أنيس منصور كاتب وفيلسوف ورحالة من مصر، إنه جاب البلاد وسجل ما شاهده بصورة ساحرة، وكتابه (حول العالم في 200 يوم) درة ثمينة في عالم أدب الرحلات، وهو يجمع بين دفتيه تجاربه الرائعة أثناء رحلاته في أنحاء واسعة من المعمورة، فيتحدث عما رأى في البلاد المختلفة من الهند وسيلان وسنغافورة وإندونيسيا وأستراليا والفليبين وهونج كونج واليابان وأمريكا، والهند هي كانت المحطة الأولى في رحلة أنيس منصور حول العالم، وقد قضى الكاتب في الهند تقريبا شهرا واحدا، وكانت تجاربه فيها طريفة ورائعة جدا، ويتحدث عن كلها في كتابه (حول العالم في 200 يوم). ويصور ألوانًا من المعالم الحضارية والثقافية الحديثة والقديمة وأفانين من الطقوس والتقاليد والخرافات والأساطير الهندية، فتسلط هذه المقالة الأضواء على تلك التجارب الرائعة التي عاشها أنيس منصور في الهند.
حول العالم في 200 يوم
يعد هذا العمل من أروع ما كتب في أدب الرحلات في العصر الحديث، وقد حاز المؤلف به على جائزة الدولة، نجد فيه المتعة والسلوى وكل ما يحتاج إليه القارئ، كان العالم لدى هذا المفكر المصري كتابًا عريضًا طويلاً غنيًّا بألفاظه ومعانيه قرأه بعقله وفلسفته.
أشاد عدد كبير من الأدباء والمفكرين العرب بهذا العمل، يقول د. طه حسين عن هذا الكتاب الجميل: “والإحساس الذي لا يفارقك أثناء القراءة هو أنك مع الكاتب تشهد ما يشهد وتسمع ما يسمع وتجد ما يجد من ألم ولذة ومن سخط أو رضى، تسافر معه وتقيم حين يقيم مع أنك لا تبرح مكانك”، وأردف عميد الأدب العربي قائلاً: ومن المحقق أن الذين سبقوه من أصحاب الرحلات لم يزوروا الأرض كلها ولم يصفوها، وإنما اكتفوا بما زاروا من بعض الأقطار، ولكن الأستاذ الكاتب يستطيع أن يصدق بيت أبي العلاء.
وإني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل
يقول محمود تيمور في مقدمة الطبعة التاسعة للكتاب: وكاتب الرحلات الناجح لا بد أن تتوافر له ألمعية الملاحظة ورهافة الفطنة وسرعة الالتقاط والقدرة على استبانة الملامح والمعالم، وبخاصة ما يدق منها على النظرة العابرة، وما يتصل منها بالعادات والسلوك والأوضاع الاجتماعية التي لا تخلو من غرابة، وكل هذه المؤهلات تستجمع للأستاذ أنيس منصور وهو يضرب بعصاه الأرض، ويمعن نظراته هنا وهناك، فتخترق في الزوايا والخبايا.”
والأسلوب الذي وظفه الكاتب في هذا العمل جذاب وأخاذ، وله أسلوب ذاتي لا يمكن لأحد محاكاته، وأقر بهذه الحقيقة القاص المصري محمود تيمور، يقول: لأنيس منصور أسلوبه الذاتي، وهو أسلوب تتضح فيه شخصيته، وأكبر عناصره تلك الجاذبية التي تجعل قارئه يحرص على أن يتابعه على تواصل الأيام… كأنه يتابع رسالة موصولة الحلقات أو لكأنه يوالي الاستماع لقصص (ألف ليلة وليلة) التي لم يمل شهريار الاستماع إليها في لياليه الطوال”.
