فاكهة القرآن

الفاكهة ثمار تحملها النباتات كغطاء لبذورها، وهي لذيذة الطعم، مُبهجة المنظر، يُستمتع بأكلها، والنظر إليها، كما تطيب حياة البدن وكمال الغذاء بعظيم فائدتها.

وردت كلمة فاكهة في القرآن الكريم في أحد عشر موضعًا، ولقد تناول القرآن الكريم عالم الفاكهة ضمن عالم النبات والزرع من عدة جوانب. فهو رمز ودليل على إعجاز الخالق سبحانه وتعالي، وأنموذج على تفجر الحياة من الأرض الميتة، فمما يُسقي بماء واحد، فيعطي تنوعًا في الشكل واللون والجمال والبهجة والطعم والنفع والفائدة.

وقد كشفت مصادر الطب الحديث عن فوائد الرُّمان، ومنها أنه: مقوّ للقلب، ومطّهر للدَّم من السموم، ومنظف فعَّال للمجاري التنفسية، ويفيد في حالات عسر الهضم، وقرحة المعدة.

النخل

للنخيل التمر “Date palm” عراقة في المجتمع البشري، ولهما في بستان حياتنا حضور متميز ومشهود، وقد ورد في القرآن الكريم كلمة نخل ومشتقاتها في 20 موضعًا، وتكاد لا تخلو دولة عربية من غابة له أو أجمة أو عدة أفراد تتطاول بين الحقول والواحات، والنخيل نافع مفيد بكل أجزائه، فثمره (تمره، ورطبه، وبلحه) طعام متعدد الأنواع والأشكال والمذاقات والفوائد الصحية، ويحصي شيخ النابتيين ابن البيطار، وأبو زكريا بن العوام الإشبيلي الأندلسي، وداود الأنطاكي في كتبهم ما يصل إلى ثلاثمائة نوع من بلح النخيل، واليوم يبلغ عدد الأصناف عالميًّا نحو 2500 صنف، منها أكثر من نحو 2000 صنف في الوطن العربي.

وثمة فائدة كبيرة للتمر على صحة الإنسان، فـ”بيت ليس فيه تمر أهله جياع” (صحيح مسلم). وقد عاش النبي صلي الله عليه وسلم شهرين على “الأسودين”: التمر، والماء. فوائد التمر

أوراق السدر تستخدم لعلاج الجرب والبثور. ومنقوعها مفيد في علاج آلام المفاصل والتهاب الفم واللثة.

 

التمور من أكثر أنواع الفاكهة انتشارًا وهي غذاء صحي مركز وطبيعي، وتتميز التمور على كثير من الأغذية باحتوائها على العناصر الغذائية المفيدة لجسم الانسان ويتغذى على ثمارها كثير من الناس حول العالم، فالتمور غنية بالمواد السكرية 65-75% كما أنها غنية بالأملاح المعدنية والعديد من الفيتامينات.

فالتمر منجم من الفيتامينات مثل الفسفور والكالسيوم والحديد والمغنيسيوم والصوديوم والكبريت والكلور كما يحتوي على فيتامينات (أ) (بـ1) (بـ2) (د) فضلاً عن السكريات البسيطة في تركيبها. ويمتاز بأنه مقو للكبد وللعضلات ومؤخر للشيخوخة، ويعالج خشونة الحلق، والتهاب القصبات الهوائية، ويحارب الأنيميا، والقلق العصبي وينشط الغدة الدرقية ويلين الأوعية الدموية، كما أنه يرطب الأمعاء ويحفظها من الإمساك، والالتهابات.

