك عن طريق “التمثيل الكلورفيللي” وتحويل الطاقة الضوئية (الشمس) إلى طاقة كيماوية (في وجود الماء وبعض العناصر). ولكن لديها أعضاء متحورة تمكنها من اقتناص بعض الحشرات والحيوانات الصغيرة وافتراسها لتكون مصدرًا إضافيًّا للتغذية. كونها تنمو في بيئات ومستنقعات فقيرة نسبيًّا في عنصر النيتروجين الميسر والهام لنمو النباتات. ومع أنها لا تمتلك جهازًا هضميًّا إلا أنها تتميز بقدرتها على هضم الفرائس من خلال إفراز إنزيمات هاضمة. ويعتمد بعضها على إنزيمات تنتجها بكتيريا “تكافيلية”. وهناك نباتات مفترسة تعتمد على كلا الطريقتين في هضم أجساد الضحايا.