كفاك يا حصانيَ الجَموح
كفاك ما أثرتَ من جروح
كفاك عدواً في مهامه الظلام
كفاك أن تجور .. أن تُغير ..
على مدائن الضمير
وآن أن تنام
على حجارة الملام
مفارقاً فراشك الوثير ..
وآن أن تراجع الحساب
وأن تضيف أطول الرقاب
لجيدك القصير
لعل ما يشين من صهيلك الكئيب ..
يصير شدو عندليب
فها هو الشيطان في غرور
يثير منك ساكن الشرور
مراقباً سقوطك الأليم
في غياهب الجحيم
متى أراك يا حصانيَ العنيد ..
تسير في مرابع السلام ..!
وتبتغي بخطوك الوئيد
منابع الجمال والوئام ..!
كفاك ما رمحت من سرائر القلوب
وما سلبتَ من مدامع العيون
أما شبعت من مراتع الذنوب ..!
ولا ارتويتَ من مشارب الظنون ..!
كم مهجةٍ سحقتَ بل قتلتَ بالحوافر الرعناء..!
ومن لحومهم أكلتَ باشتهاء ..!
متى أراك طائعاً
عنانك القويم ..؟
متى أراك خاضعاً
لعقلك السليم ..؟
متى أراك خاشعاً
لربك العظيم ..؟