في ذكرى وفاته الـ11 حراء تنظم ندوة بعنوان “فريد الأنصاري مفكرًا وأديبًا”

(حراء أونلاين) عقدت مجلة حراء عبر برنامج zoom ندوة دولية بعنوان: “الدكتور فريد الأنصاري مفكرًا وأديبًا”، بمشاركة مجموعة من المفكرين والباحثين من مختلف دول العالم.

بدأت الندوة بكلمة للمشرف العام على مجلة حراء نوزاد صواش رحب فيها بالحضور، وعبر من خلالها أن هذه الندوة أتت للحديث عن شخصية كانت وما زالت لها تأثير كبير في العالم الإسلامي، كما استعرض مؤلفات د. فريد الأنصاري الأدبية والفكرية والأكاديمية.

وأعرب الدكتور محمد جكيب الأستاذ بجامعة شعيب الدكالي بالمغرب أننا ما زلنا في الطريق لاكتشاف د. فريد الأنصاري، فالسياق العام الذي يمر به العالم الإسلامي يفرض علينا أن نقف عند فكر هذا الرجل وإعادة اكتشافه من جديد؛ لكونه عاش حياة وتحولات فكرية متعددة، كما أنه رجل كان يحمل همًا وقضية عاش من أجلها.

وأضاف د. جكيب أن د. فريد الأنصاري عاش عدة اكتشافات وتأثيرات منها اكتشافه لرسائل النور واكتشافه أيضا للترجمة الفعلية لهذه الرسائل من خلال اكتشافه لفكر فتح الله كولن وحركة الخدمة، هذه الاكتشافات عبر عنها من خلال كتابه آخر الفرسان وعودة الفرسان ورجال ولا كأي رجال، ومن يطالع مقدمة كتابه عودة الفرسان سيجد أن شخصية الأستاذ فتح الله كولن كانت حاضرة وبقوة معه أثناء خطه هذا الكتاب، ويعتبر أهم نقطه اكتشفها في هذا الوقت هي المرور من النظري إلى العملي.

وأفاد أن د. فريد الأنصاري كان رجلاً متطلعُا إلى الأصلح دوما، وإلى تغيير واقع الأمه، فكان نقد د. فريد لبعض الحركات الإسلامية في الأمة ليس من أجل الهدم بل من أجل البناء والوصول إلى الأفضل.

وفي ذات السياق قال. إدريس الكنبوري الكاتب والباحث المغربي إن اختيار موضوع الدكتور فريد الأنصاري في هذا اليوم اختيارًا موفقًا وذلك لمجموعة من الاعتبارات أهمها أنه أتى في حينه؛ لأن التجربة التي خاضها والرؤية التي قدمها أتى موعد حصادها. فاليوم يمكن أن نقف على تجربة فريد الأنصاري رحمه لنقيم التجربة ونقيم تجارب الآخرين.

وبين د. الكنبوري أن د. فريد الأنصاري كان من الرواد لأنه أول من فتح باب النقد للتجربة الإسلامية. ففريد الأنصاري رحمه الله تعالى أدرك منذ البداية الانفصال الواقع في الحركة الإسلامية وتمسكها بالمنهج السياسي على حساب المنهج التربوي، فلخص العملية في غاية البراعة عبر كتاباته وعمل على إعادة الناس إلى القرآن مرة أخرى، لأن الإنسان قيمة والقرآن فيه مجموعة من القيم التي تنمي هذا الإنسان وتنظم سلوكه.

ففريد الأنصاري خلاصة أمة، لأنه كان متعدد المواهب كلما دار سقى، فرحمة الله عاش كالعلماء السابقين لا يحدهم مكان ولا زمان، رحل بروحه إلى اليابان فكتب شعر الهايكو، كما رحل إلى تركيا وتعرف على تجربة الشيخ النورسي وتجربة الخدمة للأستاذ فتح الله كولن. وإذا بحثنا عن سبب رحيله الروحي إلى تركيا وإلى غيرها من الدول مع أن المغرب هي بلد الأولياء والعلماء فسنجد أنه كان لا يبحث عن التربية من أجل التربية، ولكن يبحث عن التربية من أجل بناء نموذج حضاري، الأمر الذي وجده في حركة الخدمة.

وأوضح الدكتور جمال الحوشبي الكاتب والباحث السعودي أن أهم ما استوقفه عند مطالعة كتب وفيديوهات د. فريد الأنصاري، أنه فريد الرمز وفريد الإنسان، ففريد الإنسان عاش الهم والألم عاش الحقبة بجميع مشاكلها فاستطاع تشخيص الواقع، كما أنه كان دائم البحث عن النور، وكان متشبع بنور القرآن، والقرآن جعله يتعرف عن كثب على الخدمة، وهي كانت آخر محطات حياته، فكان يعيش ويحيا بالقرآن، ولكن بعد تعرفه على الخدمة أصبح يعيش مع القرآن.

كما كان فريد الأنصاري حرًا في قراره لم يكن أثيرًا لحركات أو أشخاص معينين لذا تحمل صعوبة هذا القرار وعانى من أجله، لكنه استطاع أن يميز بين الحق والباطل كما كان التوفيق حليفه فوفقه الله سبحانه وتعالى في آخر حياته للتعرف على الخدمة.

إن د. فريد الأنصاري استطاع أن يوازن بين الفرص والمخاطر وبين المكتسبات الإيجابيات والسلبيات لذا كان عنده القدرة الخروج من دائرة المخاطر والسلبيات، والنظر إلى دائرة الفرص والإيجابيات.

كما أن المتأمل في سيرة د. فريد الأنصاري سيجده قد انجذب إلى أربعة أمور، أولاً: الواقع فقد كان منجذب إلى الواقع فعاشه كما هو فاستطاع اكتشاف الهوة في هذا الشأن، ثانيًّا: كان منجذب إلى النص الشرعي فكان يعيش مع القرآن ويحيا بالقرآن، ثالثًا: الأنموذج فقد وجد هذا الأنموذج الواقعي الذي انبهر به وهو أنموذج الخدمة، رابعًا التجديد فكان لا يرضى بالواقع الذي نشأ فيه ويتطلع دائما إلى التجديد، هذا الانجذاب إلى التجديد وجده في الخدمة واقعيًّا فلذك كان انبهاره بالخدمة لأنه جسدت كل هذه الأمور الأربع.

يذكر أن الدكتور فريد الأنصاري قد ولد بإقليم الراشيدية بالمغرب سنة 1960م، وتوفي سنة 2009م. شغل الدكتور الأنصاري العديد من المناصب الأكاديمية فقد عمل رئيسًا لقسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب جامعة مولاي إسماعيل بمكناس المغرب، كما شغل منصب عضو في المجلس العلمي الأعلى بالمغرب وله مجموعة كبير من المؤلفات العلمية والأدبية والفكرية، هذا إلى جانب عشرات المقالات العلمية المنشورة في المجلات العلمية والمواقع الأدبية.

ويعد الدكتور فريد الأنصاري أحد كتاب مجلة حراء الأوائل، فقد شارك بعدد كبير من المقالات الفكرية على صفحات مجلة حراء، كما صدر له ثلاث كتب مع مجلة حراء كتاب آخر الفرسان، وكتاب عودة الفرسان، وكتاب رجال ولا كأي رجال.

لمطالعة مقالات الدكتور فريد الأنصاري يمكنكم الدخول على هذا الرابط:https://hiragate.com/author/ensari/

لتحميل كتب فريد الأنصاري يمكنكم الدخول على هذا الرابط:https://cutt.us/CQWgD