إن فطريات الأظافر باتت تهدد الملايين على مستوى العالم و هى من الإصابات التى تحدث ببطء و غالباً ما لا تتم ملاحظتها من قبل المريض فى البداية، و عندما تحدث يصعب علاجها و يستمر المصاب فى تناول العلاج لفترات قد تصل إلى سنوات، و عادة ما تؤدى الإصابة بها إلى ظهور بعض الأعراض تعتمد فى نوعها و شكلها على طريقة العدوى، حيث يمكن للفطريات أن تصيب الأظافر من الجزء الأمامى عند طرف الإصبع .
وهنا تحدث صورة مرضية معروفة و هى زيادة فى سمك الجلد الظاهر من طرف الأظافر و سهولة فى تكسر الجزء الأمامى منها وهناك كذلك نوع ثان حيث يمكن للفطريات أن تصيب الأظافر من الجلد المحيط بها عند الجزء الخلفى منها، و تؤدى إلى تشققات و تشوهات فى الأظافر، أما النوع الثالث من الإصابة فهو ينتج عن نوع من الفطريات يفضل النمو على سطح الأظافر الخارجى مما يؤدى إلى تلون الأظافر باللون الأبيض و الذى يغطى سطحها كله وهو ما يعرف بأسم الإلتهاب الفطرى للأظافر.
أما أسباب عدوى الأظافر التي أكثرها شيوعاً هى الفطريات المعروفة بأسم (الدرماتوفيت) و هى تغزو الأظافر و الجلد، و إذا لم تعالج تنمو و تنتشر بالأظافر الأخرى أو سائر أنحاء الجسم، و هى تتواجد بصفة خاصة فى الأماكن المبتلة و الرطبة كالحمامات و نوادى اللياقة البدنية، و المناطق الحارة الرطبة، و من الممكن أن تحدث العدوى الفطرية للأظافر للذين يرتدون القفازات أوالأحذية سيئة التهوية.
وقد وجد العلماء أيضاً أن هناك عوامل تساعد الفطريات على الوصول إلى الأظافر و نهشها كوضع اليدين فى الماء لفترة طويلة، أو عادة قضم الأظافر أو استخدامها فى أعمال شديدة مثل فك بعض الأقفال أو كثرة مسك الأشياء الدقيقة بالأظافر، أو دهانها بالطلاء و إزالته ثم إعادة الطلاء على فترات قصيرة.
و إذا ما ترك هذا المرض بدون علاج فإنه يؤدى فى النهاية إلى تدمير الظفر و إتلاف الجلد المحيط به، كما تتأثر وظيفة الأصابع بشدة لدرجة أن الأعمال البسيطة التى يعتبرها المرء من المسلمات مثل شد رباط الحذاء أو الخياطة أو تقشير برتقالة قد لا يستطيع القيام بها، و فى المراحل المتقدمة قد تصبح شكوى المصاب مماثلة للشكاوى التى يعبر عنها مرضى إلتهاب المفاصل، و بالإضافة لذلك يرى الدكتور روبرتس أن تأثير العدوى الفطرية ليس جسمانياً فقط بل له تأثيرات نفسية أهمها أن المصابين يرون أنفسهم معوقين إجتماعياً و غير قادرين على كشف أيديهم أو أقدامهم علانية.
دواء جديد.. معجزة
وافقت وزارة الصحة و الهيئات المعنية بشئون الدواء على دخول دواء جديد للأسواق المصرية يعالج الإصابات الفطرية الحادية و المزمنة التى تصيب الأظافر بكفاءة كبيرة، حيث يختصر زمن العلاج من 18 شهراً إلى ستة أسابيع، و يرفع نسبة النجاح من 30% إلى ما يزيد على ضعف هذا الرقم، و جاءت الموافقة بناء على دراسات مكثفة أجريت بأقسام الأمراض الجلدية بكليات طب قصر العينى و عين شمس و الإسكندرية و الزقازيق، و أكدت نتائجها سلامة هذا الدواء و فاعليته.
