تُعتبر الغدة الصنوبرية آخر الغدد التي باحت بأسرارها في عالم الطب الحديث. فهي غدة صغيرة الحجم من الغدد الصماء بحجم حبة الفاصوليا توجد أسفل المخ بتجويف خاص بها في قاع الجمجمة، في كهف صغير وراء الغدة النخامية ووراء العينين مباشرة في التجويف الثالث مما يصعب وصول النور إليها مقارنة ببقية المخلوقات. وهي المسئولة عن إفراز هرمون الميلاتونين ولها علاقة بتنظيم معدل النمو الجسمي وكذلك عمليات النضج الجنسي في الكائن الحي. ويرمز لهذه الغدة بشكل الصنوبر في الحضارات القديمة في مصر وغيرها وأثريات الفاتيكان وعدد من دور العبادة والمعابد.
لا تكاد الغدة الصنوبرية تزيد في طولها عن 1سم، وفى عرضها عن 1/2 سم. ويتراوح وزن الغدة الصنوبرية في الإنسان بين 170–175 ملي جرام، وهي تضمر تمامًا في حجمها حين يبلغ عمر الفرد 17 سنة. يبدأ تكوينها في حوالي الشهر الخامس من حياة الجنين.
ومن المعلوم أن الغدة الصنوبرية حساسة للضوء، وتتأثر بالذبذبات الكهرومغناطيسية الضعيفة، التي على عكس الضوء، تستطيع اختراق العظام والتغلغل بداخلها.
وبما إن دماغ الإنسان نفسه يصدر ذبذبات كهربائية وتموجات مغناطيسية، يعتقد بعض العلماء أن الغدة الصنوبرية مسئولة عن استقبال هذه التموجات. وتقع في الحيوانات الثديية في مؤخرة الرأس (تحت الجلد مباشرة)، مما يتيح لها التفاعل مع الضوء والظلام. وبفضل حساسيتها للضوء (وزمن الإضاءة) تنظم حياة الكائنات تبعًا لتغير الفصول وطول النهار، فهي المسئولة عن توقيت سن البلوغ واليأس لدى الحيوانات.
يقول د. “جوزيف سينيل: “تعد الغدة الصنوبرية مصدر الحاسة السادسة في الحيوانات الفقارية والمسئولة عن تواصلها من مسافات بعيدة، وبفضلها تنسق الحيوانات أعمالها وتشعر الأم بالمخاطر التي تحيط بوليدها ولو كان على بعد أميال. وقد دلت أبحاثي على مسئولية هذا العضو عن التواصل الغريزي والاستثنائي لدى الإنسان. كما اتضح أنها في الحيوانات أكبر منها لدى الإنسان، ولدى الرجل البدائي أكبر منها لدى الرجل المتحضر، ولدى الأطفال أكبر منها لدى البالغين”.
لا تكاد الغدة الصنوبرية تزيد في طولها عن 1سم، وفى عرضها عن 1/2 سم. ويتراوح وزن الغدة الصنوبرية في الإنسان بين 170–175 ملي جرام، وهي تضمر تمامًا في حجمها حين يبلغ عمر الفرد 17 سنة.
فالإنسان له عين فيزيائية ظلت فائدتها غامضة وغير معروفة للبشرية تسمي العين الثالثة وهي في الحقيقة الغدة الصنوبرية. يعتبرها الكثير العين الروحانية، أو الرؤية الداخلية لنا، وهي تعتبر مركز الروح والقوي الروحانية.
الميلاتونين … هرمون النوم والشباب
الميلاتونين هرمون طبيعي يفرز من الغدة الصنوبرية ويعرف بهرمون النوم أو هرمون السعادة، وتصل قمة إفرازه خلال فترة النوم في الليل وينخفض مستوى هذا الهرمون كثيرًا خلال النهار.
وهذا الهرمون ينظم الساعة البيولوجية للجسم ليُمكن الإنسان من النوم في الليل دون أرق، ويساعد الدماغ في التمييز بين أوقات الصباح والمساء، وينخفض مستوى إنتاجه كلما تقدم الإنسان في العمر لذلك يكثر الأرق عند كبار.