الأعناب

ورد ذكر العنب في القرآن الكريم إحدى عشرة مرة موزعة في عشر سور، سواء بالإفراد أو الجمع، والعنب هو ثمر شجرة الكرم ما دام طريًّا، فإذا جف فهو زبيب. ومن فوائده: خفض ضغط الدم “لاحتوائه على البوتاسيوم”، ومفيد لمرض الكلي، ومقو ومرطب وملين ويهدئ السعال وطارد للبلغم، وله تأثير مضادة للأكسدة “Antioxidents”، ومجدد للخلايا، ويحتوي على الجلكوز الذي يمتص ويذهب إلى الدم مباشرة فيعطي طاقة متميزة، ويحتوي على معادن هامة للجسم، وفيتامين (أ) الذي يمنع العشى الليلي، وهو يساعد على الاتزان العصبي والعضلي.

التين المجفف يحتوي على نسبة عالية من مركب الـ”phenol”، وهو يعمل كمطهر لقتل البكتيريا.

الرمان

الرُّمَّان فاكهة خريفية لذيذة ورد ذكرها في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع، وقد تحدَّث أطباء العرب عن الرمان؛ فقال داوود الأنطاكي: “الرُّمان كلّه جلاء، مقطع يغسل الرّطوبات وخمل المعدة، ويفتح السدد ويزيل اليرقان ويحمر الألوان، مجرّب، فإذا غلظ في الشمس أو بالطبخ، أحدّ البصر ونفع من الدّمعة والجرب، والنوع الحامض يزيل السُّعال المزمن وخشونة الحلق وأوجاع الصَّدر، كما يقمع الصفراء ويقطع العطش والحرارة، وإذا مرس بشحمه وشرب بالعسل أو السّكر أسهل إسهالاً رديئًا، وإذا طبخ قشره مع العفص حتى ينعقد قطع الإسهال المزمن والدم شربًا. وإذا طلي على الجروح والقروح ألحمها، جذور الرّمان إذا شرب مطبوخًا، أسهل وأخرج الديدان، وإذا أكل من بذره قبل نضجه على الريق منع من الرّق والدمامل سنة كاملة.

وقد كشفت مصادر الطب الحديث عن فوائد الرُّمان، ومنها أنه: مقوّ للقلب، ومطّهر للدَّم من السموم، ومنظف فعَّال للمجاري التنفسية، ويفيد في حالات عسر الهضم، وقرحة المعدة، ومفيد في حالات الحمى الشديدة والإسهال المزمن، والدوسنتاريا، وطارد للديدان المعوية الدودة الشريطية، ومانع للأكسدة.

يمنح الموز الجسم كمية كبيرة من الطاقة ويقوي العضلات، وهو مفضل لدي الرياضيين، ومفيد لعلاج ضغط الدم

الطلح

قال الله تعالى: (وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ)(الواقعة:29)، والطلح/الموز أحد أهم محاصيل الفاكهة الاستوائية في جميع أنحاء العالم، ويحتل مركزًا كبيرًا في التجارة العالمية نظرًا لقيمته الغذائية العالية وإقبال المستهلك عليه أكثر من باقي الفاكهة الأخرى لما يتميز به من حلاوة الطعم والنكهة المميزة، مع إمكانية توافره طوال العام، علاوة على قابلية ثماره للنقل، والتداول، والتخزين، ويحتوي المائة جرام من الموز علي 60 ملجم حديد، و 40 ملجم كالسيوم وبوتاسيوم، وفيتامين (C) (ب2)، ويمنح الموز الجسم كمية كبيرة من الطاقة، ويقوي العضلات، وهو مفضل لدي الرياضيين، ومفيد لعلاج ضغط الدم ويساعد الجسم علي إفراز الملح لأنه غني بالبوتاسيوم، كما ينشط عمل الدماغ فيساعد علي النشاط والتركيز الذهني، ويحمي من الالتهابات المعوية لغناه بالألياف الغذائية، ومزج الموز بالحليب يساعد علي تهدئة قرحة المعدة، كما يحمي من فقر الدم.