كانت الاكتشافات العلمية المتتالية فى مجال مكافحة الأمراض الفطرية بالجلد لم تسطع أيقاف هذه الأمراض أوالحد منها بشكل مؤثر رغم أن العديد منها يعتبر مضادات حيوية قوية، و قد لوحظ أن العديد من الطفريات اكتسب مناعة ضد هذه الأدوية مع ضعف مناعة الجسم ومن هنا اتجهت مراكز الأبحاث لاكتشاف مضادات أكثر فاعلية للفطريات يمكن استعمالها لعلاج المصابين بأمراض فطرية متكررة أو منتشرة بالجسم نتيجة ضعف الجهاز المناعى.
وفى إطار هذه الجهود جاء التوصل إلى الدواء الجديد الذى يتميز بقدرته على القضاء على الفطريات أو الحد منها بشكل كبير إذا ما أعطى بجرعات صغيرة و لفترة زمنية قصيرة نسبياً بالمقارنة بالأدوية الأخرى الموجودة، فهذا الدواء يعطى مفعولاً قويا ً و إيجابياً خلال فترة إستعمال لا تتعدى ستة أسابيع لأظافر اليد و ثلاثة شهور لأصابع القدم كما يمنع إرتجاع الحالة مرة أخرى، بينما الأدوية الحالية يتحتم استعمالها لفترة قد تصل إلى 18 شهراً و سرعان ما تعود الإصابة من جيد بعد توقف الإستعمال.
وأهمية مثل هذا الدواء تأتى من أنه يضع حداً لمعاناة المريض و لحيرة الطبيب معاً فى علاج أنواع معينة من الفطريات و بالذات سريعة الانتشار أو متكررة الحدوث، و أهمها الفطريات التى تصيب الأظافر و التى لم يكن لها علاج من قبل.
و من مميزات الدواء الجديد، التى كشفتها أبحاث أجريت فى طب القاهرة وعين شمس و الإسكندرية و الزقازيق على مئات الأشخاص أنه يظل موجوداً لبضعة شهور بعد التوقف عن استعماله بتركيزات عالية فى الطبقات السطحية من الجلد و بالذات تلك المادة الغريبة التى تكون على الأظافر، و هى خاصية تمنع عودة الإصابة من جديد بعد التوقف عن استعماله، كما يتميز بقلة أثاره الجانبية.
خلال جلسات المؤتمر تابع المئات من الأطباء المميزات الجديدة التى ينتظر أن يقدمها هذا الدواء للمصابين بالعدوات الفطرية فى الأظافر و يزيد عددهم على 75 مليون شخص على مستوى العالم، و طبقاً لما أعلنه العلماء فإن هذا الدواء [تربينافين] يقدم بالفعل الحل الذى طال إنتظاره، و يعد فتحاً جديداً فى علاج داء الأظافر الفطرى، فهو يؤخذ بالفم و يخلص المصاب من كافة متاعب هذا المرض خلال ستة أسابيع إذا كانت الإصابة فى أصابع اليدين و 12 أسبوعاً إذا كانت فى القدمين، و هى فترة قصيرة للغاية مقارنة بكفاءة الأدوية الحالية التى لا يتحقق مفعولها إلا بعد فترة استخدام لا تقل عن عام و نصف العام بأية حال.
أظفارك دلائل صحتك العامة
بالتوصل إلى الدواء الجديد (تربينافين) تحققت للمصابين بفطريات الأصابع فرصة واسعة لتجنب الإصابة المزمنة بفطريات الأظافر فالدواء الجديد يمكنه علاج أكثر الحالات صعوبة و على المرضى من الآن ألا يعتبروا العدوى بفطريات الأظافر مشكلة جمالية وحسب ، و يؤجلون السعى نحو العلاج أو يحاولوا إخفاء أو تغطية مشكلتهم تحت طلاء الأظافر أو القفازات أو الأحذية ، مما يؤدى إلى تفاقم الحالة، و حينما يقررون بدء العلاج تكون العدوى قد تقدمت للدرجة التى يكون فيها الظفر قد انكسر أو تأكل مع حدوث عجز جسمانى حقيقى.