وهو الهرمون الذي يساعد على تنظيم سن البلوغ ويساعد على حماية الجسم من تلف الخلايا التي تسببها الجذور الحرة…، كما يلعب نقصه دورًا رئيسيًّا في الإصابة بالشيخوخة المبكرة ومرض الزهايمر وأعراض متعددة أخرى مثل هشاشة العظام وانهيار جدران الخلايا البشرية…
الفائدة الحقيقية للغدة
حاول الفلاسفة اليونانيين معرفتها، سماها ديكارت مقعد الروح، تلك الغدة يتم تنشيطها بالضوء، وتتحكم في بعض الأنشطة البيولوجية في الجسد، وهي تتعامل مع غدة اسمها hypothalamus تتحكم في الجوع والعطش والساعة البيولوجية التي تحدد عملية التسنين.
وحتى الآن فإن الفائدة الفيزيائية لتلك الغدة غير معروفة، وتعتبر تلك الغدة الرابطة بين العالم الحسي والعالم الروحي في مجال القوي الخارقة، كما تعد أكبر مصدر للقوة الأثيرية المتاحة للإنسان، وتملك الغدة الصنوبرية خريطة كاملة لمجال الرؤية للإنسان.
فالأسماك والبرمائيات والزواحف والطيور وحتى اللبائن بما فيها الإنسان تملك ثلاثة عيون ونحن نجهل تماما ما يخص العين الثالثة وقد يكون الكثير منا له العذر في عدم معرفة العين الثالثة.
فهذه العين عند الإنسان تقع في أعماق المخ وهي محاطة بعظام صلبة من كل الاتجاهات ولهذا فمن المتعذر رؤيتها وهي لا تسمى بالعين بل بالغدة الصنوبرية.
وهذه العين السحرية صغيرة جدًا ولا يزيد وزنها عند الإنسان عن 0.1 -0.2 جم وهي في الإنسان أصغر منها في التماسيح أو الأصناف العملاقة من الزواحف التي تملك عشرات من العيون بل ومئات. وكلما كان تركيب العيون بسيطا زاد عددها لدى الحيوان.
مهام العين الثالثة:
اكتشف العلماء أن هذه العين تقوم بمهمة المحرر بالنسبة للحيوانات ذات الدم البارد التي لا تستطيع الحفاظ على درجة حرارية ثابتة لأجسامها، بل إن كل ما يمكنها أن تفعله هو تنظيم تلك الحرارة ضمن نطاق ضيق وذلك باختفائها عن أشعة الشمس نهارًا والهروب من الصقيع ليلاً، غير أن عملية الهروب تلك سرعان ما تفقد جدواها إذا ما تعرض الحيوان لحرارة أو برودة مفرطة.
هنا تأتي أهمية العين الثالثة لتلعب دورها الفريد والإعجازي الذي وجدت من أجله حيث تتحول إلى جهاز لقياس درجة حرارة الوسط المحيط وتعطي إشارتها للحيوان بالابتعاد حسب حاجة الجسم للحرارة.
وليست هذه هي المهمة الوحيدة للعين الثالثة فهي لدى البرمائيات تعمل على تنظيم لون البشرة. فإذا وضعت الغضاريف في غرفة مظلمة لمدة نصف ساعة يصبح لون بشرتها فاتحا بشكل ملحوظ، وفي حالة خلع العين الثالثة لدى الغضروف فإنه يفقد قابلية تغيير لونه–فضلا عن أن هذه العين تفرز هرمون الميلاتون الذي يؤدي بدوره إلى تفتح لون البشرة.
أما بالنسبة للبائن فإن العين الثالثة وبالرغم من كونها مطمورة في أعماق الجمجمة فإنها تعرف جيدا الفرق بين النور والظلام. وقد بينت التجارب التي أجريت على الفئران التي وضعت لفترة طويلة في مكان شديد الضوء، أن وزن الغدة الصنوبرية قد انخفض إلى حد كبير في حين أن مكوثها في الظلام لفترة طويلة لم يؤثر أبدا في وزن تلك الغدة.
ولا تنحصر مهمة العين الثالثة في المشاركة في تغيير لون البشرة وفي التنظيم الحراري فحسب، بل إن الدراسات المسهبة التي أجريت في هذا المجال أكدت أن العين الثالثة في الإنسان قد تحولت إلى غدة كاملة ولكنها غير اعتيادية في نفس الوقت… حيث انه من المستحيل العثور في أي غدة غير هذه الخلايا النجمية التي هي في الحقيقة خلايا عصبية عادية تماما تنتشر بشكل واسع في نصفي كرة الدماغ. ولم يستطع العلماء حتى الآن تفسير سبب مثل هذا الترابط الوثيق بين الخلايا الغدية والعصبية… سبحان الله.