تجاربه الهندية الرائعة
ارتحل أنيس منصور إلى الهند حين كانت تعاني من ظروف سياسية عنيفة، وكان هدفه الرئيس من هذه الرحلة الشاقة إجراء تحقيق صحفي عن إحدى ولاياتها (كيرالا) حيث دار صراع عارم بين حكومتها التي كان يتزعمها الحزب الشيوعي والحكومة المركزية الهندية، يصرّح أنيس منصور لقد كان الغرض من رحلتي هذه أن أسافر فقط إلى ولاية كيرالا في الهند وأن أكتب تحقيقا صحفيا عن الولاية الوحيدة في الهند التي فاز فيها الحزب الشيوعي بحكومة %100، وقد ثار حزب الحكومة المركزية على هذه الولاية واتهم حكومتها بالطغيان والاستبداد والتدخل في معتقدات الناس وتغيير كتب التاريخ، وقابلت رئيس الوزراء نامبودريباد، وهو رجل متوسط القامة ممتلئ، وله رأس كبير، وقابلني حافي القدمين وكذلك أولاده.. وكان يضع يده على رأسه كلما سألته سؤالا، وكنت كلما تطلعت إليه لأسمع الجواب كانت حركات يديه تخفي صورتي لينين وماركس على الحائط وراءه.. وفي كل مرة ينفعل كنت أنحني أجمع الكتب التي سقطت على مكتبه وكلها عن ستالين، وكان هذا الحديث الذي دار بيني وبينه هو الصاروخ الذي دفعني إلى الدوران حول الأرض.
تستغرق أحاديث أنيس منصور عن الهند حوالي مائة وثماني صفحات، وتلك ضمن ستة عناوين مختلفة: (كل شيء كثير) و(باسم الله) و(صاحب القداسة رفض) و(إله في انتظاري) و(حفاة تقدميون جدا) و(تأملات هندية). إذا حدّدنا الموضوعات الرئيسة التي دارت حولها أحاديثه يمكن لنا أن نقسمها إلى العناوين الآتية: (المرأة الهندية) و(تندوري) و(البقرة) و(الدوتي) و(دلاي لاما) و(في كيرالا) و(نامبودريباد).
المرأة الهندية
إن المرأة تشغل حظا كبيرا لدى أنيس منصور، المرأة والحب والشباب هي الموضوعات التي خاض في أعماقها الكاتب كثيرا، يبدو لنا من النظر في أعماله أنه مولع بالحديث عن المرأة، إنه يعشق محادثة النساء والحديث عنهن ونعتهن، فكيف لا يستهويه هذا الجنس اللطيف في الهند؟ يصف أنيس منصور المرأة الهندية قائلاً: أما السيدات فهن أميل إلى السمنة..، وخصوصا الأرداف… وتضع كل واحدة نقطة حمراء في أسفل الجبهة..، تدل على أنها متزوجة، وشعرها أسود جدا تحسدها عليه كل نساء أوربا وأمريكا، وجهها مستدير، وشفتا المرأة أميل إلى الامتلاء وعنقها مسحوب وأذناها صغيرتان”. ويقول في مكان آخر مبهورا بجمال وسواد شعر المرأة الهندية: “أما شعر المرأة فطويل أسود يوجع قلب كل نساء أوربا”.
والشيء الجدير بالذكر هنا أن الرحالة المصري أنيس منصور يثني على المكانة التي تحتلها المرأة في الهند بسبب الحرية الاجتماعية، فهو يقول مقارنا بين وضع المرأة في آسيا وأفريقيا: مركز المرأة في آسيا كلها أحسن من مركزها في إفريقيا؛ فهي هنا في الهند رئيسة أعظم حزب وهو حزب المؤتمر، وهي وزيرة ونائبة وزير ومستشارة وقاضية، وهي وكيلة البرلمان ورئيسة مئات من الهيئات الرسمية”.
تندوري
وفي الهند جرب أنيس منصور وجبات وأكلات متعددة، وأكل في الفنادق الفاخرة كما أكل قاعدا على الأرض، ولكن الأكلة التي أعجبته من جميع الأطعمة هي تندوري، وله عنها حكاية: “وجدت أن أحسن طعام هناك هو تندوري، وهذه الكلمة الهندية الوحيدة التي عرفتها بعد ساعة من وصولي إلى المدينة، إنها فرخة كاملة، فرخة شكلها غريب، مصبوغة باللون الأحمر، أحمر فاقع… لقد غمسوها في هذا اللون 24 ساعة، والفرخة مشدودة ممطوطة… جناحاها طويلان ورجلاها طويلتان، وعلى ظهرها أثر كدمات أو آثار ضرب عنيف، هكذا تصورت.
