هذه جزء من قصيدة كتبت في رثاء فضيلة الأستاذ الدكتور / عبد الحليم عويس رحمه الله
إن الحياة َ شديدة ُ الدوران | ||
ولـَـكَم حملتَ الهمّ في كتمان | ||
ما عاد شيءٌ في حياتك مقلقٌ | ||
فالآنَ فاهدأ (فارسَ التبيان) | ||
قد عشتَ عمرَك باحثا ومُفكرا | ||
تـُـهدي عبيرَ العلم والإيمان | ||
الجامعاتُ سمَوتَ فيها مُوفدًا | ||
بل زرتَ أيضا معظمَ البلدان ([1]) | ||
وكذا الرسائلُ مُشرفا ومُناقشا | ||
أرشدتها وملأتها بمعان ([2]) | ||
ولربَّ مؤتمر دعاك وندوةٍ | ||
لتـُـعـد إعدادًا رفيعَ الشان ([3]) | ||
هذا (وسام العلم والآداب) قد | ||
قـُـلّـدته في دولة السودان([4]) | ||
فلكم بذلتَ مُؤلفا ومُحقـقا | ||
ومُراجعًا ، وبرعتَ في الميدان | ||
جليت أخبارا علينا أشكلت | ||
ما طارق بن زياد ذا عدوان !! ([5]) | ||
سجلت آلافا من الساعات ما | ||
أمسكتَ قطّ وُرَيْـقة في آن | ||
لكن يفيض العلمُ منكَ سجية ً | ||
وطبيعة كالسّـيل في الوديان | ||
وهناك كمّ موسوعةٍ أخرجتها | ||
في الفقه والتاريخ والقرآن ([6]) | ||
*** |
||
يا منْ أضأتَ بنور عِلمك ظلمة | ||
ورددتَ خـَـطوَ الزور بالبرهان | ||
أعلنتَ حقا لم تَخَفْ من لائم | ||
وكشفتَ دوما ثـُـلة الطغيان | ||
ونصحتَ أشياخَ الدعاة بحكمةٍ | ||
كي يلطفوا في عثرة الغلمان ([7]) | ||
ما كلُّ مَن قد جدّدوا قد خالفوا | ||
ولربما شبلٌ أتى بجُـمان | ||
وهمُ أمدّوا في العلوم جذورَهم | ||
فليرفـُـقوا بأزاهر البستان!! | ||
إن (الغزالي) وهو شيخـُـك حينما | ||
رافقـتَه من باكر الأزمان([8]) | ||
في ( صيحة التحذير) كنتَ مُقدِّما | ||
أيشيرُ ذاك إلى عُلوّ مكان ؟! ([9]) |
يا راية َ(التبيان) أنت نقية | ||
تبقـَـين دوما دُرة التيجان | ||
لو غاب منا – يا كريمة ُ- واحدٌ | ||
فهناك في حَمْل الأمانة ثان | ||
فاخلـُـف إلهي الخيرَ في أبنائه | ||
ليدومَ حُسْـنُ الذكر في الآذان | ||
ياربّ واقبلْ منه طيبَ سعيه | ||
وامنن عليه بواسع الغفران | ||
ما عند ربي قد علمتم – إخوتي – | ||
خيرٌ وأبقـَـى من متاع فان | ||
لو كُـلُّ ذي نصحٍ له فينا يَدٌ | ||
فهُـنا لنُصحكَ يا (عويس) يَدان |
(1) ـ أوفدته الجامعة أستاذاً زائراً لعدد كبير من الجامعات في الهند (التي زارها خمس عشرة زيارة) وباكستان ، وماليزيا ، والجزائر (زارها أكثر من عشرين زيارة) ، وتونس ، والسودان، وتركيا ، وغيرها .
ـ قام بزيارات علمية وثقافية للولايات المتحدة ، وبريطانيا ، وفرنسا ، وألمانيا ، وأسبانيا ، وبلجيكا ، وهولندا ، ودول الخليج .
(2) ـ أشرف – رحمه الله – على نحو عشرين رسالة ماجستير ودكتوراة في الحضارة والتاريخ من خلال عمله في جامعة الإمام بالرياض ، كما ناقش أكثر من هذا العدد في الجامعات السعودية .
– ناقش في مصر رسالة دكتوراة في جامعة عين شمس (كلية البنات) في فلسفة الحضارة
– أشرف على رسالة دكتوراه في كلية الآداب بجامعة الزقازيق (قسم التاريخ) .
ـ أشرف على رسالتين في مادة (الإعلام الإسلامي) بكلية الإعلام والدعوة بالرياض(رسالة ماجستير) .
ـ وأشرف على نحو عشرين رسالة ماجستير ودكتوراه في جامعة الزقازيق ، وناقش عدداً آخر بالمعهد
(3) ـ حضر – فضيلته – أكثر من مائة مؤتمر عالمي ، ومؤتمرات أخرى إقليمية .
ـ قام بالاشتراك في الإعداد لعدد من المؤتمرات والندوات من خلال رابطة الجامعات الإسلامية ، بعضها في الخليج ، وبعضها في مصر ، ومن بينها سبعة مؤتمرات مع جامعات مصرية كعين شمس ، والزقازيق ، والمنوفية .
(4) حصل رحمه الله على ( الوسام الذهبي في العلوم والآداب ) من السودان ، وذلك قبل شهورقليلة من وفاته .
(5) المراد هنا القصة المعروفة قصة حرق طارق بن زياد للسفن بعد عبور البحر المتوسط وله فيها رحمه الله رأي ماتع
(6) من أهم الأعمال التي قام بها أو أشرف على إعدادها :
– تفسير القرآن للناشئين
– موسوعة الفقه الإسلامي المعاصر 2005م
– موسوعة في نحو عشرة آلاف صفحة للتاريخ الإسلامي عبر العصور
– موسوعة موجزة في حدود (800 صفحة) للجامعة الأمريكية المفتوحة ، بالتعاون مع مساعدين له من الباحثين في التاريخ ، وقد طبعت .
(7) مقال ( قضية الدعاة الجدد .. اتق الله ودعه يعمل) العدد (49)
(8) في المقال السابق يحكي رحمه الله فيقول: ” كاتب هذه السطور- ويعني نفسه – تعرف على السيخ (الغزالي) في (السنة الجامعية الأولى) ، ومع ذلك تبناه الشيخ وأعطاه ما لا يستحقه من التشجيع والتكريم ، فسمح له بمراجعة بعض كتبه وبتقديم بعضها ، مع أن الفرق بين الشيخ وتلميذه كان – ولا يزال – هو فرق بين العالم الرباني والتلميذ القليل البضاعة ، الفقير إلى رحمة الله وفضله ” فنعم الأدب ونعم التواضع !!
(9) قدم رحمه الله لكتاب الشيخ الغزالي ( صيحة تحذير من دعاة التنصير )