مهمة أكثر خطورة
تفرز الغدة الصنوبرية (العين الثالثة) هرمونات تؤثر بشكل رئيس في تركيب دماغ آخر يسمى بالمجموعة النخامية تحت المهادية التي تساهم بشكل نشط في تنظيم التوازن المائي والملحي وكذلك في تنظيم تركيب الدم وفي عملية الهضم والبلوغ الجنسي والفعالية الجنسية بل والأهم من ذلك هو أن هذه المجموعة تقوم بتنظيم حالتنا العاطفية وبالتالي فإنها تحدد نشاطنا العقلي.
وقد أثبتت التجارب التي أجريت على الفئران الصغيرة التي تعرضت لخلع العين الثالثة أنها تنمو وتكبر بصورة أسرع بالمقارنة مع شقيقاتها التي لم تتعرض لمثل هذه العملية. ثم إن تلك الفئران تنضج جنسيا بشكل أسرع ويكون عدد مرات الحمل والولادة عندها أكبر. والمثل ينطبق أيضا على أفراخ الدجاج التي تمر بنفس العملية.
كما أن الأطفال الذين أصيبوا بمرض ما أدى إلى إضعاف نشاط الغدة الصنوبرية أو إلى وقف نشاطها تماما تراهم ينضجون جنسيا في وقت مبكر.
الإنسان له عين فيزيائية ظلت فائدتها غامضة وغير معروفة للبشرية تسمي العين الثالثة وهي في الحقيقة الغدة الصنوبرية. يعتبرها الكثير العين الروحانية، أو الرؤية الداخلية لنا، وهي تعتبر مركز الروح والقوي الروحانية.
وجدير بالذكر أيضا أن الغدة الصنوبرية تؤثر على الغدة النخامية أو على غدة البنكرياس مباشرة حيث أنها تساهم في تنسيق كمية السكر في الدم؛ ولهذا فإن حقن الجسم بخلاصات الغدة الصنوبرية يؤدي إلى حدوث تغير شديد في التبادل المائي.
وقد أثبتت التجارب التي أجريت على الإنسان والحيوان أن الغدة الصنوبرية تعمل منذ الولادة وحتى الشيخوخة على نفس المستوى تقريبا من نشاطها، غير أن ظهور حبيبات الكالسيوم والمغنسيوم والفسفور والحديد يرشح هذه الغدة لأن تغير من طبيعة عملها في المستقبل لأن مثل هذه الحبيبات لا توجد في تركيب العين الثالثة لدى الأطفال حديثي الولادة كما أنها نادرا ما تلاحظ لدى الأطفال دون الخامسة عشرة من عمرهم ثم تزداد هذه الحبيبات عاما بعد عام.
ومما لا شك فيه أن حبيبة واحدة من هذه الحبيبات كفيلة بتعطيل عيوننا الخارجية. ولعله من الصعب أن نتصور لماذا لا تتأثر العين الثالثة بهذه الحبيبات؟.
لا نملك في النهاية إلا أن نقول إن جسم الإنسان يعد أعقد آلة وأعقد جهاز على سطح الأرض، فنحن -طوال حياتنا- نرى بهذا الجسم ونسمع ونتنفس ونمشي ونركض ونتذوق طعم اللذائذ.
ويملك هذا الجسم – بعظامه وعضلاته وشرايينه وأوردته وبأعضائه الداخلية- نظامًا وتخطيطًا دقيقًا، وكلما نزلنا إلى التفصيلات الدقيقة لهذا النظام ولهذا التخطيط قابلتنا حقائق مدهشة.
ولا أدل على ذلك من هذا الموضوع الذي بين أيدينا، فهذه الغدة التي لا تزيد في طولها عن 1 سم، وفى عرضها عن 1/2 سم، ولا يزيد وزنها في الإنسان عن عدة ملليغرامات..، ما هي إلا واحدة من ملايين المعجزات الناطقة لله تعالى في خلقه، وهي أحد أدلة الإعجاز وآياته داخل الجسم البشري..، فسبحان من هذا خلقه وسبحان من هذا تكوينه.