الثابت أن جسم الكلب تحديدًا لا يحمل غددًا عَرقيه إلا في باطن أقدامه فقط، وهذه لا تفرز من العرق ما يكفي لتنظيم درجة حرارة جسمه، ولذلك فإن الكلب يستعين بعملية (اللُهاث) لتعويض غيبة الغدد العرقية في جسمه. ضف إلي ذلك وجود الشعر الكثيف الذي يغطي جسم الكلب الأمر الذي يرفع من درجة حرارته خاصة في غيبة الغدد العرقية التي تقوم بتنظيم درجة حرارة أجساد أغلب الكائنات الحية الأرضية.. ومن إحكام الخلق في بناء جسم الكلب أن عملية اللُهاث تتم بأقل قدر ممكن من حركة العضلات، وهي أكثر أجزاء جسم الكلب نموًا، ومن أبرزها عضلة اللسان وبحركتها ترتفع درجة حرارة الجسم، ولذلك جعل الله -تعالي- الجهاز التنفسي للكلب شديد المرونة، ينتفخ بأقل جهد ممكن أثناء عملية الشهيق، ويعود إلي حجمه الطبيعي دون أي تدخل عضلي أثناء عملية الزفير وذلك في مصاحبة عملية اللُهاث.. فعندما يبدأ الكلب في هذه العملية تنتقل سرعة تنفسه فجأة من 30 إلي 40 نفسًا بالدقيقة إلي عشرة أضعاف ذلك..
والآلية الرئيسية في لُهاث الكلب، أنه يمد لسانه خارج فمه، يستنشق الهواء من أنفه ويخرجه من فمه، فيتبخر اللعاب من فمه، وذلك يجعله يشعر ببرودة الجو والراحة..