فقد وجدت هذه الفرخة المشوية بها علامات عميقة في جسمها، وتخيلت أنهم في الهند ينطلقون وراء الفراخ ويضربونها حتى تموت ثم يرمونها في اللون الأحمر، وبعد ذلك ينقلونها إلى النار ثم إليك، ولكن الأمر مختلف عن ذلك فهي فرخة عادية ذبحوها، ثم صنعوا بها هذه العلامات العميقة في جسمها بعد أن سلخوها تماما كالأرانب، وهذه العلامات تسهل عملية وصول النار إلى جسم الفرخة ثم وضعوا فيها بعض الفلفل أو بعض الشطة. قليلا جدا. أما فيما عدا هذه الفرخة فلا يوجد طعام يستحق الذكر في الهند كلها، هذه الفرخة هي العلامة المميزة للمطبخ الهندي”.
البقرة
يعجب الكاتب من تعامل بعض الهنود مع البقرة، ويذكر أن البقرة في الهند هي حيوان مقدس يعبده الهندوس، وعلى أساس هذا التأليه والتقديس يعاملون معها معاملة غريبة، ومع أنها هي في نظر أتباع الديانات الأخرى مجرد حيوان نافع مثل سائر الحيوانات، فحينما زار أنيس الهند شاهد هذا المنظر الغريب فاستغربه ووقع في حيرة.
يقول: “ففي الهند أناس لا يأكلون اللحوم ولا المواد المستخرجة من الحيوانات، فلا يشربون اللبن ولا يأكلون الزبد ولا الجبن ولا يأكلون البيض ولا السمك ولا يذبحون الأبقار… لأن البقرة مقدسة، وهي رمز الحياة والخصوبة، وهي حيوان سعيد في الهند وسعادة البقرة واضحة في دلالها ودلعها وتمخطرها في الشوارع… في أحسن الشوارع… وفي دخولها أحسن المحلات دون أن يمسها أي إنسان”.
ولكن يتعجب ويتحير حين يرى أن الثور على الرغم من أن أمه بقرة وجدته بقرة وابنته بقرة أيضا أنه ليس محترما وهو منبوذ وليس له أي تقديس، يقول: “وفي الهند فئة من المنبوذين عددها حوالي 60 مليون نسمة… ولا أعرف بالضبط عدد الثيران، ولكن هذا الحيوان المنبوذ يجر العربات ويحرث الأرض ويضربه الفلاحون على قفاه ليل نهار، واليد التي تضربه على قفاه، هي اليد نفسها التي ترتفع بالتحية لأمه او لجدته أو حفيدته، ولم ألاحظ أن هناك أية تفرقة جنسية عند الهنود غير هذه التفرقة بين الثور والبقرة.
دوتي
يتحدث منصور في الكتاب عن الزي الهندي وخاصة (دوتي) لأن دوتي له شرف خاص، ويبدو أن هذا اللباس الهندي وقع من نفسه موقعا جميلا، وأثار لديه رغبة شديدة في تجريبه، وقصة (دوتي) يحكيها الكاتب بأسلوب مضحك: “وقد حدث عند ما كنت في جنوب الهند أن استمرت الأمطار تتساقط يومين متواليين لا أستطيع أن أخرج من غرفتي، وإذا خرجت فلكي أتأكد من أن الأمطار لن تصل إلى سريري… ورأيت أنها فرصة لكي أجرب دوتي، وطلبت من مدير الفندق أن يعيرني أي دوتي عنده، ودخلت الغرفة، ووجدت أن دوتي هو عبارة عن ملاية سرير… ولكن كيف ألفها حول وسطي ثم كيف أربطها ربطا متينا حتى لا تسقط وبدون حزام، لم أتمكن، فإذا ربطتها من هنا سقطت من هناك… وقررت أن ألفها حول وسطي وأضع فوقها الحزام لكي يمسكها… ولاحظت وأنا أمام المرآة أنه لا ينقصني إلا أن أضع على صدري إبريقا كبائع العرقسوس وأنزل إلى الشارع وأنادي : شفا وخمير يا عرقسوس.
