مُنِعتُ من الصِّـــــــيام عن الطَّعـــــــــــــــــامِ
فوا لهفي علـــــــــــــــــــى عهد الصّيـــــامِ
وكـان المنْـعُ إيـذانًا بأني
قـريبٌ من معاقـرة الحِمامِ
فيا نفسـي نـداءُ المـوتِ حقٌّ
فصومي عـن مقارفـة الحـرامِ
لئن أكُ قد حُرمتُ مـن الصّـيـامِ
فمن ذا مانعـي حُـلوَ القيـامِ؟
ألا يا نَفسُ جِـدِّي إنّ رحْـلي
وشيك الخطْـوِ من قصـب الختامِ
أرى السكّين تأكل من عظـامي
ووهْـنُ العزم من وهْـنِ العظامِ
إذا مـا رحْـتُ أقرأ في كتـابٍ
تـراءى الحـرْفُ مختلطًا أمامي
فوا لهفي علـى زمنٍ تقضَّـى
وقد ضيعتـه دون اغتنـامِ
وكان الدَّرْبُ متسـعـًا فسـيحًا
فـصرت اليوم أعْـثُـر في الـزِّحامِ
إذا داع دعـانِ كبَـا جوادي
وطـاش السَّـهْـمُ ما بين السِّـهـامِ
وأصـبح صيّبي الساقي جهامـًا
فـوا أسفي على شُـحِّ الغمـامِ
ويا زمنَ الهـوى ودعتَ صبًّا
قريـحَ الجَفـنِ متّقِـدَ الضِّـرامِ
ولم أظـفرْ عـلى ما كـان منِّـي
بصيْـدٍ غير أوهـامٍ جِـسـامِ
وكلّ لَـذاذةٍ فإلـى زوال
وكلُّ سَـلامَـة فإلـى سَـقامِ
ويذهـبُ كلَّ يـوم بعـضُ بعْـضي
كأني شمعةٌ وسْـطَ الظلام
إذا أَجـريـْتُ دمْعي فوقَ خَدِّي
تهادى الجسم من كُـرَبٍ عِـظَـامِ