هل عدم القدرة على تمييز الروائح، أو فقدان حاسة الشم أمر خطير؟ والإجابة نعم فحاسة الشم تعد الإنذار الأول في الكثير من الحالات الطارئة كتسرب غاز سام أو دخان حريق. كما لوحظ أن فقدان حاسة الشم يؤدي إلي حالة من الاكتئاب. وفي بعض الأحيان يعتبر فقدان حاسة الشم دليل على الإصابة ببعض الأمراض كالزهايمر والسرطان وسوء تغذية. وهناك دورات يمكنها مساعدة الأشخاص الذين فقدوا حاسة الشم مما يساعد تدريب المخ للتعرف عليها مرة أخرى.
وللعطور “مؤثرات نفسية، ومقومات جمالية” تعمل علي إعادة الإتزان النفسي، والعصبي، والإجتماعي. وتعكس ما بالنفس البشرية من أحاسيس متنوعة: بهجة، وانتعاشًا، وألفة، وحنينًا، وشجنًا، ويتوقف استقبالنا للروائح على تجاربنا وذكرياتنا. إننا “نتعلم الشم”، ونتدرب عليه منذ الطفولة الباكرة وبمرور الوقت، ويخزن الدماغ كل شيء. حيث تختزن الذاكرة البشرية علائق تربط بين شخص ما ورائحته المميزة، وملابسات لقائه.
وقد تكون تلك الذكريات التي تنشطها الروائح أقوى، وأكثر إشراقًا من الذكريات المصاحبة لحواس أخرى، وعادة ما يسعد معظم الناس عند شم الورود، لكن إذا كانت رائحة وردة ما مرتبطة بذكرى حزينة عند الشخص، فقد تسبب له النفور والألم. كما يتم استخدام الروائح ـ أحياناًـ للغوص في لحظة سعادة، وحنين لذكريات خاصة أو للشعور بالإطمئنان. وسيظل تمييز روائح الآخرين إيجابًا وسلبًا جزءًا من الحياة البشرية، وما من حاسة تستطيع أن تعيد إلى الذهن ذكريات بعينها كحاسة الشم فهي تساعد الأشخاص على تذكر ماضيهم، ومعالجة الأمراض والاضطرابات المرتبطة بالنسيان والذاكرة.