لقد أثرى العلماء العرب والمسلمين العالم بمخترعات وآراء في مجالات مختلفة مهدت الطريق لعلماء الغرب، ولكن البعض غابت أسماءهم ونسيها التاريخ لأسباب مختلفة، ومن العلماء الأوائل الأجلاء الذين لم ينالوا الشهرة التي يستحقونها وظلوا مجهولين.
ويعتقد الكثيرون أن البندول ” رقاص الساعة ” اخترعه العالم الايطالي “جاليليو”1564 -1642، لكن في الحقيقة لقد سبقه إلى ذلك الاختراع بنحو ستمائة سنة عالم عربي ذو ذكاء نافذ، ولد وعاش على ضفاف النيل وهو “علي بن عبد الرحمن بن يونس” المولود في مصر والمتوفى عام 399 هجرية وتوفى 1009م.
نشأة ابن يونس
ولد ابن يونس في بيت اشتهر بحب العلم، فأبوه عبد الرحمن بن يونس مؤرخ مصر، وجده يونس بن عبد الرحمن الأعلى كان من مريدي الإمام الشافعي ومتخصص في علم النجوم، وكان ابن يونس ذو حظ وفير فقد عاش في عهد الخلفاء الفاطميين الذين عرفوا قدره وقدروا نبوغه العلمي، فأجزلوا له العطايا وقاموا بتشجيعه على الاستمرار في بحوثه في علم الرياضيات، وبنو له مرصدًا بالقرب من الفسطاط على جبل المقطم وأعدوه إعدادًا كاملاً وجهزوا له كل الآلات والأدوات اللازمة.
يعتقد الكثيرون أن البندول ” رقاص الساعة ” اخترعه العالم الايطالي “جاليليو”1564 -1642، لكن في الحقيقة لقد سبقه إلى ذلك الاختراع بنحو ستمائة سنة عالم عربي ذو ذكاء نافذ..
وفي سنة 978م وفى القاهرة رصد ابن يونس كسوف الشمس وخسوف القمر، وأثبت فيها تزايد حركة القمر، وحسب ميل دائرة البروج فجاءت حساباته أقرب إلى آلات الرصد الحديثة، كما وضع جداول فلكية جديدة هي أدق ما عرف في عصره.
ويرجع إليه الفضل في وضع “الزيج الحاكمي” الذي عرف بعد ذلك “بزيج ابن يونس”، والزيج كلمه فارسية معربة تعنى “المسطرة”.
والمقصود بها هنا هي تلك الجداول الفلكية المرتبة بنظام خاص تجمع من حصيلة الرصد خلال سنوات متتالية، ويستخدم في تعيين النجوم والكواكب ومواقعها على أساس تلك القواعد الحسابية.
وهذا الزيج له الفضل في حل كثير من المسائل الفلكية الكروية بالإسقاط المتعامد، وهذا ” الجدول ” يشمل مقدمه طويلة و81 فصلاً وبعض الفصول تدور حول:
- انحراف دائرة البروج
- مقاييس ظل الأرض
- الإشعاع من النجوم
ولقد ابتكر ابن يونس معادلات وقوانين كان لها أثرًا كبيرًا وعظيمًا في اكتشاف اللوغاريتمات، حيث أمكن عن طريقها تحويل عملية الضرب إلى عمليات جمع. وبذلك يكون ساهم بشكل كبير في تيسير الحلول لهذه المسائل المطولة والمعقدة وأيضا يكون أول من مهد اكتشاف اللوغاريتمات فيما بعد.
لقد ابتكر ابن يونس معادلات وقوانين كان لها أثرًا كبيرًا وعظيمًا في اكتشاف اللوغاريتمات، حيث أمكن عن طريقها تحويل عملية الضرب إلى عمليات جمع.
كما برع ابن يونس في علم المثلثات وتفوق في بحوثه التي فاقت الكثير من المتخصصين في عصره، وكان أول من عرف البندول واستخدمه في استخراج علاقته بالزمن وقانون مدة الذبذبة.
وكانت وجه نظر ابن يونس أن أفضل الطرق لمعرفة الله سبحانه وتعالي وعبادته هو التفكير في خلق السماوات والأرض وعجائب مخلوقاته في الكون الفسيح.
وبرغم كل هذه الاختراعات والعمل المُضنِي الشاق الذي بذله ابن يونس في سبيل العلم يكاد يخفي اسمه ويغيب رغم سبقه لكثير من العلماء في هذه المجالات.