مقامت في الليل وحيدة ، وعجزت شيخوختها عن حملها فسقطت على الأرض ….
وسقَـطْتُ في هَمٍّ عَـِتيّ | مَنْ يا تُرى يرنو إلي؟! |
وسقطتُ وحْدي في الدّجى | ما اسطعتُ أصرخُ: يا بُنيّ |
عجزتْ هنا شيْـخوختي | هيهاتَ من عزمٍ قويّ |
فبقـيتُ حـتّى الصبحِ ما | أحدٌ دَرَى منهمْ: بَـنيّ! |
وظللتُ أرقبُ دقَّ بابِ البيتِ مِنْ طَرْفٍ خَفيّ! | |
مَن ذا يُقيلُ تعَثّري؟ | مَنْ يا تُرى يَحْنو عليّ؟! |
فلقدْ شقِـيتُ بوَحْدتي | لما مَـضَى زوجِي الوَفِيّ |
*** | |
كَمْ ضَجّ هذا البيتُ بالأطفالِ في مَرَحٍ جَلِيّ | |
يتَضاحكونَ يُهَرولونَ وبالمُنَى.. كُلٌّ حَـفِيّ | |
هذِي تَمنّتْ لُعبةً | ذا مالَ للرطَبِ الجَـنِيّ |
تلهُو هناكَ صبيةٌ | وهنا يدَاعبني صَبيّ |
البِرُّ في نظراتهمْ | ما فيهمُ أَحَدٌ عَـصِيّ |
والحُسْنُ في بسماتهم | يبْدونَ كالزّهرِ النّديّ |
ودعَوتُ ربّي خالقي | بضراعةِ القلبِ الزّكيّ |
يغشَى الفلاحُ خُطاهمُ | وأجابَنِي ربّي العـليّ |
*** | |
كَبُرَ الصغارُ فأقْبِلي | أيْ يا سعادةُ بالعَشيّ |
ومَضَوا يجدّونَ الخُطَا | ما عادَ مِن أحدٍ لدَيّ |
شقّوا الطريقَ وغُيّبوا | ما عادَ يطرُقُني وليّ |
والآنَ بَعْدَ مُضيّهم | يشتاقهمْ بيتٌ خَلِيّ |
أنا لا أقولُ بأنهمْ | عَقّوا، فما فيهم شقيّ |
أبدًا ولكنْ شدّهم | سعْيُ الحياة لكُلّ حيّ |
ياربُّ فاقْبلْ عُذرَهمْ | رُحْماكَ من أجْلِ النّبيّ! |