المدينة التي أطلق عليها البعض بجوهرة الصحراء، وأكبر المدن الإسلامية في الساحل الإفريقي وقت أن كانت أوربا في ظلام الجهل، متحضرة بعلماءها الذين أناروا ليل الصحراء الطويل، وسامروا النجوم والأقمار بحكتهم وخيالاتهم التي بلغت سدرة المنتهى، هي مليئة حكاياتها بالأسطورة ككل المدن التي كانت عامرة زمانًا ثم انهارت، لكن رائحتها علمية بحتة ولم تفقد سحرها حتى هذه اللحظة، مدينة كانت محج العلماء من المغرب والأندلس والشنقيط، وتقدر المخطوطات المتواجدة في تمبكتو أكثر من سبع مائة ألف مخطوطة، ومعظمها بحوزة بعض العائلات، وفي كتابه مهربو كان تمبكتو يسرد الصحفي تشارلي إنغلش سردًا هو أشبة بالرواية عن مهماته لإنقاذ الكتب والمخطوطات،
وهذا غيض من فيض، ففي كل بقعة وطأت قدما مسلم ازدهرت علمًا ونورًا، فكان إطلاقًا نبض اقرأ باسم ربك الذي خلق، لم يختلق فتنة، ولم يصنع تطرفًا ولا إرهابًا، كان قلبه ينبض بالعرفان.
فلا يخفى على الباحث الذي يبحث في طيات التاريخ عن دور الإسلام في ترسيخ حضارة ذات قيم ومثل، ولا يخفى على المسلمين إسهامات أجدادهم التي ألهمت الدنيا وعلمتها قرونًا وقرونًا، فبدلاً من أن نقف على أطلال تلك الذكريات ونبكيها نشيد حضارتنا من جديد. آن أن نرجع ذا المجد السليب…..عائدون أمتي لا تيأسي….