وقررت أن أخرج… إنني أحد الملايين، لن يلتفت إلي أحد، ولكن لاحظت أنني شددت دوتي على وسطي أكثر من اللازم، وأنه دوتي محزق قوي، دوتي بناتي كده… فككت الحزام وأعدت لف الدوتي وبحبحت الحزام قليلا، وخرجت إلى الشارع أنظر إلى الناس ولم يهتموا… أو هكذا قلت لنفسي، وبدأت أقوم بحركات عصبية، فالإنسان عندما يشعر بالحرج يحاول أن يضع يديه في جيبه، كأنه يتساند على نفسه حتى لا يقع، ولكن لا جيوب وحاولت أن أضع يدي على وسطي حتى لا يسقط دوتي، ومن شدة ارتباكي غصت في الماء وتبلل دوتي ووصل الماء إلى ركبتي وشعرت بالبرودة في الزحام ورفعت دوتي إلى أعلى وشددته فوق الحزام، ووجدت أن الحذاء لا لزوم له فنزعت الحذاء وأمسكته في يدي، ولاحظت أنني لا أزال ألبس جوربي، فنزعت الجورب ووضعته في الحذاء وانحشرت وسط الناس، وفي الزحام تزحزح دوتي وانسحب من تحت الحزام كأنه هو الآخر يريد التحرر، وكأنني مغتصب له وهو يريد أن يعود إلى صاحبه، كأن دوتي حمام زاجل، فإذا أطلقته عاد إلى الفندق، ووضعت دوتي على كتفي، والصورة الآن هكذا: المطر على وجهي شديد جدا، شعري منكوش، وجوز جزمة في يدي، والجزمة قد ابتلعت جوربي وزجاجتين من ماء المطر، دوتي على كتفي، والقميص التصق بجسمي، وتلفت إلى الناس فوجدتهم مثلي، وحمدت الله على أنني لم أنس ملابسي الداخلية بعضها فقط، لقد دفعت ثمن هذا اليوم غاليا، من السعال والزكام والعرق والنوم تحت أغطية من الصوف في عز الصيف وفي قلب المنطقة الاستوائية”.
دلاي لاما
فعلا… قدم أنيس منصور إلى الهند لمهمتين أساسيتين، كما ذكرت آنفا كانت الأولى لتغطية الصراع الشديد بين الحزب الشيوعي في ولاية كيرالا وبين الحكومة المركزية الهندية، والثانية لمقابلة دلاي لاما الذي لجأ إلى الهند بعد اجتياح الصين والتبت، ويشير أنيس منصور في موضع أن تغطية أزمة كيرالا كانت مهمته الأولى، ولكنه سافر أولا إلى مسوري للقاء دلاي لاما، وبعد ذلك رحل إلى تريفاندفرم عاصمة كيرلا لمقابلة نامبودريباد، فقابل أنيس منصور دلاي لاما وأمه وتحدث معهما والتقط صورهما كما يقول: “وجلست إلى جوار دلاي لاما لكي تظهر لي أول صورة نشرت له في العالم العربي أو صورة تنشرها (أخبار اليوم) لدلاي لاما”
أما الحوار الذي جرى بين أنيس منصور ودلاي لاما وأمه فكان يتضمن عدة أسئلة، مثلا سأل الكاتب أنيس منصور دلاي لاما: كيف هربت من التبت إلى الهند؟ وهكذا وجّه أنيس عدة أسئلة لدلاي لاما، فأجابه لاما جوابا مقنعا…
في كيرالا
بعد المهمة الأولى انتقل أنيس منصور إلى كيرالا كي يكتب قصة الصراع بين الحزب الشيوعي وبين الحكومة المركزية، إذ كانت زيارته لكيرالا وتغطية الأزمة هناك من صميم أهدافه التي شد لأجلها رحاله إلى الهند، ومع ذلك لا يوجد في كتابه شيء حول الأزمة السياسية التي كانت تعاني منها الحكومات سوى إشارات عديدة، وربما ذلك لحذفه كثيرا من الموضوعات لدى تأليف الكتاب وترتيبه، إلا أن حديثه عن كيرالا يقدم لنا صورا وتجارب تكشف عن جوانب عديدة لحياة مواطني الولاية، لبس أنيس منصور في كيرالا دوتي كما ذكرنا سابقا، وتناول في ورقة الموز، ورأى كثيرا من العجائب والغرائب والتقاليد في عيد محرم، وزار المبنى التذكاري الذي يرقد فيه رماد المهاتما غاندي، وأجرى المقابلة الصحفية مع رئيس الوزراء نامبودريباد، حديث أنيس منصور عن كيرالا قد يستغرق حوالي أربع وعشرين صفحة، وقد اختار لبيان ذلك كعادته في اختيار العناوين عنوانا مثيرا هو (حفاة تقدميون جدا).
