(حراء أونلاين) داء “شلل الغوَّاص (Decompression Sichness)” هو الخطر الأكبر الذي يمكن للغوَّاص أن يواجهه، وهو مشكلةٌ لا يواجهها الغوَّاصون أثناء هبوطهم من سطح الماء إلى الأعماق، ولكن الخطر يتمثّل فيما إذا صعد الغوَّاص من الأعماق إلى سطح الماء فجأةً وبسرعة.
عندما يصعد الغوَّاص إلى سطح الماء بشكلٍ مفاجئ، يتحوّل غاز النيتروجين الـمُذابُ في دمه إلى فقاعات، وتضر هذه الفقاعات -التي تظهر في الأوردة- نظامَ الدورة الدمويّة، ممّا يؤدّي إلى انسداد الأوردة الخاصّة بأعضاءٍ حيويّة في الجسم مثل المخ والقلب، وقد يؤدّي ذلك بدوره إلى الوفاة، وتشبه هذه العمليّة إلى حدٍّ كبيرٍ فقاعات “ثاني أكسيد الكربون” الرغويّة في زجاجة مياهٍ غازيّةٍ عندما يتمّ فتحها على نحوٍ مفاجئٍ.
أما بالنسبة للحيتان، فهي تمتلك مادّةً خاصّةً غنيّةً جدًّا بالدهون وشبيهةً بالمخاط في رئتيها، حيث تقوم هذه المادة بامتصاصِ النيتروجين الموجود في الهواء بداخله، ونظرًا لعدم وجود أيّة كمّيّةٍ أخرى من النيتروجين داخل جسم الحيتان؛ فإن خطر تكوُّن الفقاعات في الأوردة يصبح معدومًا، ولهذا تصبح الحيتان في مأمنٍ من خطر الإصابة بداء شلل الغوَّاص، وخلال عمليّة الزفير ترشُّ الحيتان هذه المادّة الدهنيّة الموجودة في المجرى التنفّسيّ من خلال المنخار على رؤوسها، وبهذا يزول خطر انسداد الأوردة ومعاناة المخّ من نقص الأكسجين، وهنا يُظهر الله الحكيم عظيمَ صُنعه لأولي الألباب من البشر.