و قد تناول العلماء خلال الجلسة و سائل التعرف على الداء الفطرى للأظافر فاتضح أن أكثر العلامات الدالة على الإصابة هى تقصف الأظافر أو زيادة سمكها، و كثيراً ما يرتبط ذلك بلون بنى أو أصفر، و بالنسبة للعين غير المدربة قد لا تلاحظ الإصابة لذلك يفضل إستشارة الطبيب الأخصائى لدى أول علامة غير طبيعية تظهر.
وحتى وقت قريب كان العلاج المتعارف عليه لمعظم حالات عدوى الأظافر يستغرق قرابة عام و يحقق نتائج ضعيفة نسبياً مع حدوث انتكاس للحالة لدى العديد من المرضى. و هاتان المشكلتان [طول العلاج ـ قلة الفاعلية] كانتا تمثلان أكبر عقبتين فى طريق الشفاء، و قد أزالهما الدواء الجديد تماماً من أمام المرضى.
أن أظفارك يمكنها أن تكشف دلائل عن صحتك العامة؟ فلطخة من البياض هنا، ومسحة من الوردي هناك، أو قليل من التموج أو التورم، يمكن أن يكون علامة لمرض ما في الجسم، أو مشاكل في الكبد أو الرئتين أو القلب بل وحتى أمراض الرئة سرطان الرئة فتظهر على أظفارك.
وقد أصبح الكشف المبكر عن الأمراض الخطيرة، مثل أمراض القلب والكبد والكلى وغيرها بمثابة نقطة البداية للشفاء من تلك الأمراض قبل انتشار مضاعفاتها فى الجسم، وبالتالى إمكانية السيطرة عليها وعلاجها بأقل خسائر ممكنة للمرضى.
فالأطباء يلعبون منذ فترة على وتر الطرق المبتكرة للكشف المبكر عن الأمراض، وكان آخرها ما أفصح عنه بحث أمريكى كشف عن أن تحليل النيكوتين الموجود فى قصاصات أظافر القدم قد يساعد فى قياس احتمال تعرض النساء لخطر أمراض القلب.
وقد أجرى فريق طبى من جامعة كاليفورنيا فى سان دييجو تحليلا جديدا لنتائج إحدى الدراسات القديمة، حيث أظهر أن أظافر القدم التى تنمو عادة ببطء قد تعطى تقديرا أطول فى مداها، وأكثر استقرارا للمستوى الإجمالى لخطر تعرض الفرد لدخان السجائر.
ويشير الباحثون إلى أن المقاييس الحيوية للتعرض لدخان السجائر، مثل قياس كمية النيكوتين أحد نواتج تحلل النيكوتين فى البول أو اللعاب، المستخدمة حاليا ، لا تكشف إلا عن درجة التعرض فى بضعة أيام ماضية.
وعليه فإن تحليل أظفار القدم قد يكون اختبارا مفيدا للتعرف على المعرضين لخطر كبير فى المستقبل، خصوصا فى الظروف التى لا يتوفر فيها تاريخ للتدخين، أو يكون هذا التاريخ عرضة للمغالطة.
وللتحقق من ذلك، قام الباحثون بحصر محتوى النيكوتين فى قصاصات أظافر أقدام جمعت من 62641 امرأة شاركن فى دراسة مستفيضة باحتمالات الإصابة بأمراض القلب .
ووجد فريق البحث أن النساء اللاتى كن لديهن أكبر محتوى نيكوتين فى الأظافر كن نحيلات أكثر مما عداهن، وأقل نشاطا وأكثر شربا للكحوليات وأكثر احتمالا للمعاناة من ضغط الدم المرتفع أو البول السكرى مع تاريخ عائلى من الإصابة بأزمات قلبية، وذلك مقارنة بأصحاب الكمية الأقل من النيكوتين فى الأظافر
مراجعنا :
Medescape – Onychomycosis (2020) Academy of Family Physicians – Treating Onychomycosis.
medlinep lus – Nail Diseases (2020).)
Aris H.Garoudi, Scalp, Hair and Nails Abnormalities( 2020) .