فأنيس منصور لا يتمالك من الدهشة والحيرة عندما يرى رجلا مثقفا تعلم في إنجلترا، وعلى عينيه منظار أمريكي غال، وفي جيب قميصه الحريري قلم ذهبي وفي يده ساعة من الذهب والماس، ومع ذلك يمشي حافي القدمين ويجلس على الأرض كما يقول أنيس: “أنا جالس على الأرض… ومعي أحد أغنياء ولاية كيرالا، إنه من الأسرة التي كانت مالكة، واسمها “ثامبي”، إنه تعلم في إنجلترا، ومع ذلك يمشي حافي القدمين، ويلف حول وسطه فوطة تماما كالتي كان يلبسها قدماء المصريين، ويضع على عينيه منظارا أمريكيا غاليا.
نامبودريباد
أجرى أنيس منصور مقابلة مع نامبودريباد، وهو آخر صحفي يجري معه المقابلة وهو في الحكم، كما يقول هو عن هذه المقابلة التاريخية: “وكنت آخر صحفي قابله وهو رئيس وزراء، فقد قرر نهرو إقالته من الوزارة بعد مقابلتي له مباشرة”، الصورة التي قدمها لنا أنيس منصور لرئيس الوزراء نامبودريباد لا تساعدنا كثيرا على إدراك شخصيته بشكل دقيقا شامل، وربما يرجع ذلك إلى المعلومات غير الكافية التي توفرت له، فلم يكن سهلا لسائح أجنبي جاء لأيام معدودة أن يتوفر له جميع المعلومات، ومن ثم كان اعتماده على بعض النشرات والصحف والمقابلة التي استغرقت نصف ساعة تقريبا، يقول أنيس منصور واصفا نمبودريباد: “وهو الرجل الثاني في الهند، فالصحف لا تتحدث إلا عن رجلين: نهرو وهذا الرجل، إنه ابن الأكابر، فأبوه من أعرق عائلة دينية في كيرالا على الإطلاق فهو ينتسب إلى أسرة نامبودري”.
ويردف قائلاً: “وهذا الرجل قد تشرد باسم الحزب الشيوعي ودخل السجن وكان عضوا بارزا في حزب المؤتمر الهندي حتى سنة 1934م حين انشق عنه، وتزعم لجنة كيرالا للحزب الشيوعي سنة 1939م وهذا هو الاسم الحقيقي للحزب الشيوعي في كيرالا الآن، ودفع ما ورثه من أبيه للحزب”.
خاتمة
نهاية… يمكن لنا أن نقول إن أنيس منصور قد عالج في كتابه (حول العالم في 200 يوم) تجاربه الهندية معالجة جيدة والقارئ يشعر بسحر وأسر عند قراءته لأن أسلوبه الناصع كان يجمع بين لذة الجد ولذعه الهزل واختلاب الأساطير ومتعة الحقائق، فعلا، لا ينسى الكاتب المصري الهند وما قدمت له من ذكريات خالدة والهند لا تنساه وما قدم لها من طرائف نادرة أبد الدهر.
مصادر ومراجع:
- حول العالم في 200 يوم، المؤلف: أنيس منصور، الناشر: دار نهضة مصر للنشر، عام 2012.