التيـن

قال تعالى: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِين * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ * لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)(التين:1-4)، ولا يقسم الله تعالي إلا بعظيم ليلفت أنظارنا إليه، وإلى أهميته وعظيم فائدته، ويعتبر التين من أكثر الفواكه كمالاً من حيث القيم الغذائية. وهو غني بالألياف الغذائية. حيث تحتوي حبة واحدة منه على جرامين من الألياف (20% من الاحتياج اليومي الموصى به)، والألياف الموجودة في الأغذية تؤدي دورًا فعالاً في تنشيط أداء الجهاز الهضمي من خطورة الإصابة ببعض أنواع السرطانات. وبما أن التين يعتبر غنيًّا بالألياف فقد وصفه مختصوا التغذية كطريقة مثالية لزيادة نسبة ما يحتاجه جسم الانسان من الألياف.

وفي دراسة في جامعة “سكرانتن” تبين أن: “التين المجفف يحتوي على نسبة عالية من مركب الـ”phenol”، وهو يعمل كمطهر لقتل البكتيريا، وأظهرت دراسة أخرى في جامعة “رتجرز” في “نيوجرسي” أن احتواء التين المجفف على “omega-3” و “omega-6” و “phytosterol”يفيد في التقليل من نسبة الكوليسترول، والمركبان الأولان لا يمكن انتاجهما داخل الجسم لذا يُمتصا مع الغذاء، أما “phytosterol” فيسمح للكوليسترول الموجود في المنتجات الحيوانية بالخروج من الجسم بدون أن يظهر في الدم، والتين يشكل جزءًا هامًا في أي حمية خاصة لأنه لا يحتوي على الدهون أو الصوديوم.

التمر منجم من الفيتامينات مثل الفسفور والكالسيوم والحديد والمغنيسيوم والصوديوم والكبريت والكلور

السدر

ورد ذكره في القرآن الكريم أربع مرات منها قوله تعالي: (في سدر مخضود)(الواقعة:28)، وشجرة السدر لها ثمار سكرية حلوة المذاق، ومرتفعة القيمة الغذائية وتسمي “النبق”. وتؤكل طازجة ومُجففة، ومفيدة للمعدة، وتساعد علي فتح الشهية، ويذكر مختصو التغذية أن مسحوق ثمار النبق يماثل الحبوب في القيمة الغذائية، فأطلقوا عليها اسم “الحبوب غير الحقيقية”، وكان الناس يجففون الثمار ويطحنوها لفصل الطبقة الخارجية المأكولة الحلوة ومن ثم استخدام دقيقها في صنع الخبز والحلوى.

وبالنسبة لأوراق السدر فتستخدم لعلاج الجرب والبثور. ومنقوعها مفيد في علاج آلام المفاصل والتهاب الفم واللثة، ويصنع من الأوراق المجففة مسحوق لغسيل شعر الرأس وتقويته وإزالة القشرة، أما أزهار شجرة “السدر” فإن نحل العسل يتغذى على رحيقها وينتج عسلاً جيدًا ذا قيمة غذائية عالية يسمى “عسل السدر” (من أغلى أنواع العسل البري). كما يستخدم مغلي قلف الأشجار كمسكن لآلام الأسنان وملطف للحرارة ومقوي عام.

ذكر الفاكهة قبل اللحم

ورد ذكر الفاكهة في القرآن الكريم مقدماً على اللحم: (وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ، وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ)(الواقعة:20-21)، وجاء في سورة الطور: (وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ)(الطور:22)، فتناول الفاكهة قبل الوجبة الغذائية له مفيد صحيًّا. لأنها تحتوي على سكاكر بسيطة سهلة الهضم وسريعة الامتصاص، فيرتوي الجسم وتزول أعراض الجوع ونقص مستوي السكر بالدم. في حين أن ملء المعدة مباشرة بالطعام يحتاج إلى لثلاث ساعات على الأقل ليتم امتصاص ما به من سكر (مصدر الطاقة)، بينما تبقي أعراض الجوع لفترة أطول.